مهرجان الجنادرية يعيد إحياء المهن المندثرة

«النجار» و«الخباز» و«الحبال» و«الحداد» و«الحفار» في مقدمتها

TT

منذ أن استوطن الإنسان الإحساء من آلاف السنين وهو يعتمد على نفسه في تدبير شؤونه الحياتية حيث من ابتكار أدواته التي يستخدمها في حياته اليومية كما كان أيضا يقوم بالعمل بنفسه وبيده بدون أن يعتمد على أحد في العمل بدلا منه.

وكان الإنسان في الإحساء إلى ما قبل الطفرة التي عاشتها السعودية هو النجار والخباز والحبال والحداد والحفار بل لم يكن يخجل من أي عمل شريف يقوم به من أجل أن يحصل على لقمة العيش الشريفة المباحة التي لا حرام فيها لقمة الحلال، نعم عمل نجاراً وخرازاً وخياطا بل كان يحمل الأسمدة على رأسه لتسميد الأرض الزراعية عمل أجيرا.

ومن المهن التي لم يعد لها ذكر اليوم ولا نجدها إلا في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» ومعارض التراث وأصبح عدد العاملين فيها من السعوديين يعدون على الأصابع مهنة النداف «القطان» والتي اتخذ بعض الأسر التي امتهنوا هذه المهنة اسما لهم فهناك اسر باسم القطان في الإحساء لأنهم امتهنوا مهنة القطان.

أما عن مهنة خياطة المشالح «البشوت» فأصبح عدد العاملين فيها بضع عشرات منتشرين هنا وهناك وأصبحت اليد العاملة الوافدة الرخيصة تنافسهم، أما الخياطون الأصليون الذين عملوا في الهند وسورية ودول الخليج تخلوا عن مهنتهم المتعبة التي لا تدر عليهم أموالا تكفيهم.

ومهنة الحياكة من المهن التي عرفت بها بيوتات بعض مدن وقرى الاحساء حتى انتسبوا لها لكن مع الأسف فإن هذه المهنة من المهن التي اندثرت بشكل كلي ولم تعد موجودة حاليا إلا في معارض التراث.

والخباز من المهن التي لم تستغن عنها أية مدينة أو قرية، وكان صاحب هذه المهنة من أهل البلد، وقد ارتبط عدد من الأسماء بهذه المهنة فحين يذكر اسم فلان فيذكر الخبز معه لكن اختفت هذه الأسماء ولم يبق في هذه المهنة إلا من العمالة الوافدة لان البعض يقول لم تعد مهنة الخباز تدر علينا أموالا تكفي لسد متطلبات.

أما مهنة الخرازة فتقوم على الجلود لصنع النعال والأحذية والجوارب الجلدية، وقد اختفى السعوديون منها ولم يعد لهم وجود على الاطلاق الا في مهرجانات التراث فقط.

أما المداد فهو من يقوم بعمل المدة وهي الحصير الخاص بالمنازل والمساجد وتؤخذ أدواتها من نوع من النبات يسمى الأسل يؤخذ من المستنقعات والقفاص والخواص مهنتان تكادان تندثران إلا من بعض الأشخاص من الجنسين ومواد تلك الصناعة تؤخذ من النخيل وسعف النخيل لصنع سرائر الأطفال والكبار والمقاعد والأقفاص الخاصة بحفظ الرطب والألبان وكما يصنعون السجم والحصير والقفه وغيرها.

اسم الحداد هو لتلك المهنة وقد التصق وسميت به اسم عائلات كبيرة تعتز بمهنتها وتختص بصناعة الصناديق والأبواب الحديدة وأدوات الطبخ والشرب وخزانات المياه والخزانات الحديدة والمناقل لعمل الجمر للنار.

والنجارة مهنة كان لها سوقها الخاص لصنع الابواب والشبابيك والتصق الاسم بعائلات سميوا باسم المهنة اختفوا ولم يعد لهم وجود كان يصنع النجار المحالة وهي أداة سحب الماء من الآبار.

الحفار مهنة اختفى السعوديون منها وهم من يحفر ابار المياه ويحفر الأراضي والقبور وإخراج الصخور.

الغراش وهو من يعمل من الطين الأواني والتنانير للخبز والقلال ( المساخن ) التي يبرد فيها الماء قديما والتصق واختفت هذه المهنة ولم يعد يعمل بهذه المهنة إلا أشخاص يعدون على أصابع اليد الواحدة.

الحبالة مهنة تقوم على صنع الحبال من ليف النخيل وهي مهنة سادت ثم بادت ولم يعد اصحابها موجودين الا في معارض التراث فقط لعرض مهنهم التقليدية في المناسبات.

الخياطة في الاحساء كانت مهنة تعتمد على الايدي الاحسائية وكانت هناك بيوت تقوم بتدريب الأطفال والشباب على مهنة الخياطة مقابل إطعامهم لان تلك الأسر كانت فقيرة فتضطر لهذا الأسلوب للتخفيف على أنفسهم من عناء معيشة أبنائهم مع كسب مهنة مقابل انتفاع.

الشاوي مهنة رعي الأغنام والماعز كانت مهنة تقوم على أيدي أشخاص سعوديين إحسائيين ويسمونهم الشاوي يأخذ الماعز أو الماشية صباحا ويعود بها عند المغرب بعد أن تقوم بالرعي والإشراف عليها من قبل الشاوي وكان الأطفال ينتظرون بفارغ الصبر عود الشاوي ليلحقوا بالأغنام.

البطاط مهنة تقوم على تنظيف النخيل من السعف والخوص والشوك ولهم مواسم عادة قبل عملية التلقيح للنخيل وكانوا يأخذون مبالغ كبيرة مقابل عملهم خاصة إذا كانت النخيل طويلة وهناك أسماء عائلات ارتبطت باسم المهنة بالاحساء.

الطبال وهو صانع الطبول والدفوف وكان هناك أشخاص معروفون في الهفوف والمبرز وبعض القرى ويعرضون إنتاجهم في الأسواق الشعبية وفي منازلهم وتقوم مهنتهم على الجلود والأخشاب والحبال لعمل الطبول والدفوف والطيران الخاصة بالأفراح والعرضات الشعبية.

العكافة وهي مهنة تخص السيدات اللاتي يقمن بتزيين العرائس في ليالي الزفاف أو المناسبات وقد اختفت هذه المهنة الشعبية تماما. الدباغ مهنة تقوم على دباغة الجلود للاستفادة منها في المصنوعات الجلدية وقد اختفت هذه المهنة من سنين طويلة. وهناك العديد من المهن التي اختفت ولم يعد لها ذكر إلى اسم العائلة التي كانت مرتبطة بهذه المهنة.