خادم الحرمين: رأيت بعد استخارة الله أن أقبل الجائزة نيابة عن كل من خدم الإسلام بصمت

جائزة الملك فيصل العالمية تحتفي بالفائزين بها على مدار العقود الثلاثة الماضية

خادم الحرمين الشريفين والأمير سلطان يتوسطان الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية على مدى 30 عاما (واس)
TT

صارح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الحضور في الحفل الذي أقيم لتكريمه أولا، والفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية على مدى 30 عاما، أنه فكر بالمبادرة إلى الاعتذار عن عدم قبول تكريمه نظير اختياره لجائزة خدمة الإسلام لهذا العام، وقال مخاطبا حضور حفل الجائزة الذي حضره الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي «أصارحكم أن أول ما خطر بذهني حين سمعت بترشيحي لجائزة أخي الملك فيصل يرحمه الله لخدمة الإسلام أن أبادر إلى الاعتذار، فهناك من المسلمين له من الأعمال والتضحيات ما يجعله أحق مني بهذا التكريم. ولكن حسن الحظ بأعضاء لجنة الجائزة، وثقتي ـ إن شاء الله ـ في نزاهتهم جعلني أتردد وأفكر. ورأيت بعد استخارة الله أن اقبل الجائزة لا اعترافا مني بفضل شخصي، ولكن نيابة عن كل مسلم ومسلمة ممن خدموا الإسلام بصمت، بعيدا عن الأضواء ودون إنتظار جزاء أو شكورا.

إن العالم المسلم في مختبره والجندي المدافع عن وطنه والواعظ الذي يدعو إلى الاعتدال، والموظف النزيه الذي يرفض الإغراءات، والقاضي العادل المنصف، والعامل الذي يعمل بيديه ويتقن عمله، والطالب الذي يثابر على دراسته وتحصيله، كل هؤلاء يخدمون الإسلام، وباسمهم في كل مكان من ديار المسلمين، يسرني قبول هذا التكريم، وأهديه لهم جميعا.

وفي ختام كلمتي هذه أشكر الإخوة في المؤسسة على اختيارهم لشخصي، سائلا المولى العلي القدير أن يعينني على حمل المسؤولية لما فيه خدمة ديني ثم وطني وأهلي شعب المملكة العربية السعودية».

وكان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية، ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، قد رحب بخادم الحرمين الشريفين ووصفه بـ«الملك الفائز، والقائد الشجاع، والمبادر الواثق» فيما قال عن الأمير سلطان بن عبد العزيز «ولي العهد العظيم الأمير الكريم والقوي الحليم».

واضاف الفيصل في إطار ترحيبه بالفائزين بجائزة والده على مدى ثلاثة عقود والحضور بقوله «يا له من مساء يتألق فيه ملك، ويتجلى فيه علماء، وتحلق فيه جائزة».

ووصف مساءات الجائزة، بأنها «تجتمع فيها العقول احتفاء بالعلم، وتقدم فيها الجهود خدمة للمسلمين وترتقي فيها الهمم بمستوى القيم، وتمتزج فيها السياسة بالعلم، والسلطة بالحكمة، والخير بالمقصد، وسط الإجلال لعلم السلطة وسلطة العلم».

وحصل خادم الحرمين الشريفين على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام والتي رشحته لها كل من جامعة الملك فيصل بالدمام، وجامعة الملك خالد بأبها، نظير إنجازاته الداخلية في تحقيق العديد من المشروعات الرائدة اقتصاديا واجتماعيا، وفكريا وتعليميا.

وقال البروفسور عبد الله الصالح العثيمين الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية في إطار تقديمه لإنجازات الملك عبد الله، إن ما حققه خادم الحرمين الشريفين، كان مشروعات تصب في مصلحة المواطنين بعامة، وذوي الدخل المحدود بخاصة. وقد شملت اقتصاديا إنشاء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ومركز الملك عبد الله المالي، وصندوق الاستثمار لذوي الدخل المحدود.

وتمثلت منجزات الملك عبد الله الفكرية والاجتماعية، بإنشاء هيئة حقوق الإنسان، ومركز الحوار الوطني. وقال العثيمين، إن من منجزات العاهل السعودي في المجال التعليمي، إنشاء عدد من الجامعات، أبرزها، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، التي يتوقع أن تكون لها مكانة عالمية رفيعة.

ومن الأسباب التي رشحت الملك عبد الله لنيل الجائزة عن فرع خدمة الإسلام، ما نفذ في الحرمين والمشاعر المقدسة، من إنجازات تيسر حركة الحجاج والزوار والمعتمرين، وإنشاء مساكن لذوي الدخل المحدود، من خلال مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي.

وعلى صعيد الإنجازات الخارجية، فقد تمثلت في وقوف خادم الحرمين الشريفين بحزم مع الحق بالنسبة لقضايا الأمة العربية والعالم الإسلامي وبخاصة قضية فلسطين، وبذل كل ما يستطاع لإصلاح ذات البين بين الأشقاء من العرب والمسلمين، ومد يد العون السخية للمحتاجين من المسلمين وغيرهم والعمل على تحقيق السلام العادل والحوار بين الأديان والحضارات ودعوته علماء المسلمين بمختلف فروع المعرفة لاجتماع في مكة المكرمة، وضعوا فيه خطة لنهضة المسلمين تبناها قادة العالم الإسلامي، ووقوفه ضد الإرهاب أيا كان القائمون به.

وفاز بجائزة الملك فيصل في اللغة العربية والأدب مناصفة كل من البروفسور العراقي أحمد مطلوب الناصري، والبروفسور التونسي محمد رشاد الحمزاوي، فيما حصل كل من البروفسور دونالد دين ترنكي والبروفسور بيزل آرثر بروت من الولايات المتحدة على فرع الجائزة في الطب، في حين حصل البروفسور الألماني رودجار فينر على الجائزة عن فرع العلوم.

من جهة أخرى وجه خادم الحرمين الشريفين بتأجيل حفل «العرضة السعودية»، الذي كان مقررا إقامته مساء غد الثلاثاء ضمن فعاليات ونشاطات «المهرجان الوطني للتراث والثقافة» في دورته الثالثة والعشرين، بالصالات الرياضية المغطاة في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي بالرياض، وذلك إلى مساء الثلاثاء المقبل 18 مارس (آذار) الحالي.