قادة الجيش الإسرائيلي يتحدثون عن الاستعدادات للحرب المقبلة

يؤكدون أن اجتياح غزة بات أقرب من أي وقت مضى

TT

بدأ قادة الجيش الإسرائيلي في نشر أجواء حربية متوترة في المنطقة، بهدف تخويف حركة حماس وحزب الله وايران من مغبة الإقدام على عمليات انتقامية لمقتل قائد قوات حزب الله، عماد مغنية، أو ردا على الممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين. وراحوا يؤكدون أن الهجوم الحربي على قطاع غزة بات أقرب من أي وقت مضى.

وقال أحد المعلقين السياسيين من ذوي الاطلاع على التاريخ السياسي والعسكري، أمير أورن، للتلفزيون الاسرائيلي ان هذه الأجواء تبدو على انها تهديد مباشر يرمي الى منع أي رد هجومي عربي، ولكن طالما أدت مثل هذه الأجواء الى تدهور حربي حتى لو يكن مخططا.

وكان قائد الجبهة الداخلية في الجيش الاسرائيلي، قد أبلغ مرؤوسيه «ان الحرب التي لا نتمنى أن تنشب، أقرب للنشوب من تمنياتنا. ولذلك علينا أن نكون على أهبة الاستعداد. وكشف النقاب ان شعبته العسكرية انتهت من اعداد استديوهات تلفزيونية خاصة لبث برامج تثقيفية ومعنوية وارشادية للمواطنين كيف يتصرفون خلال الحرب. وقال ان هذه البرامج سيفرض بثها في آن واحد على جميع القنوات التلفزيونية خلال الحرب. فإذا كان المواطن يشاهد فيلما أو مسلسلا ما في التلفزيون، فسيتوقف البث عنده ويتحول بشكل فوري وأوتوماتيكي الى قناة الجبهة الداخلية في الجيش ليشاهد البرامج الإرشادية.

وسبق رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، غابي اشكنازي، الى القول ان «سرائيل تريد السلام وليس الحرب. ولكنها لا تخشى الحرب ولا تتردد في خوضها إذا تطلب الأمر». وأكد ان جيشه يتم الاستعدادات لخوض الحرب القادمة، مستفيدا من كل أخطاء حرب لبنان الأخيرة. وجاءت هذه التصريحات في ظل نشر الأنباء المتلاحقة عن تعزيز ماكينة التسلح الاسرائيلية بالمزيد من الأسلحة الجديدة، مثل طائرة التجسس التي تستطيع دخول العمقين السوري والإيراني وتطير لعشر ساعات من دون أن يحس بها أحد، والصواريخ والطائرات الأميركية الجديدة. وكشف النقاب أمس، عن ان أوساطا عديدة في الجيش تحاول اقناع وزارة الدفاع بضرورة التخلي عن مشروع اقامة «القبة الحديدية» لمجابهة الصواريخ المضادة للصواريخ الفلسطينية، بدعوى انها تحتاج الى ثلاث سنوات حتى يكتمل المشروع. ولكن تبين ان عدة قادة في الجيش يرون ان هذا ليس حلا، وأن الحل هو في تنفيذ عملية اجتياح حربي واسع في قطاع غزة يهدف الى التخلص من حماس وأمثالها. وقال وزير الداخلية، مئير شطريت، انه يؤيد التفاوض مع حركة حماس حول تهدئة، ولكنه من أجل الوصول الى مثل هذه المفاوضات من مركز قوة، فلا بد أن توجه سلسلة ضربات قوية الى الحركة تشلها وتضعف قادتها حتى يصلوا الى طاولة المفاوضات منهكين، بلا مزايدات ولا مطالب مبالغ فيها.

من جهة ثانية، تولى الجنرال والقائد السابق للواء الجنوب في الجيش الاسرائيلي، يتسحاق غرشون، مهمة اطلاق حملة الجنرالات لممارسة الضغوط على الحكومة حتى تتخذ القرار السياسي بشن الحرب. ومع انه ترك الجيش منذ أواسط السنة الماضية، وعرف بانتقاداته لسياسة الحكومة، فقد دعي لحضور حفل تأبين لضابط برتبة رائد كان قد قتل قبل تسع سنوات. وقال غرشون خلال الحفل ان الحكومة تُتأتئ وتتردد، زيادة عن الحد المعقول في اطلاق أيدي الجيش ليعمل ما يعرف عمله في أرض العدو.

وأضاف غرشون وسط ذهول الحضور، ان التردد الذي تبديه الحكومة ازاء اجتياح قطاع غزة، يشبه الى حد كبير التسرع الذي أبدته الحكومة عندما انطلقت لشن حرب لبنان في صيف 2006. وقال: علينا ألا نتردد أكثر. فالهجوم على قطاع غزة اليوم أفضل من غد، وغدا أفضل من بعد غد. والتأخر فيه سيعني أمرا واحدا هو منح حماس وبقية تنظيمات الإرهاب الفلسطينية القوة والفرصة لتزداد قوة، وتابع: «نحن نتحدث عن تنظيمات لا تخفي أهدافها في ابادة اسرائيل، ولذلك علينا ان نسبقها الى الحرب وندمرها نحن قبلها».