بوتفليقة يدافع من موسكو عن إنشاء «أوبك للغاز»

الجزائر تنبهت لنقائص المقاتلات الروسية من خبراء بيلاروس

بوتين أثناء استقباله بوتفليقة في الكرملين أمس (ا.ب.ا)
TT

أفادت مصادر روسية أمس بأن الجزائر تعتزم إعادة مقاتلات «ميغ» اشترتها من روسيا بعد تلقيها تنبيهات حول نقائص في هذه المقاتلات، من خبراء بيلاروس. ومن ناحية أخرى، دافع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من موسكو أمس عن إنشاء «أوبك للغاز».

ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء الروسية أمس عن «مصدر في قطاع صناعة الطائرات بروسيا» قولها إن مشكلة المقاتلات الـ 15 التي ستعاد إلى المصانع الروسية الشهر المقبل، «ظهرت حينما نبه الخبراء البيلوروس الذين يوفرون الخدمات الفنية للطائرات الجزائرية من هذا النوع (ميغ 29) إلى وجود ما اعتبروه إلكترونيات قديمة في الطائرات». وتابعت الوكالة الرسمية أن «الجانب الجزائري طرح حينذاك، مسألة استبدال الطائرات التي صنفها الخبراء البيلوروس كطائرات قديمة بأخرى جديدة، ويمكن بل يجب أن يتم حل هذه المسألة أثناء زيارة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لروسيا»، التي انتهت أمس ودامت يومين.

ولم يتسن أمس بالجزائر تأكيد أو نفي الخبر المتعلق بالجهة التي استندت إليها وزارة الدفاع الجزائرية في اتخاذ قرار إعادة 15 طائرة مقاتلة من طراز «ميغ 29». وسئل عبد الرشيد بوكرزازة، وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة الجزائرية، أمس حول الموضوع، فقال: «ليس كل ما تكتبه الصحافة يستحق الرد». وترفض السلطات الجزائرية التعاطي علناً مع قضايا التسليح، تفاديا لبعث جدل حول «اختلال موازين القوى في منطقة المغرب العربي»، احتدم غداة عقد صفقة عسكرية ضخمة مع روسيا مطلع 2006، بقيمة 7.5 مليار دولار.

وحول نفس الموضوع، رفضت الناطقة باسم مجموعة «ميغ» إلينا فدوروفا، التعليق على قضية الطائرات واكتفت بالقول: «يمكنني القول فقط إن العقود لم تفسخ». وكان خبراء عسكريون ذكروا، أن الجزائر تطلب إعادة تأهيل الطائرات لاستعادتها فيما بعد. وذكرت «نوفوستي» على لسان خبير الاستراتيجيات العسكرية، الروسي قسطنطين ماكينيكو أن الجزائر «بحاجة إلى طائرات من هذا النوع».

ونقلت الوكالة نفسها أيضاً عن رئيس المجلس الشعبي الوطني (النواب) الجزائري، عبد العزيز زياري، قوله إن الجانب الجزائري لن يتراجع عن الاتفاق العسكري. وحرص زياري على التأكيد أن الحكومة الجزائرية «تنفذ القرارات المتخذة» في إطار الصفقة العسكرية التي أعادت طرح ملف السباق نحو التسلح، بالمنطقة حسب خبراء أجانب. وذكرت «نوفوستي» نقلا عن «مصدر في الكرملين»، أن الرئيس بوتفليقة ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تناولا مسائل التعاون العسكري التقني في لقائهما الثاني والأخير قبل مغادرة بوتفليقة موسكو. وأوضح ذات المصدر أن المحادثات الثنائية «بحثت جميع مسائل التعاون الروسي ـ الجزائري، ومناقشة سير تنفيذ الاتفاقيات الهامة التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس الروسي إلى الجزائر»، التي تمت في 2006.

وفي الجانب الاقتصادي من الزيارة الثانية لبوتفليقة إلى موسكو منذ وصوله إلى الحكم في 1999، قال الرئيس الجزائري لوكالة «إيتار تاس» حول السوق الغازية: «من البديهي أن تلعب دول مثل روسيا وقطر والجزائر، دورا هاما في أسواق الغاز ولا بد عليها أن تعزز من تنسيق نشاطاتها». وحول مشروع أوبك للغاز، أبدى بوتفيلقة دعمه للفكرة قائلا: «لقد كان الدفاع عن مصالح أعضاء «أوبك»، سبباً مباشراً في إنشاء منظمة «أوبك» عام 1960، وهذا الدرس لا يجب أن ننساه».

واضاف بوتفليقة «ان زيادة حصة الغاز الطبيعي المسال في التجارة الدولية للغاز وتكاثف توحيد شبكات التوزيع تمهد لاقامة سوق غازي شبيه بسوق النفط». ودعا بوتفليقة ايضا الى «تحسين اداء» منتدى الدول المصدرة للغاز الذي يتعين عليه «ان يقوم بدور اكثر نشاطا في تبادل المعلومات بين المشاركين».

ومن المقرر ان يتم عرض توصيات بهذا الصدد للاجتماع المقبل للمنتدى في موسكو الصيف المقبل. وازدادت التخمينات بشأن إقامة تكتل للدول المنتجة للغاز منذ توقيع اتفاق تعاون في 2006 بين العملاق الروسي غازبروم وشركة سونطراك الحكومية الجزائرية. وتثير هذه الفكرة قلق الدول المستهلكة التي تخشى أن يؤدي ذلك الى ارتفاع اسعار الغاز التي ارتفعت أصلا بشكل كبير.