السنيورة: أفضل طريقة لتحدي إسرائيل هي الحرص على السلم الأهلي

السفير السوري قاطع اجتماع رئيس الوزراء اللبناني بالسفراء العرب في لندن

رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون يستقبل نظيره اللبناني فؤاد السنيورة في مقر الحكومة البريطانية أمس (تصوير: حاتم عويضة)
TT

استشهد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس بالامام موسى الصدر في الرد على الاطراف اللبنانية التي تدعو الى التصعيد في لبنان، قائلاً: «الامام موسى الصدر كان يقول السلم الداخلي والسلم الاهلي هو التحدي الحقيقي لاسرائيل، فمن يريد ذلك عليه المحافظة على السلم الداخلي». وجاءت تصريحات السنيورة في لقاء مختصر مع صحافيين في لندن أمس حيث تحدث ضرورة الالتزام بـ«المؤسسات الدستورية» في لبنان وخاصة في اختيار الرئيس اللبناني، في اشارة الى المعارضة وخاصة حزب الله الذي يطالب بمواجهة اسرائيل. واعرب السنيورة الذي زار بريطانيا أمس بعد زيارة الكويت وقبل التوجه الى فرنسا والمانيا عن تفهمه لقرار السعودية بمنع رعاياها من زيارة لبنان وقرار فرنسا بإغلاق مركزين لبعثتها الثقافية في صيدا وطرابلس. وقال: «هذه ليست عملية سحب رعاية وانما نوع من التحوط وتقديم النصيحة للرعايا وهذا امر طبيعي». وكانت وزارة الخارجية السعودية قد نصحت رعاياها أمس بعدم التوجه إلى لبنان، ودعت الرعايا السعوديين المقيمين هناك إلى التزام الحيطة والحذر.

واكد السنيورة ضرورة «اعادة الخطاب السياسي الى ما يجب ان يكون عليه بدلاً من (اتباع) سياسات الشارع»، في اشارة الى اعتصام المعارضة وسط بيروت والمظاهرات التي تعم شوارع لبنان بين الحين والآخر. وصرح بأن اللبنانيين لا يريدون اندلاع العنف، مضيفاً: «اللبنانيون يرفضون ممارسات التي تؤدي الى التوتر، فهم مازالوا يحسون بمرارة صراعات الماضي»، في اشارة الى الحرب الاهلية اللبنانية. وقال السنيورة اثر لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون: «لمست دعماً شديداً للحكومة المنتخبة في لبنان»، مضيفاً: «العمل مستمر لدعم المبادرة العربية» لاختيار رئيس للبنان. ومن جهته، جدد رئيس الوزراء البريطاني دعم بلاده للبنان، وقال براون في بيان نشر اثر اللقاء في «10 داونينغ ستريت»، مقر رئاسة الوزراء في وسط لندن ان حكومة السنيورة «تحصل على دعمنا الكبير في سعيها الى استعادة وحدة المؤسسات اللبنانية وتدعيمها، وحماية مستقبل لبنان كديمقراطية متسامحة ومتنوعة». وأكد براون ان بريطانيا «ستواصل دعم جهود الجامعة العربية لاخراج لبنان من المأزق السياسي، والعمل الوثيق مع الشركاء الاوروبيين والدوليين، ومواصلة الدعم الثنائي المتين». واستهل السنيورة لقاءاته في لندن أمس باجتماع مع السفراء العرب المعتمدين في بريطانيا، بدعوة سفيرة لبنان إنعام عسيران، ليطلعهم على اخر التطورات في لبنان ويناشد حكوماتهم بالتوصل الى حل عربي لقضية الرئاسة. وقال مستشار السنيورة الاعلامي عارف العبد لـ«الشرق الأوسط» ان السنيورة التقى بالسفراء العرب ليشدد على اهمية ملئ الفراغ الرئاسي الساري منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وغياب التوافق على اختيار خلف له. واضاف: «السنيورة حذر من خطورة استمرار لبنان من دون رئيس، فحالة التشنج ستبقي لبنان في موقع خطر»، موضحاً ان السنيورة شدد على «مهمة العرب للخروج من هذا المأزق، فالمبادرة العربية هي الاساس». ولفت العبد الى ان السفير السوري لدى بريطانيا سامي الخيمي لم يحضر الاجتماع، على الرغم من توجيه دعوة له لحضور الاجتماع. وشرح مصدر في السفارة السورية في لندن لـ«الشرق الأوسط» ان الخيمي «ارتأى عدم الحضور باختيار شخصي ومن دون توجيه مسبق»، موضحاً ان ذلك عائد الى «التحضير الاعلامي للقاء الذي اخذ طابعا من تيار المستقبل ومستشاري رئيس الوزراء الذين لا يؤمنون بالحوار مع سورية». واضاف المصدر الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم الكشف عن هويته: «وجد السفير بأن الجو لن ينتج شيئاً ايجابيا». وكان السنيورة ضيف الشرف في حفل استقبال أقامته على شرفه وعقيلته السيدة هدى مساء أول من أمس بحضور حشد من أبناء الجالية اللبنانية في بريطانيا. وبهذه المناسبة أكد السنيورة في كلمة توجه بها الى اللبنانيين، ان الحشود التي نزلت في ذكرى 14 فبراير (شباط) الى ساحة الشهداء في بيروت لم تمش فقط «اعترافا بمحبتها للرئيس الراحل رفيق الحريري بل لتقول آن الاوان لتسقط جمهورية الخوف في لبنان». وأضاف انهم وجهوا رسالة بأنه «لا يمكن ان يستمر بلد تسقط فيه هذه السلسلة من الشهداء بدون أية محاسبة، كما انهم نزلوا ليقولوا بوضوح انهم يريدون انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو العماد ميشال سليمان». وقال السنيورة إن هناك في لبنان «من لا يزال يريد أن يستعمل هذا البلد ساحة لتصفية الحسابات» مضيفا: «لبنان وطن وليس ساحة».

وأكد السنيورة ان لبنان لم يتخل يوما عن انتمائه العربي لكنه «آن الاوان أن يستطيع لبنان ألا يرهن حاضره ومستقبله باشياء لا يعرف متى تنتهي». وأضاف ان لبنان حريص على استرجاع الارض التي ما زالت محتلة، وهي مزارع شبعا، وانه «آخر من يسالم وفي طليعة من يحارب إذا أراد العرب ذلك، لكن ان يرمى على لبنان كل كاهل هذا الامر فانه اصبح من المتعذر على اللبنانيين بعد ان عانوا على مدى الثلاثين عاما الماضية من سبعة اجتياحات اسرائيلية».

وفي تعليقه على مبادرات حل الازمة اللبنانية، قال: «المبادرة العربية هي اليوم الصيغة الوحيدة الموجودة على الطاولة وهي الصيغة التي تؤمن تلاقي اللبنانيين وليس الطلاق». وأكد السنيورة ان اللبنانيين ارادوا خروج سورية من لبنان ليبقوا على علاقة جيدة معها، «ولكن على اساس الاحترام الحقيقي لاستقلال لبنان وسيادته». وفيما ذكر ان لبنان لا يمكن ان يقبل بضربة عسكرية ضد ايران، أضاف انه «لا يمكن أن نقبل بهيمنة ايرانية على لبنان أو أي بلد عربي آخر».