جائزة باحة الفنون تعلن عن بدء قبول المشاركات محليا وخليجيا

تكشف عن آيات الجمال الموضوعة بأنامل خليجية

TT

تعود جائزة باحة الفنون لتطل بآيات الجمال الخليجي في نسختها الرابعة حاوية أجمل ما خطته ريشة انسان الخليج في لوحات تتماهى مع المنحوتات المعبرة عن مختلف معاني الجمال في هذه البقعة من العالم.

ومنحت أمانة جائزة باحة الفنون ضربة البداية لانطلاق كرنفال الجمال باعلانها عن بدء قبول أعمال الفنانين التشكيليين والفنانات التشكيليات من داخل المملكة والدول الخليجية الشقيقة في دورتها الرابعة المتوقع انطلاقتها في إحدى العواصم الخليجية تحدد في وقت لاحق. وكشف عبد الناصر الكرت أمين عام الجائزة لـ«الشرق الأوسط» عن وصول عدد من اللوحات التشكيلية الجديدة التى ستشارك في المنافسة على الجائزة، موضحا أن آخر موعد لتلقي المشاركات سيكون نهاية يونيو(حزيران) 2008م، حيث سيتم عرض اللوحات المتنافسة على اللجنة الفنية لتقييمها، واختيار ست لوحات تحصد الجوائز المقدرة بـ 300 ألف ريال، الى جانب جوائز الاقتناء التي تصل لأكثر من مائتي ألف ريال، فيما ستوزع الجائزة بواقع 100 ألف ريال للفائز الأول، و70 ألف للفائز الثاني، و50 ألف للثالث، و40 ألفا للرابع، و25 ألفا للخامس، و15 ألفا للفائز السادس، فيما تعرض أكثر اللوحات التي قدمت بحسب رؤية اللجنة المشكلة من الأكاديميين المبرزين في مجال الفن التشكيلي محليا وخليجيا وعربيا وعالميا لأول مرة.

وتأتي جائزة باحة الفنون في الباحة التي حباها الله باعتدال الجو وجمال الطبيعة التي ألهمت الشعراء والفنانين، فبرز فيها عدد من المبدعين الذين ترجموا هذه الخصوصية إلى قصائد شعرية ولوحات فنية تشكيلية رصعت جبين الساحة الثقافية والفنية على مستوى المملكة، وكانت ولم تزل فتنة عشاقها على مدار العام، ومن هنا برزت فكرة جائزة (باحة الفنون التشكيلية) التي يقدمها ويرعاها الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود نائب أمير منطقة الباحة، الذي شارك الفنانين التشكيليين في أول عمل فني إبداعي تشكيلي بريشته، معلقا بقوله «الفن لغة الشعوب، ومرجع خصوصيتها الثقافية، ولما كانت الباحة في الأزمنة البعيدة موطن الفن والإبداع ومصدر الجمال والإلهام، فقد جاءت قلاعها وحصونها ونقوشها وبقية فنون إنسانها انعكاسا سليما لروعة الجمال، وما يرثه جيل اليوم والغد من أسلافه يبعث على الاعتزاز، ولأن الفن التشكيلي في مختلف مدارسه نموذج ثقافي رفيع بين أنماط الفنون جاءت هذه الجائزة لتربي ريشة الفنان والفنانة التشكيلية».

وواصل الامير الدكتور فيصل «لا شك أن إنسان هذه المنطقة يرى في احتضانها لهذه الجائزة مصدر فخر واعتزاز لعطاءات الفن والجمال، لذلك فإن جائزة باحة الفنون سوف تلقى منا كل دعم مادي ومعنوي وإعلامي، وستكون منطقة الباحة من خلال هذه التظاهرة الثقافية محط أنظار عاشقي الإبداع والجمال الأخاذ الذي تترجمه طبيعة هذه المنطقة المتميزة سياحيا على مستوى دول الخليج العربي، وسنعمل على رفع كفاءتها. وما اختيار البحرين الشقيقة للاحتفال بها في دورتها الحالية وتكريم الفائزين بها إلا أول انطلاقتها إلى وطننا العربي الكبير». وكانت جائزة باحة الفنون قد انطلقت عام 2001 بمشاركة 88 فنانا وفنانة تشكيلية، وتهدف الجائزة ـ بحسب أمينها العام ـ إلى دعم حركة الفن التشكيلي من رسم وحفر وتصوير ومجسمات وفنون تطبيقية في السعودية ودول مجلس التعاون في الخليج العربي، وباعتبارها الأولى من نوعها، وتشجع المواهب والقدرات الفنية الخليجية وتتيح الفرصة لحضورها في الساحة التشكيلية وبث روح المنافسة الشريفة بين الفنانين والفنانات لما يعود عليهم وعلى الوطن بالخير والفائدة.

ويقول الكرت إن الفعالية تهدف إلى إظهار تراث المملكة والدول الخليجية والعربية ونشر الثقافة الفنية والارتقاء بالذائقة الفنية وإقامة العديد من المشاريع لخدمة الحركة الثقافية التشكيلية، والجائزة قيمتها 300 ألف ريال، إلى جانب الإنفاق على الاحتفاء بها بما يقارب 200 ألف ريال في حفل سنوي يرعاه الأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز أمير المنطقة ويحضره كبار المهتمين والمنتمين إلى الحركة الفنية التشكيلية ويخصص كل عام موضوع أو منطقة من المناطق للتعبير عن موروثها وتراثها ومخزونها الثقافي إلى جانب الموضوعات الأخرى التي تنتمي إلى مدارس الفن التشكيلي، وتقام على هامش الاحتفال مناشط ثقافية تسهم في دعم أهداف الجائزة. الجائزة كانت فرصة ثمينة لأن تصل إلى المنطقة مئات اللوحات والأعمال الفنية لعدة مدارس فنية وبمختلف المقاسات؛ إذ تقبل مشاركات الفنانين والفنانات من داخل المملكة ودول مجلس التعاون ومن المقيمين داخل المملكة، ويتوقع أن تصل للعربية والعالمية قريبا، كما لا تقبل إلا الأعمال المتميزة بحسب تقديرات لجنة التحكيم.

وتسعى الجائزة مستقبلا الى إنشاء مقر خاص بها وفق طراز معماري مستوحى من بيئة الباحة، إلى جانب الجمع بين المحلية والعالمية ليصبح فيما بعد مركزا لتعليم الفنون الجميلة، وكذلك إقامة متحف فني تشكيلي يجسد جميع جوانب الحياة والحضارة في المملكة العربية السعودية، وجميع دول مجلس التعاون الخليجي وتعمل على إعداد موسوعة للفنانين التشكيليين العرب يتم تحديثها كل ثلاثة أعوام بالتنسيق مع عدد من الجهات ذات العلاقة برصد حركة الفنون التشكيلية، كما سيتم إصدار الكتب الفنية المتخصصة وتنظيم سجل توثيقي لمتابعة حركة لوحات الفنانين المقتناة بالبيع والشراء من طرف لآخر. والجائزة كانت السباقة في إقامة أول معرض من نوعه للجداريات على مستوى المملكة، وتنظيم عدة جلسات نقدية للأعمال المشاركة وإقامة ندوة عن التربية الجمالية، كما يجري العمل لإصدار كتاب توثيقي للجائزة بعنوان (جائزة باحة الفنون أهداف ورؤى).