«سوني» تربح معركة الجيل المقبل من أقراص الفيديو الرقمية عالية الوضوح

بعد إعلان «توشيبا» تخليها عن تقنيتها المنافسة

TT

أعلنت شركة «توشيبا» الالكترونية اليابانية امس بصفة نهائية، أنها ستتوقف عن الترويج لمقاييس ومواصفات تقنية الحفظ الرقمي للبيانات على الجيل المقبل من اقراص الفيديو الرقمية «دي في دي» التي طورتها، وهي التقنية المسماة «أتش دي دي. في. دي» HD DVD للعروض العالية الوضوح، بعد ان خسرت دعم استوديوهات رئيسة وشركات تجارية. وجاء هذا الاعلان ليتوج تقنية «بلو راي» Blu-Ray لأقراص الفيديو الرقمية الجديدة التي تدعمها شركة سوني، بوصفها التقنية المقبلة التي ستسود في الأسواق العالمية.

وأنهى القرار حربا بين معسكرين قادتهما «توشيبا» و«سوني» في مسعى لتحديد معايير المواصفات الخاصة بالأفلام عالية الوضوح على اقراص الفيديو الرقمية. وأعلنت «توشيبا»، وفقا لوكالة رويترز، انها ستبدأ في تقليص شحنات اجهزة التشغيل والتسجيل المعتمدة على صيغة «اتش.دي دي.في.دي» وانها تهدف الى إنهاء أعمالها في هذا المجال بحلول نهاية الشهر المقبل.

وكانت استوديوهات إنتاج الأفلام قد انقسمت إلى قسمين، كلّ يدعم إحدى هذه التقنيات أو كلاهما، لأنّ التقنية التي يتبناها كلّ جانب ستمثل له أرباحا كبيرة. وامتدت هذه الحرب لتصل إلى الكومبيوترات وأجهزة الألعاب الإلكترونية، حيث يقوم الكثير من الشركات بتصنيع أجهزة تدعم واحدة من هاتين التقنيتين.

ويعني فوز أقراص «بلو راي» أن المستهلكين الباحثين عن أفلام أكثر وضوحا على اقراص الفيديو عالية الوضوح لن يكون عليهم بعد الآن الاختيار بين تقنيتين متنافستين للعروض. وسوف يساعد وجود صيغة واحدة ايضا على الاسراع بالتحول الى التكنولوجيا الجديدة في سوق اقراص الفيديو الرقمية المنزلية.

ويبلغ حجم سوق هذه الاقراص 24 مليار دولار. وفي بريطانيا وصل حجم مبيعات الأقراص المباعة رسمياّ إلى اكثر من مليار قرص في خلال 10 أعوام فقط، كما ان حوالي 80% من المنازل في الاتحاد الأوروبيّ لديها مشغل أقراص «دي في دي»، فإنّه يمكن تخيّل حجم المبيعات الكبير الموجود حاليّا للأفلام، ولذا فان الرابح من هذه الحرب التقنية سيقوم بجني كميات كبيرة من الأرباح عبر العالم كله.

وتتيح تقنية «سوني» لأقراص «بلو راي»، تخزين 50 غيغابايت من المعلومات كحدّ أقصى. وقامت الشركة بطرح جهازها «بلايستيشن 3» في العام الماضي والذي يستطيع تشغيل أفلام هذه الأقراص، وكذلك بطرح مشغلات للأقراص في الكومبيوترات المحمولة التي تصنعها الشركة، تقوم بدعم هذه التقنية.

أمّا شركة «توشيبا» فإنّها ظلت تدعم تقنية أقراص «إتش دي دي في دي»، التي تستطيع تخزين 30 غيغابايت (اي 30 ألف ميغابايت) من المعلومات كحدّ أقصى، حيث تقوم الشركة بطرح مشغلات للأقراص في الكومبيوترات المحمولة التي تصنعها تدعم هذه التقنية (حوالي مليون كومبيوتر لغاية الآن)، بالإضافة إلى مشغلات مستقلة توضع في صالات الجلوس والمكاتب.

وظلت استوديوهات «يونيفيرسال» تتبنى هذه التقنية بشكل حصريّ من بين جميع الاستوديوهات الحاليّة.

وتجدر الاشارة الى أنّ الأفلام تبدو في غاية الوضوح في كلا التقنيتين، ولكن بسبب قدرة أقراص «بلو راي» على تخزين حجم معلومات أكبر، فإنّ المشاهدة السريعة أو التي تحتوي على الكثير من العناصر التي تتحرّك في آن واحد، مثل مشاهد الانفجارات، تبدو أفضل عليه، بالإضافة إلى قدرتها على تخزين مشاهد إضافية. ووفقا لعدد من الخبراء، فان السبب الأكبر في نجاح تقنية «بلو راي» يعود الى اعتماد جهاز «بلايستيشن 3» لها، الأمر الذي يجعل لدى كلّ شخص يقتني هذا الجهاز مشغلا للأقراص، وبشكل مباشر (يبلغ العدد حوالي 6 ملايين مستخدم لغاية الآن). ويتراوح عدد المستخدمين الذين اشتروا مشغلات «بلو راي» مستقلة حوالي 1.5 مليون شخص (حوالي 35 مليون دولار مقارنة بـ 20 مليونا لمشغلات «إتش دي دي في دي«). هذا وتنتشر أفلام «بلو راي» في الاتحاد الأوروبيّ بشكل أكبر من نظيرتها «إتش دي دي في دي».