مشعل يطمئن إسرائيل على حال الجندي الأسير ويبدي استعداده لتهدئة طويلة

في رسالة شفوية نقلها لافروف الذي التقاه في دمشق

طفل فلسطيني يتفحص رصاصات فارغة خلفها وراءه الجيش الاسرائيلي عقب اقتحام منزل اسرته في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس امس (ا ف ب)
TT

أكدت مصادر إسرائيلية ان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، نقل الى رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، رسالة شفهية من خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مفادها ان الجندي الاسرائيلي الاسير، جلعاد شليط، في حالة صحية جيدة ويتلقى معاملة حسنة من آسريه في قطاع غزة، وان حماس مستعدة لتحقيق تقدم في المفاوضات حول الصفقة الافراج عنه وحول التهدئة.

وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، نقلا عن تلك المصادر التي لم تسمها، أمس، ان لافروف الذي اجتمع الى مشعل في دمشق، أول من أمس، تحدث معه مطولا حول موقف حماس من القضايا الجارية في الشرق الأوسط وأن مشعل أبلغه بأن حركته مستعدة لتهدئة حقيقية طويلة الأمد، فإذا أوقفت اسرائيل هجماتها العسكرية ستوقف حماس من جهتها اطلاق الصواريخ.

وذكرت المصادر الاسرائيلية ان لافروف أبلغ أولمرت بمضمون محادثاته في دمشق، مع المسؤولين السوريين ومع مشعل، خصوصا حول المشروع الروسي لعقد مؤتمر في موسكو خلال السنة الجارية من أجل دفع المفاوضات حول سلام إسرائيلي عربي شامل. وان مشعل أبلغه ان حماس لن تتخذ موقفا سلبيا من مفاوضات اسرائيلية عربية شاملة تشارك فيها سورية أيضا حسب الصحيفة. وكان المسؤولون الاسرائيليون قد أبدوا أمام لافروف تحفظا ازاء مؤتمر موسكو، بشكل عام، وتساءلوا عن مدى الحاجة اليه ومدى الحاجة الى دعوة رؤساء دول اليه، وقالوا انهم ملتزمون بتفاهمات لقاء أنابوليس، وانهم يخشون من أن يؤثر لقاء موسكو سلبا على المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية الجارية من أجل التوصل الى اتفاق سلام دائم.

ورد لافروف بالقول ان مؤتمر موسكو المقترح لا يعرقل تفاهمات أنابوليس ولا يأتي لعرقلة مسار التفاوض مع الفلسطينيين، بل يريد ان يكون امتدادا طبيعيا للقاء أنابوليس وان يعطي زخما أكبر للمسار الاسرائيلي ـ الفلسطيني، ويوسع حلقاته نحو السلام الشامل بين اسرائيل وكل الدول العربية. وأضاف: ان مؤتمر موسكو، في حالة فتح جميع ملفات الصراع، سيضمن ليس فقط مشاركة سورية، بل كل القوى التي تتخذ حاليا موقفا عدائيا من مسيرة السلام، أكان ذلك على الساحة الفلسطينية أم اللبنانية أم في العالم العربي كله. وحرص لافروف على الاشارة الى ان السياسة الاسرائيلية الحالية تجاه العرب عموما والفلسطينيين بشكل خاص، تعرقل مسيرة السلام وتهدد بضياع فرصة السلام السانحة. وقال انه ينصح اسرائيل كصديق وممثل لدولة صديقة، بأن تحدث انعطافا في سياستها وتكف عن ممارساتها لتمزيق الوحدة الفلسطينية وضرب القيادات الفلسطينية، سواء أكان ذلك ضد حماس في قطاع غزة، حيث الحصار والعمليات العسكرية، أو ضد الرئيس محمود عباس (ابو مازن) ورئيس حكومته سلام فياض، حيث تحاصر الضفة الغربية وتمارس عمليات الخطف والاجتياح يوميا في المدن والبلدات الفلسطينية دون أي تقدم على جبهة مفاوضات السلام. وأكد لافروف ان أفضل وسيلة للتمهيد لمفاوضات جدية بين اسرائيل والدول العربية، حول السلام الشامل، يكون باتاحة الفرصة أمام استعادة الوحدة الفلسطينية في الحكم ووقف الحصار الاسرائيلي والعمليات العسكرية والاستيطان. وقال ان روسيا مستعدة لمساعدة اسرائيل في هذه القضايا بكل قوتها.

ولم تبعث كلمات لافروف على الارتياح في اسرائيل، لكن أولمرت ووزيرة خارجيته، تسيبي لفني، ووزير دفاعه، ايهود باراك، وعدوا بدراسة الاقتراح الروسي. فيما قال الرئيس شمعون بيريس، انه يرى في روسيا دولة صديقة ويذكر لها أنها من أوائل الدول التي اعترفت باسرائيل وصوتت لصالح قيامها وانضمامها الى الأمم المتحدة. وقال انه واثق من أن روسيا قادرة على اداء دور مهم للغاية في عملية السلام.

وكان الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية، أعلن ان الوزيرة كوندوليزا رايس، تنوي التباحث مع لافروف حول المشروع الروسي لعقد مؤتمر موسكو. وقال انه في حالة وجود هدف أن يكون مؤتمر موسكو امتدادا لمؤتمر أنابوليس، الذي عقد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فإن واشنطن تنظر اليه بايجابية.

وجدير بالذكر ان المشروع الروسي يلقى ترحيبا في عدة أوساط سياسية وشعبية اسرائيلية. فقد رحب به النائب يوسي بيلين، رئيس حزب ميرتس السابق وأحد أصحاب مبادرة جنيف للتسوية الدائمة للصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني. كما رحب به قادة اللوبي الاسرائيلي من أجل السلام مع سورية، وكذلك فعلت «حركة السلام»، التي حذرت حكومة ايهود أولمرت من الرفض، مؤكدة انه حتى الآن يضيع الوقت ويماطل ويعطي بذلك لليمين الاسرائيلي قوة متنامية وثقة زائدة بالنفس. وقالت في بيان لها، أمس، ان الحكومة قادرة على إحداث منعطف تاريخي في المنطقة، إذا استغلت الثقة التي منحها اياها الجمهور لصنع السلام.