بري لـ«الشرق الأوسط»: فرصة المبادرة العربية مستمرة حتى موعد القمة.. ولن أتحرك قبل إعلان فشلها

كشف نيته تأجيل جلسة الانتخاب إلى 25 الحالي «إذا استمر الجمود»

TT

يعيش رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري هاجس «تطمين» الناس في ظل موجة المخاوف السائدة على الساحة اللبنانية من عمل عسكري إسرائيلي كبير، أو من انفجار الوضع الأمني في الداخل نتيجة الاحتقان السياسي الذي لم يجد له الوسطاء باباً يتنفس منه. ويبدي أمام زواره في مقر الرئاسة الثانية في محلة عين التينة في بيروت سخطه الشديد على «جهابذة التنظير» الذين يتولون زيادة المخاوف بين اللبنانيين عبر شاشات التلفزة متحدثين عن سيناريوهات الضربات، رافضا أي مظاهر من شأنها الإيحاء بوجود استعدادات وقائية، حتى لو كان ذلك لدواع أمنية تتعلق بمقره الخاص.

ويؤكد الرئيس بري لـ«الشرق الأوسط» انه لا يمتلك «أسبابا واقعية» تجعله يتوقع حربا أو عملا عسكريا كبيرا في لبنان. لكنه يعترف بوجود «توتر كبير»، مبديا خشيته من «دخول إسرائيل على خط الأزمة بتنفيذ عمل أمني أو اغتيال كبير من شأنه أن يدفع الأمور في لبنان إلى ما لا تحمد عقباه». وأشار إلى أن ما يزيد التوتر هو «الست كول ومن خلفها قبالة الشاطئ اللبناني»، في إشارة إلى المدمرة الأميركية «يو. إس. إس كول» التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى قبالة الشاطئ اللبناني قبل أن تستبدل بها سفنا حربية أخرى.

ويصف الرئيس بري الوضع الداخلي اللبناني بأنه في حالة «جمود كبير» مشيرا إلى أن استمرار الوضع الراهن سيدفعه مجددا إلى تأجيل الجلسة الرقم 16 لانتخاب رئيس الجمهورية المقررة غدا إلى موعد آخر، كاشفا انه يتجه إلى تعيين موعد آخر لجلسة الانتخاب قبل انعقاد القمة العربية قد تكون في الخامس والعشرين من مارس (آذار) الحالي. وقال انه يراهن على احتمال «حصول خرق في الوضع العربي يساهم في حلحلة الأمور قبل القمة». وأعلن بري انه «مستمر بالرهان على المبادرة العربية حتى تفشل»، مؤكدا انه لن يقوم بأي مسعى جديد قبل إعلان فشلها، محددا القمة العربية المقبلة كموعد لانتهاء الفرصة التي يمنحها للمبادرة العربية، على أن يتحرك بعدها في محاولة لإحداث خرق ما في جدار الأزمة.

ووصف بري مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الجديدة في ما يخص العلاقات اللبنانية ـ السورية بأنها «صعبة للغاية»، معتبرا أن موسى ألزم نفسه الاستمرار في السعي لإيجاد حل للأزمة اللبنانية. واستغرب كلام وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن نيته القيام بتحرك ما في يوليو (تموز) المقبل، معتبرا أن كلام كوشنير «إما زلة لسان، وإما معلومات عن عدم وجود نية بتسهيل الحل من قبل البعض قبل ذلك التاريخ».