الثلوج تشل حركة الأردنيين وتغمرهم بالفرح

من أطرف المواقف إتمام زفاف عروس بآليات البلدية وسرقة أحذية المصلين

TT

انحسرت العاصفة الثلجية التي ضربت معظم المناطق الاردنية، فيما حذرت دائرة الارصاد الجوية الاردنية من حدوث التجمد ليلا، وخرج المواطنون امس لصلاة الجمعة وسط صعوبات على الطرق نتيجة الثلوج التي تراكمت منذ يوم الاربعاء الماضي. وبالتوازي مع اكتساء الأرض بالثلوج فقد شلت الحركة في المناطق الجبلية خاصة العاصمة عمان وأغلب مناطق الشمال والجنوب جراء التساقط الكثيف للثلوج وتراكمها وإغلاق أغلب الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية.

شعور عارم بالفرح والابتهاج والسرور دخل الى قلوب الاردنيين جراء العاصفة الثلجية التي لم تشهد مثلها عمان منذ العام 2003،، فيما لم تشهد مدن كالزرقاء والرصيفة والمفرق وغيرها مثل هذه الثلوج منذ «الثلجة الكبيرة» عام 1992.

وساهم منح الموظفين، في القطاعين العام والخاص، وطلبة الجامعات يومي عطلة رسمية الأربعاء والخميس في تجنيب المواطنين معاناة الانقطاع في الشوارع والمناطق النائية كما جرى في أكثر من مرة سابقة، خاصة العام الماضي في الجنوب الاردني. وشكل تراكم الثلوج مع العطلة الطارئة على مدى اليومين الماضيين مناسبة سعيدة لانتشار المواطنين، صغارا وكبارا، للهو واللعب بالثلج وتشكيل دمى رجل الثلج في الشوارع والساحات التي خلت من سياراتها. وكانت المتعة أكبر في مدن الزرقاء والرصيفة اللتين زارهما الثلج لأول مرة منذ 16 عاما، سيما أن جيلا من صغار المدينتين المكتظتين بالبشر، اللتين تمتازان بمناخ شبه صحراوي، لم يسبق له أن رأى الثلج في مدينته منذ ولادته.

وباستثناء الانقطاع في التيار الكهربائي الذي شهده عدد من المناطق في العاصمة ومحافظات أخرى، لم تسجل أية حوادث كبيرة تذكر بحسب مصادر الدفاع المدني والأمن العام.

واقتصرت عمليات الإنقاذ التي انشغلت بها أجهزة الدفاع المدني والامن العام والقوات المسلحة على نقل المرضى والحالات الطارئة، والتي غلب عليها، بحسب مصادر وزارة الصحة، عشرات حالات الولادة وعشرات الحالات لمرضى احتاجوا إلى غسيل الكلى في المستشفيات الحكومية المختلفة. ولم تسجل حالات عديدة لانقطاع لمواطنين أو لحافلات النقل العام بين المحافظات جراء إغلاق الطرق. وفي العاصمة جهدت آليات الدفاع المدني وأمانة عمان الكبرى في فتح الطرق الرئيسية، خاصة تلك المؤدية للمرافق الحيوية وتحديدا إلى المستشفيات وغيرها. ولم تتسبب الثلوج، بحسب ما رصدته الأجهزة الصحية والأمنية، في أية حالة وفاة، لكن عشرات حالات الكسور في الأطراف سجلت في العديد من المستشفيات، نتجت عن الانزلاقات للمشاة في غير منطقة ومدينة، إضافة إلى إصابات خفيفة ومتوسطة جراء جنوح عدد من المركبات في غير منطقة. وحذرت دائرة الأرصاد الجوية من تشكل التجمد حيث يتوقع أن تتدنى درجات الحرارة إلى ما دون درجتين تحت الصفر المئوي، حذرت الأجهزة المختصة في الأيام القليلة المقبلة من تشكل السيول وانجرافات التربة حول الطرق والمساكن جراء ذوبان الثلوج المتراكمة على طول البلاد وعرضها.

وارتفع مســتوى الثلوج في أغلب مناطق المملكة المرتفعة، والتي شهدت هطولا متواصلا للثلوج، الى سمك 30 سم و50 سم، ووصلت في بعض المناطق مثل عجلون والمزار الجنوبي إلى 60 و70 سم.

وربما منذ أكثر من 15 عاما، لم يتمكن الاردنيون من قراءة الصحف اليومية بسبب الثلوج، حيث غابت الصحف أول من أمس الخميس عن واجهات الأكشاك والمحال وصناديق المشتركين بعد أن قررت إدارات الصحف اليومية عدم إصدارها جراء إغلاق أغلب طرق المملكة وتعذر إيصال الصحف إلى قرائها ومشتركيها.

