البرلمان العربي الانتقالي يعتزم طرح أزمته المالية على قمة دمشق

شكل لجنة لدراسة الخلافات العربية

TT

يعاني البرلمان العربي الانتقالي أزمة مالية طغت على المناقشات في الدورة العادية التي عقدها بمقر جامعة الدول العربية أمس وأول من أمس، وكشف محمد جاسم الصقر رئيس البرلمان أن الدول الأعضاء بالجامعة العربية لم تسدد من ميزانية عام 2006 سوى 56%، في ما لم يسدد من ميزانية 2007 سوى 46% بينما لم يسدد من ميزانية العام الجاري سوى حصة كل من مصر وسلطنة عمان.

وقال الصقر، أمام الجلسة العادية للبرلمان الانتقالي العربي، إنه سيشرح الوضع المالي للقادة العرب في قمة دمشق.

وأطلق البرلمان مبادرة لحل الخلافات العربية من خلال تشكيل لجنة برلمانية مكونة من لجانه المعنية لدراسة وتحديد طبيعة هذه الخلافات وتقديم المقترحات التي تعمل على تقريب وجهات النظر بين الأشقاء العرب، مطالباً كافة الأطراف الإقليمية والدولية بالكف عن التدخل في الشأن اللبناني الداخلي، كما دعا الكتل البرلمانية اللبنانية إلى اجتماع مع ممثلين للبرلمان العربي الانتقالي، لبذل المساعي الشعبية العربية لحل الخلافات هناك.

كما قدم البرلمان أمس عرضاً للمشاركة في حل الأزمة اللبنانية بعيداً عما قال إنها تدخلات خارجية، وانتقد «التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن اللبناني»، مطالباً برفض ما أسماه سياسات البوارج الحربية الاميركية. ودعا البرلمان، قمة دمشق إلى دعم كافة أشكال المقاومة ضد أي محتل للتراب العربي خاصة المقاومة الفلسطينية، ورفض «كافة سياسات الكيان الصهيوني العنصرية التي تعتبر إسرائيل دولة يهودية»«، وتفعيل قرار وزراء الخارجية العرب الأخير بخصوص مراجعة مبادرة السلام العربية في ظل عدم الاستجابة الإسرائيلية لها، ووقف كافة أشكال العلاقات والمفاوضات معها، داعيا الحكومات والشعوب العربية إلى كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.

وقال البرلمان العربي إن على الشعوب العربية والإسلامية القيام بواجبها في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم أمام ما قامت به الصحف الدنماركية من نشر رسوم مسيئة لنبي الإسلام.

وأرجأ البرلمان العربي الانتقالي مناقشة عقد ندوة حول العلاقات العربية الإيرانية كانت مقررة في وقت لاحق بالكويت، وأوضح الأمين العام المساعد للبرلمان، الدكتور عدنان عمران أن هدف التأجيل هو مزيد من الدراسة والترتيب للندوة التي تهدف إلى تحسين العلاقات العربية مع دول الجوار (أي تركيا وإيران). من جهة اخرى يعقد المندوبون الدائمون بالجامعة العربية اليوم اجتماعا بالقاهرة لبحث قضية الأسرى الفلسطينيين.

وقال وزير شؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين أشرف العجرمي إننا «نريد من خلال هذا الاجتماع وضع الدول العربية في الصورة الكاملة حول أعداد الأسرى والمعتقلين والظروف والمعاناة التي يعيشها الأطفال والنساء والمرضى (من الأسرى وذويهم)». لكن «العجرمي» قال أيضاً أنه لا يوجد جديد بشأن صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مشيرا إلى أن الإسرائيليين بحثوا تغيير المعايير الخاصة بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وقاموا بتعديلها جزئيا، و..«حتى الآن فإن القائمة التي تم تقديمها للإسرائيليين (والتي تضم الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين من المفترض الإفراج عنهم مقابل الإفراج عن شاليط)، لم تقبل بها إسرائيل بالكامل. وأضاف «العجرمي»، عقب مباحثاته مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس بالقاهرة أن إسرائيل وافقت على الإفراج عن جزء من هؤلاء المعتقلين الوارد أسماؤهم في القائمة، مشيرا إلى أن هذا الموضوع «لا يزال متعثرا».

وردا على سؤال عن ما إذا كانت صفقة تبادل الأسرى والمعتقلين تتضمن اسم مروان البرغوثي، قال «العجرمي» إن الذين يفاوضون حول هذا الموضوع هم حركة حماس مع الجانب الإسرائيلي، وهناك أنباء متضاربة فيما يتعلق بالإفراج عن النائب البرغوثي..«قالوا في البداية إن اسمه على رأس القائمة، ثم بعد ذلك حدثت تسريبات تقول إن اسمه تم شطبه من القائمة».

وصرح المتحدث الرسمي للخارجية المصرية حسام زكي بأن «أبو الغيط» أكد للوزير الفلسطيني على وقوف مصر بجانب القضية الفلسطينية على كافة المستويات مشيرا إلى أن «ملف الأسرى يعد أولوية بالنسبة لمصر».