«قاعدة المغرب الإسلامي» تنفي وجود زعيمها في منطقة يحاصرها الجيش

وجهت نداء لأنصارها تطلب المال والرجال.. وتؤكد أنها تعاني حد الكفاف

مشهد للدمار الذي لحق بمبنى تابع للامم المتحدة بالجزائر بسبب تفجير اعلنت القاعدة مسؤوليتها عنه أخيرا (رويترز)
TT

نفى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» وجود زعيمه عبد المالك دروكدال، ضمن مجموع مسلحين يحاصرهم الجيش في جبال بجاية (250 كلم شرق العاصمة)، منذ 10 أيام.

وقالت الجماعة المسلحة في بيان نشرته في المنتديات الجهادية، أمس، أن العملية العسكرية التي تضرب معاقلهم في بجاية، جند لها الجيش 10 آلاف جندي مدعومين بسلاح الطيران والمدافع الأرضية. ونفى البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أخبارا نقلتها الصحف تتعلق بوجود زعيم التنظيم دروكدال، المدعو «أبو مصعب عبد الودود»، ضمن المحاصرين. كما نفى مقتل 25 مسلحا في العملية العسكرية.

وزعم فرع القاعدة في شمال أفريقيا، بأن عناصره قتلوا 50 جنديا خلال اشتباك مسلح تخلل العملية العسكرية، وأنهم دمروا آليتين عسكريتين. وشككت مصادر أمنية في صحة هذه المعلومات التي وصفتها بـ«المضخمة»، وقالت إنها تندرج في سياق الحرب الدعائية التي يقودها التنظيم ضد مصالح الأمن. وعبر البيان عن عزم السلفيين المسلحين مواصلة عملياتهم، رافضين مشروع «المصالحة» الذي قال رئيس الحكومة قبل أيام، أن تدابيره ما زالت متاحة «للارهابيين» الراغبين في وقف العمل المسلح.

في سياق متصل، ذكر نفس التنظيم نفسه في رسالة إلى أنصاره بثها على الانترنت، أن أفراده «في حاجة ماسة وملحة ومستعجلة للمال»، وتحدث عن طريقة سرية يتوصل بها إلى جمع المال من الأنصار الذين وجه لهم نداء عاجلا أطلق عليه: «صرخة نجدة من مغرب الاسلام: أعينونا بأموالكم فالمصاب جلل». وجاء في الرسالة الموقعة باسم «أبو محمد العثماني»، أن الوضع المعيشي المتردي لفئات واسعة من الجزائريين «إنعكس سلبا» على العمل المسلح. ومما قاله ايضا: «سأكون صريحا أكثر من الصراحة نفسها: هي مسألة حياة أو موت.. نحن نقارب الكفاف من الناحية البشرية ولو جاز لي ذلك لأعطيتكم العدد بالدقة، ولكن عجزنا المادي فادح والجميع يعلم أن المال عصب الحرب». ويعكس النداء، حسب متتبعين، انقطاع شريان التمويل الذي كان يضمنه أنصار السلفيين الجهاديين ما يفسر التوجه إلى أعمال الخطف وطلب الفدية التي أصبحت لافتة في السنين الأخيرة. وفي تعبير بالغ عن تذمر عناصر التنظيم من رفض المواطنين إمدادهم بالمال، قال صاحب الرسالة: «ألا تتقوا الله فينا ألسنا مسلمين؟ أم أننا لا ننتج الكثير من الاصدارات (الترفيهية) التي تجعل البعض يرفه عن نفسه فيهتم لأمرنا.. فإن كنت كذلك أخي المسلم أنصحك بـ«توم وجيري» فهي أكثر ترفيها». وتابع قائلا: «قد نتفهم رمي المواضيع الداعمة للجهاد في المغرب الاسلامي في سلة مهملات المنتديات، فليس بيننا كبار كتاب تجمع أحلامهم آلاف المشاركات، وقد نتفهم خوف البعض من الالتحاق بنا لأننا خوارج ومتنطعون ومتشددون جاهلون، ولكن أنت تضربوا عنا صفحا فتتخلفوا عن نصرتنا، هذا لعمري، مما لا أجد له وصفا». الى ذلك نقلت وكالة الانباء الالمانية عن مصادر صحافية جزائرية قولها ان ثمانية طلاب جزائريين التحقوا مؤخرا بصفوف المقاومة في غزة. وذكرت المصادر أن الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، من بلدة الرقيبة بولاية الوادي (600 كلم شرق العاصمة الجزائرية) تركوا عائلاتهم قبل أسبوع والتحقوا بالمقاومة الفلسطينية في غزة. وأضافت أن اثنين منهم اتصلا بأسرتيهما وأكدا أنهما في غزة وأنهما بصحة جيدة قائلين «إنهم يعتزمون تنفيذ عمليات استشهادية ضد اليهود».