أبو مازن يرفض تأجيل التفاوض حول القدس وليفني تقر بشموله

بعد تصريحات مناقضة لأولمرت

TT

اعترفت رئيسة الوفد الاسرائيلي الى المفاوضات مع الفلسطينيين وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أمس بأن موضوع القدس مطروح على جدول المفاوضات ويجري بحثه مثل كل القضايا الأساسية الأخرى، لكن الطرفين تعهدا بألا يكشفا للإعلام جوهر هذه المفاوضات وتفاصيلها.

وجاءت تصريحات ليفني، عشية لقاء القمة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، الذي حضرته ليفني ونظيرها رئيس الوفد الفلسطيني، أحمد قريع (أبو علاء). وبذلك وضعت حداً للخلافات العلنية حول هذا الموضوع، علماً بأن أولمرت كان قد ادَّعى بأنه اتفق مع أبو مازن على تأجيل موضوع القدس الى نهاية المفاوضات. فيما نفى أبو مازن ذلك. وقال إن قضية القدس مطروحة في كل الأبحاث والمفاوضات. وكان اللقاء قد عقد في المساء بمقر رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقد شابه جو من التوتر بسبب موضوع القدس والممارسات الإسرائيلية ضد قطاع غزة. ولكن تصريحات ليفني خففت من حدة التوتر. وتم تقويم المفاوضات بعدئذ بشكل ايجابي.

وقد استبق رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، هذا اللقاء بتصريحات متشائمة، اذ قال ان المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية تراوح مكانها منذ لقاء أنابوليس. وأضاف فياض، الذي كان يتكلم في لقاء مع قادة المنظمات اليهودية الأميركية، والذي عقد في القدس صباح أمس، ان هذا الوضع مقلق بشكل خاص، إزاء جمود تنفيذ المرحلة الأولى من «خريطة الطريق» من الجانب الاسرائيلي وصمت المجتمع الدولي والحكم الأميركي. وأضاف انه على الرغم من ان الحكومة الفلسطينية تنفذ ما هو مطلوب منها بشكل حثيث وتسعى بكل قوتها لجعل الضفة الغربية كيانا سلميا ودولة ذات قانون واحد وسلاح واحد ونظام عمل اداري نقي خال من الفساد، نجد ان اسرائيل تواصل الاستيطان والعمليات العسكرية العدوانية والحصار والحواجز وتجتاح المدن وتبني الجدار. من جهتها، قالت ليفني خلال مؤتمر أبحاث القدس أمس ان أهم ما يميز المفاوضات انها تقوم على مبدأ دولتين لشعبين، تعيشان بسلام وأمن وتكون كل منهما تعبيراً عن الطموحات القومية للشعبين. وأضافت ان فلسطين العتيدة يجب أن تكون من وجهة النظر الاسرائيلية، دولة منزوعة السلاح، ودولة سلام.

وقالت ليفني انها لا توافق على أن تكون فلسطين دولة بقيادة الاسلام السياسي المتطرف بقيادة «حماس» أو غيرها. وانها تصر على ان تكون دولة تضم الضفة الغربية وقطاع غزة. ولا يمكن أن توافق على دولة ارهاب. وفي خطاب لها في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي)، حاولت ليفني صد انتقادات المعارضة اليمينية لحكومتها بالزعم ان اسرائيل «تفاوض الفلسطينيين رغم انهم يمارسون الارهاب عليها ويطلقون الصواريخ على البلدات الاسرائيلية الجنوبية». وقالت «هناك من يريدوننا أن نوقف المفاوضات مع أبو مازن بسبب ارهاب حماس، وأنا أسألهم: هل وقف المفاوضات سيوقف الارهاب؟! الجواب واضح: لا كبيرة. بل بالعكس، فإن وقف المفاوضات سيعني اننا نترك الساحة خالية لصالح حماس. وهذا الجنون بحاله». ورفضت ليفني الاتهامات لها بأنها تقدم التنازلات للفلسطينيين في القدس وقالت: «يحاولون تصويري على أنني + بابا نويل + الذي يقدم الهدايا للفلسطينيين. وهذا تشويه رخيص للواقع. انني في المفاوضات أدافع عن مصالح اسرائيل. وهذه المصالح تقتضي أن نتكلم مع أنفسنا بصدق: ففي نهاية المطاف سنضطر للتنازل عن مناطق عزيزة علينا في الضفة الغربية. كل أعضاء الكنيست يعرفون ذلك». ونقل على لسان وزير إسرائيلي آخر، هو وزير البنى التحتية، بنيامين بن اليعيزر، قوله ان إسرائيل لن تنسحب من مدينة أرييل، (وهي مدينة استيطانية يهودية أقيمت في قلب الضفة الغربية، على بعد 20 كيلومترا من الخط الأخضر وتضم اليوم 17 ألف مستعمر)، ولن تنسحب من أي تكتل استيطاني قائم، «فهذه مناطق تعتبر جزءا لا يتجزأ من اسرائيل، ليس فقط حسب التصورات الاسرائيلية بل أيضا حسب موقف الرئيس الأميركي، جورج بوش، كما عبر عنه في رسالة الضمانات الى رئيس الوزراء، أرييل شارون» في أبريل (نيسان) 2002.