أوباما وهيلاري يعودان لتبادل الاتهامات وجدال حول سرقة أفكار وتعابير من الآخرين

موقف المرشح المنسحب جون إدواردز يتحول إلى لغز

TT

في الوقت الذي كانت فيه ولايتا هاواي وويسكونسن امس على موعد مع الانتخابات التمهيدية، عاد المرشحان الديمقراطيان باراك اوباما وهيلاري كيلنتون الى تبادل الاتهامات من جديد، بعد ان تزايدت احتمالات بقاء التنافس بينهما الى حين انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي في 25 اغسطس (آب) المقبل في كولورادو. وتحول موضوع تأييد المرشح الثالث جون ادواردز الذي انسحب من السباق في وقت سابق لاحد المرشحين لغزاً بعد ان اعلنت مصادر مقربة منه انه ما يزال لم يتخذ قراراً وقد لا يتخذه في القريب العاجل مما يرجح ان يبقى هذا الموقف حتى انعقاد مؤتمر الحزب.

وقالت مصادر موثوقة ان كلا من اوباما وكيلنتون اقتربا كذلك من تقاسم اصوات «كبار المندوبين» على الرغم من ان هؤلاء او معظمهم على الاقل لا يعلنون عادة مواقفهم إلا اثناء انعقاد مؤتمر الحزب.

ووجه المرشحان انتقادات لاذعة لبعضهما بعضا في محاولة ان يتخطى احدهما الآخر في عدد المندوبين خاصة عند تنظيم الانتخابات التمهيدية التي ستجري في الرابع من مارس (آذار) المقبل في اربع ولايات من اهمها ولاية تكساس. وقبل احتساب عدد المندوبين الذين حصل عليهم كل من اوباما وهيلاري في ولايتي ويسكونسن وهاواي، حيث لم تحسم الارقام النهائية بعد ، فإن اوباما كان متقدماً على هيلاري بحوالي 63 مندوباً إذ حصل على 1281 في حين حصلت هيلاري على 1218 مندوباً والمطلوب للحصول على ترشيح الحزب 2025. ومن المتعذر على احدهما ان يحصل على هذا الرقم قبل انعقاد مؤتمر الحزب.

يشار الى ان ولاية ويسكونسن سيمثلها 74 مندوباً في مؤتمر الحزب في حين سيمثل ولاية هاواي 20 مندوباً، وهذا الرقم المحدود جعل المرشحين يحجمان عن القيام بحملة انتخابية في هاواي، وكذلك ايضاً بسبب بعدها.

تجدر الاشارة الى ان اوباما ولد في هاواي وعاش في ويسكونسن، وتقول مصادر من حملته إن هذه الاسباب جعلته يبدو مطمئنا قبل عملية الاقتراع التي جرت امس. وركزت مصادر حملة هيلاري لليوم الثاني على التوالي على «مصداقية» اوباما وقالت إنه استعان بأفكار صديقه ديفال باتريك حاكم ولاية ماساتشوستس حول برنامجه الاقتصادي ونسبها الى نفسه. وقال هوارد ولفسون تعليقاً على هذا الموضوع «إذا طلبت من الناخبين ان يحكموا عليك بوعودك ثم تخذلهم لن يبقى شيء هناك». اما هيلاري كيلنتون نفسها فقد قالت: «اذا كانت حملتك تعتمد على افكار فيجب ان تكون هذه أفكارك شخصياً». وانتقدت اوباما الذي يتحدث كثيراً ويفعل قليلاً وقالت إن الناخبين سيختارون بين «الاحاديث والحلول».

بيد ان اوباما رد على هذه الانتقادات بقوله إنها ليست مسألة ذات أهمية ان يستعين ببعض افكار صديقه حاكم ماساتشوستس بدون ان يشير الى ذلك. وقال إنه اقتبس من صديقه كلمات مثل «لدي حلم» التي استعملها في الاصل داعية الحقوق المدنية مارتن لوثر كنغ، وكذلك عبارة «كل الناس خلقوا متساوين». وفي معرض رده قال اوباما كذلك: «كتبت كتابين وانا شخصياً الذي اكتب معظم خطاباتي... وساكون سعيداً اذا نسبت بعض الكلمات الى ديفال باتريك، لكن ما نركز عليه هو تعبئة الناس على اننا نحتاج التغيير في اميركا...». وقال إنه لاحظ كذلك ان هيلاري تستعمل بعض تعابيره مثل «حان وقت طي الصفحة» أو «أطلق الاشارة نحن مستعدون للانطلاق».

وفي موضوع آخر تحدث اوباما لاول مرة عن اجتماعه الذي احيط بالكتمان مع المرشح الديمقراطي المنسحب جون ادواردز، وقال إنه لا يتوقع تأييداً فورياً منه، وقال إن ادواردز ما يزال يقلب الامور ولم يحزم رأيه. وكانت هيلاري اجتمعت بدورها مع ادواردز لكنها ايضاً لم تستطع الحصول على تأييده. ويعتقد ان ادواردز سيلعب دوراً مؤثراً عندما يحين موعد الاقتراع في الانتخابات نظراً لشعبيته الكبيرة في ولايات الجنوب.