«كريدي سويس» و«باركليز» يشطبان نحو 6 مليارات دولار نتيجة الرهون العقارية

خبراء: نحو 260 مليار دولار لم يعلن عنها بعد تثير التساؤلات والمخاوف

شعار بنك «كريدي سويس» يظهر على مقر الرئيسي في سويسرا (ا.ف.ب)
TT

انضم امس بنكان رئيسيان الى قائمة ضحايا ازمة الرهن العقاري التي يبدو انها لا تزال مفتوحة لانضمام ضحايا جدد. فقد اعلن بنكا «كريدي سويس» و«باركليز» انهما شطبا 6 مليارات دولار نتيجة الرهون العقارية.

وفي هذا السياق اعلن بنك «كريدي سويس» أمس انه شطب 2.85 مليار دولار من قيمة استثماراته المدعومة بأصول واكتشف اخطاء في التسعير في دفاتره مما دفع سهمه للهبوط.

وذكر البنك ان الاصول المشطوبة ستمحو مليار دولار من صافي دخله في الربع الاول ولكنه توقع تحقيق ارباح في هذه الفترة بالرغم من ذلك.

واعلان «كريدي سويس» هو الاحدث في سلسلة اعلانات صادمة صادرة عن بنوك عالمية في اعقاب الكشف عن مراكز مكشوفة ضخمة لها صلة بأزمة الرهن العقاري عالي المخاطر في منافسه «يو.بي.اس» وفضيحة التعاملات في «سوسيتيه جنرال» في الشهر الماضي.

وذكر «كريدي سويس» في بيان ان «شطب الاصول يعكس التطورات المعاكسة الهائلة في السوق في الربع الاول من عام 2008» وقال متحدث باسم «كريدي سويس» انه لا يمكن تحديد تأثير الاخطاء على حجم عمليات الشطب.

ونزل سهم «كريدي سويس» أكثر من عشرة في المائة في التعاملات المبكرة وبحلول الساعة 11.00 كان منخفضا 8.46 في المائة الى 51.95 فرنك سويسري.

وذكر البنك انه سيقيّم ما اذا كان اي جزء من عمليات الشطب سيؤثر على نتائج عام 2007 وفي الاسبوع الماضي أعلن البنك ان صافي ربح الربع الاخير بلغ 1.329 مليار فرنك.

ويوجه الاعلان ضربة قوية لـ«كريدي سويس» الذي قلل في الاسبوع الماضي حجم الاصول المشطوبة بسبب ازهة الرهن العقاري عالي المخاطر الى ملياري فرنك سويسري خلال عام 2007.

من ناحيته رفع «باركليز» ـ ثالث أكبر بنك بريطاني ـ قيمة ما شطبه من أصول عالية المخاطر في العام 2007 الى 1.6 مليار جنيه استرليني (3.1 مليار دولار) لكنه قال ان الارباح جاءت منسجمة عموما مع توقعات المحللين.

وأعلن «باركليز» أمس تحقيق 7.08 مليار استرليني ربحا قبل خصم الضرائب للعام 2007 وذلك نزولا من 7.14 مليار في 2006 بينما كان متوسط توقعات 21 محللا في مسح لـ«رويترز» 7.05 مليار استرليني.

وأوضح «باركليز» أن الخسائر الناجمة عن اضطراب سوق الائتمان بلغت 1.635 مليار استرليني وذلك بعد خصم مكاسب تقييم سندات مصدرة بمبلغ 658 مليون استرليني. وكان البنك قد أعلن في وقت سابق 1.3 مليار استرليني شطبا صافيا في أصول ترتبط برهون عقارية أميركية عالية المخاطر.

وكان بنك «يو بي اس» قد حذر يوم الجمعة الماضي من ان البنوك العالمية لا تزال عرضة لمخاطر شطب نحو 203 مليارات دولار اضافية، نتيجة ازمة الرهون العقارية، عازيا ذلك بشكل كبير الى أزمة سندات التأمين التي من الممكن ان تتفاقم. وحذر فيليب فيتش المحلل المالي ببنك «يو بي اس» في لندن في مذكرة بعثها للمستثمرين امس، من ان «المخاطر آخذة في الارتفاع والانتشار، واوضاع السيولة ما زالت بعيدة عن المعتاد». يأتي هذا التحذير في وقت غرق العملاق المصرفي «يو بي اس» السويسري لأول مرة في تاريخه بخسارة صافية خلال عام 2007 بعدما اعلن انه شطب 18.4 مليار دولار، نتيجة ازمة الرهون العقارية في الولايات المتحدة. وكشف بنك «يو بي اس» عن خسارة صافية من 4.4 مليار فرنك سويسري (4 مليارات دولار ـ 2.7 مليار يورو) في 2007، مقارنة بأرباح 12.3 مليار فرنك سويسري في عام 2006. كما اعلن البنك انه لا تزال لديه رهون عقارية بقيمة نحو 27 مليار دولار لا تزال في خطر. واظهرت النتائج المالية لـ«يو بي اس» انه في الربع الرابع لوحده، شطب البنك نحو 13 مليار دولار نتيجة ازمة الرهون العقارية، مما يجعله ثالث اكبر متضرر من ازمة الرهون العقارية، بعد «ميريل لينش» الذي خسر 19.4 مليار دولار، و«سيتي غروب» 21.1 مليار دولار. وتأتي هذه التطورات في وقت يتساءل فيه العديد من المراقبين عن الوقت الذي ستظهر فيه الصورة الكاملة لأزمة الرهن العقاري؟

فعندما ظهرت الأزمة قبل عام في الولايات المتحدة قدر بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) للولايات المتحدة الخسائر التي قد تنجم عن تلك الازمة بنحو 50 مليار دولار، وبعدها تم تعديل الخسائر الى نحو 100 ـ 150 مليار دولار. ولكن، في اجتماع طوكيو الاخير لمجموعة الدول الصناعية كشف عن الخسائر قد ترتفع لتبلغ نحو 400 مليار دولار. وحتى الان لم تعترف البنوك والمؤسسات الغربية سوى بـ 140 مليار دولار.. والسؤال الذي يتبادر الى الذهن بحسب رأي معظم الخبراء اين ذهبت الـ 260 مليار الاخرى.. وهل سيكون هناك ضحايا جدد ام ان الامور قد تضيع بسوق الائتمان المعقد؟