الصومال: المعارضة تعلن سيطرتها على قاعدتين للجيش الإثيوبي شمال مقديشو

حركة شباب المجاهدين سعيدة بتصنيف الخارجية الأميركية لها كمنظمة إرهابية

TT

قلل الشيخ مختار روبو (أبو منصور) الناطق الرسمي باسم حركة شباب المجاهدين وأحد ابرز قيادييها، من أهمية تصنيف وزارة الخارجية الأميركية للحركة على أنها منظمة إرهابية وتجميد أرصدتها ووضعها على القائمة السنوية التي تصدرها الوزارة للمنظمات الإرهابية في العالم.

واعتبر أبو منصور في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مكان غير محدد داخل الصومال أن هذا التصنيف يعني أن الحركة نقية في مبادئها وأهدافها، معربا عن سعادته بهذا التصنيف الذي قال انه شرف ووسام تضعه الحركة ومقاتلوها على صدورهم.

واتهم أبو منصور الإدارة الأميركية بممارسة إرهاب الدولة في الصومال وتقديم المساعدات لحكومة رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي لاحتلال الصومال وتقسيمه.

وتعهد أبو منصور باستمرار الحركة في مقاومة القوات الأجنبية في الصومال باعتبار أنها قوات غازية ومحتلة.

وأعلن أن التصنيف الأميركي يدفع الحركة إلى التفكير في الاتحاد مع جماعات ومنظمات إسلامية وعربية أخرى تتهمها الإدارة الأميركية بالتورط في أنشطة إرهابية.

ويقول محللون إن التصنيف الأميركي جاء ضربة قاصمة لمحاولات رئيس الوزراء الصومالي نور عدي إقناع قيادات في حركة الشباب بالانخراط في مفاوضات سلام لوقف العنف الدائر في البلاد ووقف الهجمات التي تشنها ضد القوات الصومالية والإثيوبية منذ انهيار تنظيم المحاكم الإسلامية نهاية عام 2006.

في غضون ذلك، أجرى فيه مسؤولون من الجيش النيجيري محادثات في مقديشيو مع مسؤولين في حكومة رئيس الوزراء الصومالي العقيد نور حسن حسين(عدي) ومسؤولين من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي تمهيدا لانضمام قوات نيجيرية إلى القوات التي تتكون حاليا من بوروندي وأوغندا.

وقالت مصادر في الحكومة الصومالية لـ«الشرق الأوسط» إن بعثة عسكرية نيجيرية أجرت على مدى اليومين الماضيين محادثات مكثفة في العاصمة مقديشيو مع مسؤولين من الحكومة والاتحاد الأفريقي بهدف دراسة إمكانية نشر قوات نيجيرية في إطار قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.

واعتبرت المصادر أن هذه المحادثات قد تشجع دولا افريقية أخرى على الوفاء بالتعهدات التي سبق أن قطعتها على نفسها بشأن المشاركة في هذه المهمة التي تستهدف وقف التدهور الأمني والعسكري في البلاد.

وتحتفظ أوغندا وبوروندي بنحو 2300 مقاتل حاليا في العاصمة مقديشيو، بينما كان الاتحاد الأفريقي والرئيس الصومالي عبد الله يوسف يأمل في نشر ثمانية آلاف مقاتل لتمكين السلطة الانتقالية من نزع أسلحة الميليشيات المسلحة وإعادة بناء الدولة التي دمرتها تماما الحرب الأهلية الطاحنة التي اندلعت اثر سقوط نظام حكم الرئيس المخلوع سياد بري عام 1991.

من جهة أخرى أعلنت الجماعات المسلحة المناوئة للحكومة الصومالية أنها تسيطر منذ أول من أمس على قاعدتين كانت القوات الإثيوبية تتمركز فيهما شمال العاصمة الصومالية مقديشيو بعد اشتباكات دامية استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وراجمات الصواريخ، في وقت لقي أربعة أشخاص من بينهم ثلاثة جنود إثيوبيين مصرعهم في أعنف اشتباكات من نوعها منذ الشهر الماضي، بين عناصر من حركة شباب المجاهدين والقوات الإثيوبية التي تتخذ من معسكر مصلح ومصنع الباستا مقرين لها في الضاحية الشمالية للعاصمة بمقديشو.

وقالت حركة الشباب المجاهدين المناوئة للحكومة الصومالية والقوات الإثيوبية، في بيان لـ«الشرق الأوسط» إن معركة شرسة استخدمت فيها كل الأسلحة الثقيلة والخفيفة، دامت خمس ساعات متتالية في الطريق العام وسط سوق المواشي، انتهت بعمل تكتيكي وصفته بالخطير من عناصرها دفع بالجيش الإثيوبي إلى الانسحاب السريع من معسكره في مصلح والذي كان يعد نقطة استراتيجية لمراقبة التحركات شمال مقديشو. وقال موقع لتحالف المعارضة على شبكة الانترنت إنه تم أمس تفجير عربة عسكرية للجيش الإثيوبي في الطريق الممتد بين مقديشو ومدينة أفوجودي 30 كيلومترا جنوب غرب العاصمة. وتصادف الانفجار الذي تم باستخدام جهاز التحكم عن بعد (الريموت كونترول) مع مرور موكب عسكري إثيوبي ما أدى إلى تدمير العربة وقتل وجرح من كانوا على متنها.

واندلعت مساء أمس اشتباكات شرسة بين عناصر المقاومة الصومالية والقوات الإثيوبية في أحياء متفرقة من شمال العاصمة، علما بأن المقاومة اشتبكت مع قوات للجيش الحكومي في محيط سوق بكاري المركزي جنوب العاصمة، على خلفية محاولة الحركة إغاثة مواطنين محليين شكوا من عمليات سلب ونهب ترتكبها القوات الحكومية.