«فرقة الدرعية» تحفظ إرث العرضة السعودية.. وأغلب اعضائها ورثوا أبائهم في فنونها

أشرفت على تدريب بعض الأمراء على العرضة

الملك عبد الله وحديث أبوي مع أحد الأمراء صغار السن قبل أداء العرضة السعودية
TT

أكثر من 300 شخص، يُشكلون الفرقة الأولى للعروض الرسمية السعودية، أغلبهم توارثوا المشاركة في الفرقة عن آبائهم، الذين سبقوهم في هذا المجال، وعاصروا الملك عبد العزيز، موحد الدولة السعودية، يرحمه الله.

فرقة الدرعية، هي الفرقة الرسمية السعودية، التي تحيي من خلالها مجموعة من الراقصين السعوديين الاحتفالات الرسمية، التي يحرص على حضورها خادم الحرمين الشريفين، وإخوانه، وأبناؤهم من الأسرة الحاكمة، مثل حفل العرضة السعودية الذي يشهده الملك كل عام، على هامش فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة(الجنادرية) السنوي.

كبار السن في الفرقة السعودية الأولى، ورثوا هذا الفن عن آبائهم، مثل عبد العزيز البريك، الذي ورث انضمامه إلى فرقة الدرعية عن والده، الذي شهد عهد المؤسس الملك عبد العزيز، وشاركه في عدد من المناسبات الوطنية آنذاك.

وتدريب صغار السن من الأمراء، يأتي ضمن أولويات الفرقة، التي يتولى المسؤولون عنها تدريب البعض منهم، في مدارسهم، وهو ما يأتي ضمن الحرص على الموروث السعودي، الذي تناقلته الأجيال السعودية، من الأمراء والمواطنين على حدٍ سواء.

ومن الأمراء الذين أشرفت الفرقة على تدريبهم، الأمير سعد بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد الله بن عبد العزيز، اللذان اتقنا العرضة السعودية بكافة جوانبها ومُتطلباتها وحركاتها، إضافةً إلى إجادة «اللعب» بالسيوف، والبنادق، التي تستلزم العرضة أن تكون ضمن مُتطلباتها.

البريك الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن ليلة إقامة العرضة السعودية، التي شارك ضمن صفوفها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير متعب بن عبد العزيز، والأمير نايف بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز، قيم الملك عبد الله بأفضل العارضين خلال الفترة الحالية، وذلك من خلال احتكاكه بعدد من مُحبي العرضة السعودية الأصيلة. يقول البريك، إن الملك فيصل بن عبد العزيز، يرحمة الله، يُصنف بأفضل مؤديي العرضة السعودية خلال الفترة الماضية، نقلاً عن والده، الذي كان مشرفاً على فرقة الدرعية خلال الأعوام الطويلة الفائتة.

وخلال الفترة الحالية، يُصنف البريك الملك عبد الله بأفضل مؤديي العرضة السعودية لتمكنه من أداء الحركات المختصة بالعرضة.

ويضيف البريك، إن فرقة الدرعية، التي يعمل ضمن صفوفها من سنوات، تُعتبر الفرقة الأولى على مستوى السعودية، إرثاً عن والده، الذي كان ضمن صفوف الفرقة نفسها خلال فترة الملك عبد العزيز، يرحمه الله، وشاركه في عدد من المناسبات الوطنية، التي تخللتها احتفالات بالعرضة.

ويشير إلى أن الفرقة يعمل في صفوفها ما يقارب 300 شاب سعودي، كلٌ يُجيد نوعاً من أنواع الفنون التي تتطلبها العرضة، من طبول، وعرض بالسيوف، وترديد كلمات قصائد العرضة، والتي في الغالب ما تُعبر عن النصر والفخر والاعتزاز بالوطن.

وعن تقاضيهم لأجور مادية، يقول البريك، إن الفرقة لا تحرص على المبالغ المالية أثناء مشاركتهم في المناسبات الوطنية، باستثناء المناسبات الخاصة، والتي تُترك لصاحب المناسبة، في حال رغبته صرف أية مبالغ مالية لمؤديي العرضة من فرقة الدرعية السعودية.

ويشدد البريك على ضرورة الحفاظ على الإرث السعودي الفني الخاص، والذي يرى أن وجود مثل هذه الفرقة، كان من أهم أسباب الحفاظ على هذا النوع من الموروث الشعبي عبر السنين الماضية، خصوصاً بعد دخول أنواع عديدة من الفنون، إلا أن الفن السعودي الخاص المشتق من الموروث لا يزال متواجداً، ولا يزال في المراتب الأولى في المناسبات الوطنية والخاصة السعودية.