ولا يخلو الامر من مواقف طريفة خلال ايام العاصفة منها إجراء عمليتي ولادة لسيدتين داخل سيارة الإسعاف، وتلقى الدفاع المدني 6 آلاف مكالمة لطلب النجدة والإسعاف خلال العاصفة الثلجية.

وعندما تلقت اجهزة الدفاع المدني اتصالا هاتفيا بأن سيدة جاءها المخاض أثناء نقلها بسيارة الدفاع المدني من منطقة الجيزة إلى مستشفى ابن النديم في مادبا، ولم تتمكن السيارة من متابعة مسيرها وتوقفت لإجراء عملية الولادة التي أثمرت عن مولود ذكر، سبب الحيرة لوالديه عن الاسم الذي يمكن ان يختارانه له، واتفقا على اختيار اسم ثلجي أو عبد الله تيمنا باسم الملك عبد الله الثاني الذي صادف عيد ميلاده في الثلاثين من الشهر الماضي. وفي منطقة سحاب التي لا تبعد كيلومترات قليلة عن منطقة الجيزة حصلت أيضا عملية ولادة ثانية في سيارة إسعاف اخرى للدفاع المدني كانت تقل سيدة إلى مستشفى التوتنجي الحكومي بسحاب حيث اشرف كوادر الدفاع المدني على عملية ولادة ناجحة أثمرت عن طفلة. وخلال اقل من نصف ساعة كانت مجموع المكالمات التي وردت إلى غرفة العمليات والإسناد 220 مكالمة وبلغ مجموع المكالمات حتى عصر الأربعاء 6250 مكالمة تلقاها ثمانية من رجال الدفاع المدني عن طريق أجهزة الكومبيوتر التي تسجل إعداد المكالمات وأرقام الهواتف التي ترد إلى غرفة العمليات لمتابعة قضايا ومشكلات المواطنين التي يتم التعامل معها فورا.

وتعاملت مديرية الدفاع المدني منذ مساء اول من امس مع 145 حالة غسيل كلى و71 حالة ولادة بينها حالتان في محافظة معان حيث اشرف مسعفو الدفاع المدني على عمليتي الولادة داخل سيارة الاسعاف.

وحول انعكاس المطر والثلج في الاردن قال وزير الزراعة مزاحم المحيسن إن ذلك قضى على الجفاف وأنهى شح المياه كما ان المطر والثلج بشرا بموسم زراعي جيد، وأن النقاش حول الصقيع وتداعياته قد انتهى بتساقط الثلج وانهمار المطر مما سيساعد على تحسين مشروع الاعلاف.

واضاف اننا ما نزال في موسم الشتاء ومثل هذه الامطار سيكون تأثيرها ايجابيا على زراعات القمح والشعير مثلما ستساعد في تعقيم التربة وقتل الحشرات الضارة بالمزروعات.

والاقامة الجبرية التي فرضها تساقط الثلوج على المواطنين في منازلهم استغلتها انفس مريضة لممارسة فعل دنيء «حتى في اصعب الاوقات» ونال حتى المصلين الذين تركوا دفء بيوتهم ليؤدوا صلاة العصر جماعة في المسجد. فقد اقدم لص على سرقة احذية مصلين كانوا يؤدون صلاة العصر أول من امس الخميس في احد مساجد عمان. واكد عدد من المصلين، بانهم «انتعلوا» الثلج ليعودوا الى منازلهم حفاة يســتشعرون برودة الثلج الذي غاصت فيه ارجلهم بعد ان عجزوا عن ايجاد ما ينتعلونه مقابل اخرين استخدموا «حفايات» قديمة وجدوها على بــاب المسـجد.

ولم تحل الظروف الجوية والثلوج المتراكمة في مدينة كفرنجة امس من اكمال عروس لفرحتها واتمام زفافها الى عريسها في منطقة الاغوار حيث تم ايصالها ومرافقيها الى موكب العرس (الفاردة) التي كانت تنتظرها على مشارف كفرنجة الشفا غورية بواسطة الآليات والمركبات التابعة لبلدية كفرنجة وباشراف من رئيس البلدية فوزان فريحات. وتوقع مدير دائرة الارصاد الجوية عبد الحليم ابو هزيم ان تتدنى درجات الحرارة الصغرى الى ما دون درجتين تحت الصفر المئوي.