وصف فريق استشاري فرنسي يعمل على إعداد دليل لترميم المباني التاريخية، وذلك على لسان رئيسه، الوضع في جدة التاريخية القديمة «بالحرج للغاية» مؤكدا ان ذلك يستلزم سرعة انجاز الدليل الفني لترميم المباني.
ويأتي ذلك في وقت تعكف فيه امانة جدة على إعداد الدليل الفني لترميم المباني التاريخية، حيث أنهت لجنة مشتركة تضم في عضويتها المحافظة والامانة والدفاع المدني حصر المباني التاريخية في احياء حارات الشام والبحر والمظلوم، وقامت بإشعار أصحاب المباني التي تحتاج الى الترميم لمراجعة ادارة المنطقة التاريخية بأمانة جدة لاستكمال إجراءات صيانة وترميم تلك المباني.
واعتبر المهندس سامي نوار مدير عام السياحة والثقافة بأمانة جدة بان الدليل الفني نقلة نوعية في التعامل مع المنطقة التاريخية فيما يتعلق بترميم المباني وصيانتها، لافتاً الى انه سيتم توفير الدليل مجاناً للمقاولين والزامهم بتطبيقه في أعمال الترميم بالمنطقة وكذلك عند استخراج رخص البناء.
من جهته أوضح الدكتور عدنان عدس مدير الإدارة العامة لتنمية وتطوير المنطقة التاريخية بأن امانة جدة وفي سبيل ترميم المباني القديمة بالطريقة الصحيحة قامت بتوقيع عقد مع فريق من الخبراء الفرنسيين لإعداد الدليل الفني لترميم المباني التاريخية.
وذكر عباس ان العقد يتضمن عقد دورات تدريبية لمهندسي إدارة التطوير والتأهيل العمراني بالمنطقة التاريخية والمهنيين والمختصين للتدريب على التطوير والتأهيل العمراني بالمنطقة التاريخية والمهنيين المختصين للتدريب على معالجة حوائط الحجر المنقبي وتقويتها ومعالجة الأسقف الخشبية والرواشن الخشبية وترميمها، مشيراً الى ان الدورة التدريبية التي تستمر لمدة اسبوع تتضمن محاضرات وبرنامجاً عملياً ميدانياً يقوم خلاله الاستشاري الفرنسي بشرح كافة الطرق الفنية للترميم وكيفية الانجاز في المواقع التاريخية بطريقة مفصلة بأعلى جودة واقل تكلفة، مؤكدا ان ذلك سيسهم في عمليات الترميم لحماية المنطقة التاريخية من جهة، وإعادة تأهيلها فنياً وتوظيفها في استخدامات ملائمة لتنميتها اقتصادياً واجتماعيا وسياسيا من جهة أخرى.
وأوضح عدس ان العقد مع الخبراء الفرنسيين يشمل ايضا اعداد دليل فني لواجهة المحلات التجارية واللوحات الارشادية بالمنطقة التاريخية لإلزام المحلات التجارية في تلك المنطقة بها، مشيراً الى ان اعداد الدليل الفني سيستغرق نحو 6 أشهر.
من جهته أعرب المهندس باتريس مورو مدير الفريق الاستشاري الفرنسي بأمانة جدة عن فخره بالمشاركة في اعمال الترميم مبدياً اعجابه بالتراث المعماري الفريد الذي تزخر به المنطقة التاريخية بجدة، مؤكداً انه يمثل تراثاً عالمياً وانسانياً مميزاً.
وأضاف بأن الوقت حرج للغاية بالمنطقة التاريخية مما يستلزم سرعة انجاز الدليل الفني والذي أكد بأن الانتهاء منه قريباً لتقوم الامانة بطرحه للجميع لاستخدامه والاستفادة منه من قبل المختصين بطريقة محترفة.
وأكد مورو ان الدليل الفني يأخذ في الاعتبار خبرة البنائين المحليين الطويلة في مجال الترميم والبناء في المنطقة التاريخية.
وأضاف بان الفريق الفرنسي يعمل مع امانة جدة منذ سنة ونصف السنة معبرا عن رضاه التام لسير العمل مع الامانة ومؤكدا تفاؤله بإنجاز العمل الذي جاءوا من اجله في الوقت المحدد.
من جهته يرى نايف السلمي مدير قسم المراقبة الميدانية بإدارة المنطقة التاريخية ان الكثير من المباني التاريخية بحاجة الى عمليات ترميم لاعادتها الى وضعها الصحيح. ويقول «ان عددا قليلا من المباني التاريخية تحتاج الى عمليات ترميم عاجلة حيث تهدم بعض اجزائها».