الناخبون الإسبان يقررون مصير الاشتراكيين في انتخابات تشريعية

للتمديد لثاباتيرو أو إعادة اليمين إلى السلطة

TT

أدلي نحو 35 مليون ناخب إسباني بأصواتهم أمس في انتخابات تشريعية ستقرر استمرار الحزب الاشتراكي في السلطة أو خروجه وتسلم الحزب المحافظ. وتجري هذه الانتخابات التي يخوضها رئيس الحكومة خوسيه ثاباتيرو، وماريانو راخوي عن الحزب الشعبي المحافظ في إسبانيا تحت عناوين اقتصادية أهمها التضخم والبطالة والمهاجرون. وترجح استطلاعات الرأي فوزه أو عودة اليمين الى السلطة بقيادة ماريانو راخوي.

وتجري الانتخابات في اجواء حداد بعد اغتيال عضو اشتراكي سابق في مجلس بلدي في إقليم الباسك (شمال اسبانيا) في اعتداء نسب الى منظمة «ايتا» الانفصالية. وفتحت مراكز الاقتراع الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (00:8 بتوقيت غرينتش). وستغلق عند الساعة 00:20 (00:19 بتوقيت غرينتش). ويفترض ان تبدأ محطات التلفزيون اثر ذلك اعلان نتائج استطلاعات الرأي التي اجريت عند مغادرة الناخبين مراكز التصويت.

من جهته قال فيرناندو موريدا، كاتب الدولة في وزارة الاتصال )الاعلام( إن نسبة المشاركة في الانتخابات الاسبانية بلغت 40.48 في المائة إلى حدود الساعة الثانية والنصف بالتوقيت المحلي (الواحدة بالتوقيت العالمي(، مضيفا أن نسبة المشاركة لا تختلف كثيرا عن النسبة المسجلة خلال الانتخابات النيابية عام 2004 والتي بلغت 41.02 في المائة. وكانت اعتبرت وقتها نسبة مشاركة مهمة بحكم توجه الإسبان إلى صناديق الاقتراع بكثافة بعد تفجيرات 11مارس (آذار) 2004 بمدريد.

وأشار موريدا، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس بقصر المؤتمرات بالعاصمة الإسبانية، إلى أن ارتفاعا طفيفا في نسبة المشاركة سجل في بعض الولايات الإسبانية مثل مدريد التي سجلت 41.67 في المائة من نسبة المشاركة مقابل 38.84 في المائة خلال الانتخابات الماضية، والشيء نفسه بالنسبة لولاية بلنسية (شمال شرق البلاد)، مبرزا أنه سجل انخفاض في نسبة المشاركة في اقليم كاتلونيا (شمال شرق) الذي سجل نسبة مشاركة بلغت 39.31 في المائة مقابل 42.21 في المائة خلال انتخابات عام 2004.

وتوقعت آخر استطلاعات للرأي نشرت نتائجها الاثنين فوز رئيس الحكومة ثاباتيرو، المرشح لولاية ثانية، بغالبية نسبية على المحافظين بزعامة راخوي بتقدم يقارب أربع نقاط. وأدلى ثاباتيرو، 47 عاما، ترافقه زوجته بصوته قرابة الساعة 30.10 (30.9 بتوقيت غرينتش) في مركز اقتراع قرب مقر رئاسة الحكومة، بحسب ما افاد صحافيون. وقال لدى خروجه من المركز «اسبانيا قوية اذا كانت الديمقراطية اقوى، والديمقراطية اقوى اذا شارك جميع المواطنين في التصويت، واذا مارسوا هذا الحق الذي يعطينا القدرة على تقرير مستقبل بلادنا ويجعلنا اكثر حرية واكثر سيادة».

وأعرب عن امله في ان يشهد اليوم الانتخابي «مشاركة واسعة وفي ان يكون يوما ديموقراطيا لبلد نموذجي كاسبانيا». كما ادلى زعيم اليمين ماريانو راخوي، 52 عاما، بصوته قرابة الساعة 00:11 (10:00 بتوقيت غرينتش) برفقة زوجته. وقال للصحافيين «رغبتي الوحيدة ان تجري الامور على ما يرام، وان يكون الخبر الوحيد حصول الانتخابات وفوز من تختاره غالبية المواطنين الاسبان». واثار مقتل ايساياس كاراسكو العضو السابق في المجلس البلدي لمدينة ماندراغون الباسكية الصغيرة استنكار الطبقة السياسية برمتها، ومن شأنه ان يؤثر في العملية الانتخابية. وكان الاشتراكيون أحدثوا مفاجأة في الانتخابات التشريعية عام 2004 بفوزهم فيها في مواجهة الحكومة المحافظة برئاسة خوسيه ماريا اثنار، بعد ثلاثة ايام على الاعتداءات الدامية التي نفذها اسلاميون في مدريد واسفرت عن سقوط 191 قتيلا.

الا ان المحللين يعتبرون ان اغتيال ايساياس كاراسكو لن يستتبعه تصويت عقابي ضد ثاباتيرو هذه المرة، رغم الفشل الذي وصلت اليه مفاوضات حكومته مع منظمة «ايتا» في 2006 والذي يعتبر ابرز نقاط الضعف في عهده. وتجاوز الحزب الاشتراكي بزعامة ثاباتيرو والحزب الشعبي بزعامة راخوي ولو ظاهريا الانقسامات العميقة القائمة بينهما بشأن مكافحة الإرهاب لدعوة الناخبين الى الرد على الجريمة ديمقراطيا والمشاركة في عملية الاقتراع.