وزارة الخارجية البريطانية تؤكد إمكانية التقارب مع طهران

وفد من مسلمي بريطانيا زار إيران يطالب بإزالة سوء التفاهم بين الطرفين

TT

أكدت وزارة الخارجية البريطانية أمس، امكانية التقارب بين بريطانيا وايران، على الرغم من وجود اختلافات في بعض الجوانب، وخاصة في ما يخص الملف النووي الايراني. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية باري مارسدن: «لا يوجد سبب يمنع عمل بريطانيا مع ايران أو التقارب بين البلدين». وأضاف: «العلاقة مع إيران حساسة والتحدي هو مد الجسور بين البلدين». وجاءت تصريحات مارسدن اثناء لقاء مع صحافيين عرب وايرانيين للحديث مع اثنين من ممثلين لمجموعات مسلمة في بريطانية قاموا بزيارة مولتها وزارة الخارجية البريطانية الى ايران لبحث العلاقات الثقافية بين البلدين. وقال مدير العلاقات الخارجية لمؤسسة «الخوئي» نديم كاظمي، احد اعضاء الوفد البريطاني، ان الرحلة الرسمية الى ايران كانت «في غاية الاهمية في اطار العلاقات المسيسة والمنقسمة بين البلدين». واضاف ان الهدف من الزيارة كان «مواجهة سوء فهم الايرانيين عن المسلمين في بريطانيا، ولنظهر لهم بأننا لسنا كلنا غير مثقفين أو نعاني من الفقر». ولكنه شدد على ان الزيارة كانت «ذات طابع ثقافي اكثر منها سياسي»، موضحاً: «نحن نعمل على بناء المزيد من العلاقات على الجانب الثقافي ولكن اذا استطعنا التأثير على الجانب السياسي فسيكون الامر جيداً». ومن جهتها، قالت المحامية والناشطة صابرة لاخة التي شاركت في الوفد: «الهدف الوحيد من الزيارة كان لفتح ابواب الحوار، وذلك يظهر الهدف الحقيقي للحكومة البريطانية لحل أي سوء تفاهم من خلال الحوار بدلاً من المواجهة». وأضافت لاخة ان الحكومة البريطانية «لم توجهنا أو تمل علينا ما يجب ان نقوله وتركت لنا حرية التعبير».

وشرح مارسدن ان الخارجية البريطانية ترسل وفودا من ممثلين عن المسلمين في بريطانيا لـ«يظهروا الى مناطق مهمة في العالم وخاصة تلك ذات غالبية السكان من المسلمين، كيف يعيش المسلمون في بريطانيا». واضاف: «للأسف هناك الكثير من التصورات الخاطئة أو المحدودة عن المسلمين في بريطانيا»، موضحاً: «الهدف هو بلورة حوار من الجانبين ومعرفة كيف الناس في ذلك الجزء من العالم، وخاصة ايران، يفكرون». ولكن اكد مارسدن على ان الممثلين عن المسلمين في بريطانيا «ليسوا ممثلين عن الحكومة البريطانية ولا يتلقون رواتب من الحكومة البريطانية وغالباً ما يكون لديهم افكار مختلفة عن الحكومة البريطانية». ويذكر ان الزيارة تمت من خلال التنسيق بين وزارتي الخارجية البريطانية والايرانية، ولكن كان للخارجية الايرانية الكلمة الاخيرة في تحديد جدول الوفد. والتقى الوفد، الذي ضم 7 من النشطاء المسلمين في بريطانيا، بمجموعة من المسؤولين الايرانيين ورجال الدين، منهم مستشار الرئيس الايراني للشؤون الثقافية مهدي مصطفوي وممثل اية الله سيستاني في ايران حجة الإسلام شهرستاني. واكد كاظمي ان موظفاً حكومياً ايرانياً رافق الوفد اثناء زيارته التي استمرت بين يومي 2 و 7 فبراير (شباط) الجاري، ولكنه اردف قائلاً: «كانت لدينا حرية الحركة ولكن وقتنا كان مضغوطاً مما جعلنا لا نخرج من دون المرافق الذي رافقنا في جميع اللقاءات الرسمية».