معرض نسائي يعود بزائراته 1400 عام

«نكهة زمان» يزاوج بين الدراسات العلمية والمأثورات الشعبية

جلسة تراثية
TT

نحو 1400 سنة عادت بها للوراء مجموعة من السيدات السعوديات ممن تذوقن طعم تراث الأجداد في معرض «نكهة زمان»، الذي افتتح مساء أمس الأول على أرض معارض الظهران الدولية، شرق السعودية، ونظمته الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في الكتاب والسنة، بهدف المزاوجة بين التراث الشعبي في الجزيرة العربية والعلم الحديث.

ويلفت نظر زائر المعرض التجانس الغريب بين الأركان التراثية والبرامج العلمية، وهو ما تعلق عليه فريال العومي، مديرة الفرع النسائي لهيئة الإعجاز بالمنطقة الشرقية والمسؤولة عن المعرض، بقولها، إن الهدف الأساس لذلك تضمن «البحث في التراث الشعبي عن مواطن الإعجاز العلمي»، مضيفة لـ«الشرق الاوسط» أن جميع النماذج المعروضة ما هي إلا أعمال تعبيرية لدراسات علمية حديثة ومعلومات موثقة حول قيمة مجموعة من المنتجات الشعبية التي تم تقديمها للزائرات بشكل مبتكر. فيما أبدت العومي سعادتها البالغة من الإقبال الجيد الذي لقيه المعرض رغم كونه الحدث الأول الذي تنظمه هيئة الإعجاز العلمي في المنطقة، وهو ما تراه دافعاً لتدشين العديد من البرامج التراثية والعلمية في المستقبل. ويتضمن المعرض، الذي اقتصر على الحضور النسائي، نحو 40 ركناً، مقسمة ما بين أجنحة الطب النبوي، وأجنحة التراث العلمي، وأجنحة شعبية، وركن سوق عكاظ، وركن خاص للتراث الساحلي، وأركان ترفيهية أخرى للأطفال، إلى جانب زوايا المطويات الصحية والمنتجات المعروضة للبيع التي لم تخل من النكهة التراثية للماضي، رغم ارتفاع ثمنها، حيث عرض مصحف فاخر بقيمة 80 ريالا (21.4 دولار) لقي اهتمام مجموعة من الزائرات لكونه جاء مغلفاً بخامة من القماش المقلم السميك المستخدم في صنع الخيام.

فيما جاءت الأركان العلمية على شكل شرائح ضوئية تنير زواياها بالصور والمعلومات عن فوائد كل من الأعشاب والتين وزيت الزيتون واللبن والسواك والزنجبيل والحبة السوداء والعسل والتمر والشعير وماء زمزم، وغيرها من المكونات التي تعتبر من أهم أدوات الطب الشعبي في الجزيرة العربية. وأوضحت مسؤولة المعرض بأن الهدف من عرض تلك الشرائح هو احتواء المنتجات التي قدمت من البوابة التراثية ورسخت قيمتها الكتب الدينية والمأثورات الشعبية ومن ثم جاءت الدراسات الحديثة لتثبت فوائدها العلمية والصحية. واحتلت أواني «الغرش» القديمة بألوانها الحمراء والزرقاء والخضراء اهتمام العديد من الزائرات اللواتي أبهرهن التنسيق الذي قدمت فيه، بتداخل منظر الأباريق الملونة مع سعف النخل والخيام والرسومات التعبيرية للصحراء والماضي، بالإضافة إلى المجسمات المعروضة لصور قديمة احتواها ركنا، مكة المكرمة والمدينة المنورة، اللذان اهتما بتوثيق المرحلة الأولى لتاريخ الدعوة الإسلامية والهجرة والمعارك داخل الجزيرة العربية، في حين تضمنت ممرات المعرض تماثيل أخرى مجسدة للأغنام والنباتات البرية وبعض الأدوات القديمة التي كانت تستخدم من قبل سكان البادية في الرعي وتحضير الأكل.

جدير بالذكر أن معرض «نكهة زمان» شاركت فيه مجموعة مؤسسات قدمت من مكة المكرمة والمدينة المنورة كمصنع كسوة الكعبة المشرفة ومتحف المدينة الاعلامي وسوق عكاظ ورئاسة الحرمين الشريفين ومشروع تعظيم البلد الحرام إلى جانب جناح الأمير عبد المحسن للبحوث والدراسات الاسلامية.