كاتب مسلسل تلفزيوني أميركي يعترف بكون باراك أوباما مصدر إلهامه

التشابه الكبير مع شخصية «مات سانتوس» أول رئيس أميركي غير أبيض... لم يكن صدفة

باراك أوباما ومات سانتوس
TT

إذا كنتَ ممن تابعوا بشغف مسلسل «ذا وست وينغ» (الجناح الغربي) التلفزيوني الأميركي، الذي يستعرض في أجزائه السبعة ما يدور في أروقة البيت الأبيض وأحداث الحياة السياسية في العاصمة الأميركية واشنطن، فلا بد أنك قد توقفت خلال الفترة الأخيرة عند أوجه الشبه الكثيرة بين مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة ذي الأصول اللاتينية، مات سانتوس (في الجزء الأخير من المسلسل)، ومرشح الحزب الديمقراطي ذي الأصول الافريقية، باراك أوباما ـ الذي يخوض اليوم (في الحياة الحقيقية) معركة حشد أصوات وتأييد، تمهيدا لانتخابات العام 2008 الرئاسية. والواقع أن أوجه الشبه هذه كانت مؤخرا هاجس الكثيرين من متابعي هذا المسلسل الدرامي الذي انتهى عام 2006، لاسيما ان كلا من «سانتوس» الخيالي و«أوباما» الحقيقي يتمتعان بصفات الشباب، والكاريزما الهائلة، إضافة إلى كونهما آتيين من أقليات عرقية في الولايات المتحدة الأميركية متحدتين جميع العراقيل التي تترتب على ذلك. لكن المفاجئة تكمن هنا، فالتشابه ليس صدفة بحسب ما تم كشفه مؤخرا، حيث ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أنه حين أراد كتاب مسلسل «ذا وست وينغ»، الحائز جوائز عدة بينها 24 جائزة «غولدن غلوب» وجائزة «إيمي»، تكوين شخصية «مات سانتوس» في صيف عام 2004، فإنهم استلهموا صفات هذه الشخصية من سياسي شاب حقيقي يدعى... باراك أوباما.

هذا، فيما ذكرت صحيفة «لندن لايت» بان إيلي آتي، أحد كتاب ومنتجي المسلسل، قال: «عندما كنت أكتب، كان أوباما بدأ يظهر في المشهد السياسي، وبدأ الناس يتحدثون عنه». ويضيف آتي، وهو كاتب خطب سابق للمرشح الرئاسي الديمقراطي عام ـ 2000 آل غور، انه اتصل بأحد مساعدي باراك اوباما بعد سماع خطبة له، وطلب منه أن يصف له شخصيته، موضحا «بعض إصرار سانتوس على ان لا يهزمه عرقه، وافتخاره به رغم انه يترفع عنه يأتي من شخصية أوباما». ومن أوجه الشبه كذلك بين أوباما وسانتوس، اضافة بالتأكيد الى كون كل منهما يطمح بأن يكون أول رئيس غير أبيض للولايات المتحدة، هي ان كلا منهما كان فعلا عضوا بالكونغرس، وأن كلا منهما متزوج وله طفلان، وأن كلا منهما واجه منافسا كان له وجود داخل البيت الأبيض خلال إدارة ديمقراطية سابقة (اوباما يواجه السيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون، فيما «سانتوس» واجه «بوب راسيل» الذي كان نائبا للرئيس الديمقراطي (بارتليت في المسلسل)، فيما لو فاز أوباما فعلا ببطاقة الحزب الديمقراطي فإنه سيواجه مرشحا جمهوريا مخضرما ليس له شعبية مع المحافظين هو السناتور السابق جون ماكين، وهذا إن حدث فإنه سيتطابق مع سيناريو «ذا وست وينغ»، حيث واجه مات سانتوس بدوره مرشحا جمهوريا مخضرما ليس ذا شعبية مع المحافظين هو السناتور السابق آرني فينيك. يبقى القول انه في المسلسل، إذا كان من صمم شخصية «سانتوس» اعترف بأنه استلهم الخيال من الحقيقة. فهل يمكن أن تستلهم الحقيقة من الخيال في العام المقبل فيفوز أوباما بالرئاسة، ويحقق حلم الكثيرين برؤية أول رئيس غير أبيض للولايات المتحدة تماما مثل حدث مع «سانتوس»؟