الصومال: المعارضة تصعد هجماتها ضد القوات الإثيوبية والحكومية

مقتل 7 في معارك بالعاصمة الصومالية مقديشو

TT

صعدت أمس، المعارضة الصومالية المناوئة للسلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس عبد الله يوسف، من وتيرة عملياتها العسكرية ضد القوات الإثيوبية والصومالية في مقديشو، ووقعت مواجهات عنيفة بين الطرفين في سوق بكارة التجاري، مما أسفر عن سقوط نحو 4 من أفراد الشرطة الصومالية و3 مدنيين، بالإضافة إلى إصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة.

وشنت المقاومة الصومالية مساء أول من أمس، هجمات على الجيش الصومالي، الذي يحاصر سوق بكارة في شارع ودنه جنوب العاصمة، ونجحت وفقا لمصادر من المقاومة في مصادرة سيارة عسكرية، وإحراق سيارة أخرى مزودة بسلاح مضاد للطائرات. وقال تحالف المعارضة الصومالية، الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة، مقرا له عبر موقعه الالكتروني على شبكة الانترنت، إن هذه الهجمات جاءت ردا على ما وصفه بعمليات نهب وسلب واسعة النطاق، ارتكبتها القوات الصومالية ضد المدنيين العزل.

واتهم التحالف القوات الصومالية والإثيوبية بكسر أبواب المحال التجارية في السوق، بعد منع التجار من الدخول إلى السوق وفتح محلاتهم التجارية.

من جانبها نفت الحكومة الصومالية هذه الاتهامات، وقالت إن قواتها المدعومة من الجيش الإثيوبي كانت تباشر حملة أمنية للتفتيش على مسلحين وإرهابيين محتملين متورطين في الهجمات الأخيرة ضدها في السوق، الذي يعتبر معقلا للجماعات المسلحة المناوئة للحكومة.

في غضون ذلك تحفظ تحالف المعارضة الصومالية على إعلان رئيس الوزراء الصومالي العقيد نور حسن حسين عدي، استعداد حكومته لبدء محادثات مع المتمردين من اجل إنهاء الفوضى السياسية والأمنية التي يعيشها الصومال.

وقال مسؤول رفيع المستوى في تحالف المعارضة لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الاريترية أسمرة، أن عدي غير جاد في إطلاقه الدعوات المتكررة لبدء مصالحة وطنية، لافتا إلى وجود خلافات بينه وبين الرئيس الصومالي عبد الله يوسف فيما يتعلق بإمكانية إجراء حوار مع الجماعات المناوئة له.

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم تعريفه أن «موقف تحالف المعارضة ما زال كما هو من دون تغيير، وإذا أرادت السلطة الانتقالية التي يقودها عبد الله يوسف الحوار مع المعارضة فينبغي أولا إخراج القوات الإثيوبية من البلاد كشرط أساسي للحوار».

واعتبر أن حديث عدي المتكرر عن المصالحة من دون اقترانه بخطوات عملية، يبقى مجرد حديث للاستهلاك الإعلامي، وتمييع المواقف في محاولة لإظهار أن حكومته تتجاوب مع الضغوط والمساعي العربية والغربية في إيجاد تسوية سلمية للأزمة الصومالية.

وأضاف: «أن يوسف وعدى أبعد ما يكونا عن المصالحة، لأنهما خاضعان لنفوذ رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي، الذي لن يسمح بحدوث مصالحة حقيقية طالما أن قواته العسكرية تحتل الصومال على هذا النحو».

وكان رئيس الحكومة الصومالية قد جدد قبل يومين استعداده للتحاور مع معارضيه، وقال في تصريحات صحافية «نحن مستعدون للتحادث مع أولئك الذين يقاتلون في مقديشو، ولا يستثنى أحد من المفاوضات».

وأضاف «أنا بحاجة إلى المسؤولين السابقين والمسؤولين الدينيين والنساء والشبان والمثقفين الصوماليين، ليسهموا في إرساء السلام في البلاد».

يشار إلى أن الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس تحالف المعارضة الصومالية، الذي تأسس العام الماضي تحت عنوان «إعادة تحرير الصومال» كان قد قدم للحكومة المصرية خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، رؤية التحالف حول القوات الأجنبية في البلاد، وتمسكه بخيار المقاومة لتحرير البلاد من الاحتلال الأثيوبي.

كما أبلغ الشيخ شريف في القاهرة مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي موقف التحالف الرافض للاحتلال الإثيوبي في البلاد.

وجدد شريف دعوته لإخراج القوات الأثيوبية من البلاد، مشيراً إلى أن هذه القوات احتلت الصومال من دون وجه حق، وأنهم سوف يخرجونها بقوة السلاح، مستعينين ـ بعد الله ـ بشعبهم والأحرار في العالم.

في غضون ذلك، أفاد مصدر مقرب من المقاومة الصومالية بأن حوالي 70 عنصرا من الجيش الصومالي في محافظة شابيلا الوسطى، انضمت إلى صفوف المقاومة. ونقل موقع التحالف المعروف باسم القادسية عن المصدر قوله إن هذه الميليشيا، سلمت نفسها بشكل طوعي لقوى المقاومة في المحافظة، مشيرا إلى أن سيارتين عسكريتين كانتا برفقة الميليشيا.