ألمانيا : طنجرة تتحدث مع الطباخ وجهاز يشم القهوة قبل تحضيرها

المعرض الدولي للأجهزة المنزلية يستجيب لمطالب السلطات الأوروبية بتقليل استخدام الطاقة

عارضة المانية تقدم المكنسة الذهبية من «برو اير» واجهزة حديثة اعتمدت على توفير الطاقة («الشرق الاوسط»)
TT

ازدحمت قاعات معرض كولون الدولي للأجهزة المنزلية (دوموتكنيكا) بالأجهزة الحديثة والمريحة التي تقتصد في استهلاك الكهرباء، والطاقة عموما. وإذا كانت الأجهزة المقتصدة هي النزعة الأكبر في معرض «دوموتكنيكا 2008» (18 ـ 21 فبراير/ شباط الجاري) فإن النزعة الاستهلاكية كانت ظاهرة أيضا.

وكانت الأجهزة المنزلية العملية والفعالة معروضة إلى جانب العديد من السلع الاستهلاكية التي تدعو للتساؤل عن سبب إنتاجها ومدى فائدتها للإنسان. وإلى جانب التقنيات الحديثة، مثل المكانس الكهربائية التي تعمل بمرشحات الماء، والطناجر المزودة بالشرائح الإلكترونية، وأجهزة التبريد السريعة جدا، كانت «الاختراعات» الأخرى تبحث عن «زبائن» لاقتنائها، مثل فتاحات العلب الإلكترونية الغالية، وأقداح القهوة الإلكترونية، والجهاز الذي يقيس حاجة النباتات للماء. ولاحظت إدارة المعرض أن الأجهزة الاستهلاكية المذكورة، بسبب غلاء أسعارها أدت إلى رفع معدل أسعار الأجهزة المنزلية بنسبة 5% خلال السنتين الماضيتين.

ويستجيب «دوموتكنيكا» لمطالب السلطات البيئية الأوروبية التي أوصت بلدان دول الاتحاد بضرورة تقليل استهلاك الكهرباء بنسبة 20% حتى 1010. وبعد أن كانت تقنيات تقليل صرف الكهرباء في الثلاجات والغسالات قد سجلت تقدما مذكورا في العقدين الماضيين، جاء دور الطباخات الكهربائية وأجهزة القهوة والطناجر لتسهم في الحملة الأوروبية لتقليل استهلاك الطاقة. ومعروف أن استهلاك الغسالات والثلاجات من الكهرباء انخفض 50% خلال السنوات العشرين الماضية، إلا أن تقنيات الطبخ بقيت على حالها.

التقنية الإلكترونية تنتقل إلى الطنجرة ومن اجل تقليل استهلاك الكهرباء قدمت شركة «البين سميرك» من ليوبليانا تقنية جديدة للتحكم بتقنيين صرف الكهرباء. وما قدمته الشركة، ونال إحدى جوائز المعرض، عبارة عن تقنية من جزءين تعتمد الشرائح الإلكترونية المنمنمة. ويجري تثبيت الجزء الأول من النظام في غطاء الطنجرة ويحتوي على مجسات لقياس الضغط والحرارة، في حين يدمج الجزء الثاني في وحدة السيطرة الإلكترونية في الطباخ الكهربائي. ويخبر الغطاء الطباخ عند تخطي درجة الغليان فيعمل الطباخ اوتوماتيكيا على خفض درجة الحارة وتثبيتها تحت الغليان.

وذكر غونتر غروسمان لـ«الشرق الأوسط» أن النظام يقتصد 50% من الكهرباء المستخدمة عند الطبخ. وأضاف غروسمان، من شركة «البين سميرك»، أن النظام يضمن عدم احتراق الطعام والطنجرة، ويضمن بقاء الفيتامينات في الغذاء، ويمكن للإنسان، براحة بال، أن يتركه يتحكم بالطهي ويغادره إلى عمل ما. والميزة الأخيرة أن الشركة صنعته كي يصلح للنصب في الطناجر والطباخات من كل نوع، ويمكن لمن يرغب باستبدال مطبخه الآن الاستفادة من التقنية في الحال.

واستشهد غروسمان بإحصائيات من سويسرا تثبت أهمية التقنية الجديدة من ليوبليانا. فالسويسري يستهلك في الطبخ نحو 430 كيلوواط ساعة من الكهرباء سنويا، أي ما يشكل 13% من كامل استهلاك المنزل. ويستبدل 144200 سويسري طباخه سنويا، وهذا يعني، في حالة استخدام تقنية «البين سميرك» تقليل استهلاك الكهرباء في السنة الأولى بمقدار 228 مليون كيلوواط ساعة وبمقدار 711 مليون كيلوواط ساعة خلال 3 سنوات.

وفي مجال تقليص كهرباء الطهي قدمت شركة «الفاريتا» الأميركية جهاز استشعار يقيس لربات البيوت مدى تحمص المشويات في الفرن الكهربائي. وهذا يعني تقليص استهلاك الكهرباء وضمان عدم احترق اللحم، لأن الجهاز يطلق صفارة إنذار عند انتهاء عملية الشي. وطرحت الشركة النموذج بعدة أشكال تتحمل الحرارة بين 60 ـ 120 درجة مئوية.

وامتدت تقنية تقليص استهلاك الكهرباء إلى أجهزة تحضير القهوة، ودخلت معها الألوان الزاهية والتصاميم الجميلة في الأجهزة، علما بأن الأجهزة المصنوعة من المعادن التي لا تصدأ ارتفعت أثمانها بنسبة 50% خلال 10 سنوات. ومنح اتحاد صانعي الأجهزة لجهازين ألمانيين جائزتي المعرض الأولى والثانية بسبب تقليصهما استهلاك الكهرباء إلى النصف. وهما جهاز ena5 وجهاز «كريم أروما» من شركة «فيك». والجهازان، حسب مصادر الشركة، يقللان استهلاك الكهرباء من 34 يورو في السنة (الأجهزة التقليدية) إلى مجرد 11 يورو سنويا.

وهنا طغت أيضا الأجهزة التي تنطفئ تماما عند عدم الاستخدام ولا تكتفي بحالة «التوقف» والانتقال إلى حالة أدنى صرف. توصل هذه الأجهزة القهوة إلى درجة الغليان خلال نصف الفترة المعهودة وهو اقتصاد كبير في استهلاك الكهرباء. ويعمل الجهازان المذكوران على خفض استهلاك الكهرباء من 170 كيلوواط ساعة إلى مجرد 55 كيلوواط ساعة سنويا.

وزود السويسريون من شركة «ايزبايس» أجهزة القهوة بأنف ولسان لتذوق القهوة أثناء تحضيرها. وهي تقنية طورها الباحث السويسري كريستيان لندنغر وتعتمد على «سوفت وير» يحلل الايونات الموجودة في القهوة ويتعرف على مذاقاتها. وهذا يعني أنها مزودة بجهاز استشعار يميز بين 20 نوعا من الايونات وبين نحو 1000 مادة تكون رائحة ومذاق القهوة. ويبدو الجهاز بطيئا مقارنة بقدرات الإنسان، لكنه يقيس جودة القهوة، من ناحية الرائحة والمذاق، خلال دقيقتين من وقت عملية التحضير.

عدا عن ذلك، فقد شهد المعرض، للمرة الخامسة على التوالي، رواج تقنية حلاقة الذقن «الرطبة»، أي باستخدام أجهزة الحلاقة الكهربائية مع الماء والصابون. وقدمت شرطة «دونو» الألمانية جهاز حلاقة خاصا (300 يورو)، اسمه «كاربة ديم»، ويفترض انه يضمن أنعم حلاقة «رطبة» بمساعدة نظام جديد من الشفرات الدوارة.

وللاقتصاد بنفقات التدفئة وضمان انغلاق الأبواب والشبابيك عرضت شركة «فيشتاغ جيتاليت» الألمانية مثلثا صغيرا (10 x 10 سم) يحتوي على نوابض تحدث توترا وتضمن انغلاق الباب بعد فتحه. ويثبت المثلث على إطار الباب بالبراغي ولا يزيد سمكه عن نصف سم.

وتطرح شركة «ريد تولز» الألمانية بديلا لأحزمة العمل التي تحتوي على جيوب لوضع أدواة العمل. ويمكن للمستخدم لصق الشاكوش والمسامير والمفكات بسهولة على حزام «ريد تولز» المغناطيسي. وقدمت شركة «هيل» الاميركية جهازين جديدين لتقشير البندورة قالت إنه يلقى رواجا كبيرا في بلدان أوروبا لزراعة الطماطم، وفي شرق أوروبا على وجه الخصوص. وقدمت شركة «كولينغ سيستيمز» الاميركية أجهزة مصغرة لتبريد مختلف المشروبات. والجهاز يبرد المشروب إلى درجة 6 مئوية خلال 3 دقائق وإلى 1 درجة مئوية خلال 6 دقائق. وطلت شركة «برو أير» الألمانية مكنستها الكهربائية الجدية بماء الذهب 24 قيراطا. وعدا عن الغلاف الخارجي الذهبي فالمكنسة تعرض في دواخلها تقنية جديدة للتنظيف تعتمد فلترات الماء. ثم هناك توصيلات الكهرباء المغناطيسية من شركة «شاوس» من هونغ كونغ، وهي كابلات تلتصق بجدار الطنجرة وتوصل الكهرباء إليها، أي أنها تحول الطنجرة إلى طباخ كهربائي حال إيصالها بالتوصيلة الكهربائية.