وفدا منظمة التحرير وحماس في صنعاء يقدمان اليوم ملاحظاتهما على صيغة لبدء الحوار

أبوزهري لـ«الشرق الأوسط»: الخلاف ليس حول المبادرة اليمنية التي نقبل بها.. بل على كيفية بدء النقاش بشأنها

TT

وسط تصريحات لا تبعث على التفاؤل، يقدم اليوم وفدا منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة عزام الاحمد وحركة حماس برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي موسى ابومرزوق في العاصمة اليمنية صنعاء ملاحظاتهما حول صيغة اتفاق مطروحة لكيفية بدء الحوار حول المبادرة اليمنية التي تقدم بها الرئيس علي عبد الله صالح.

ويأتي هذا التطور بعدما اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) في بيان رئاسي فشل المحادثات التي يرعاها الرئيس عبد الله صالح شخصيا، ودعوة وفد المنظمة الذي يتشكل بالاضافة الى الاحمد، من قيس عبد الكريم (ابو ليلى) ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وصالح رأفت من حزب فدا، للعودة، موضحا مجددا قبوله للمبادرة اليمنية واستعداده لارسال الوفد من جديد الى صنعاء اذا ما قبلت حماس بالمبادرة.

لكن وفد المنظمة لم يبرح صنعاء بعد ان تدخل الرئيس عبد الله صالح وطلب منه البقاء حتى يوم السبت لبحث الصيغة المطروحة لبدء الحوار. وقال الأحمد، رئيس كتلة فتح البرلمانية، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن وفد منظمة التحرير قرر البقاء في اليمن، بناء على تعليمات ابومازن، وطلب الرئيس عبد الله صالح، أملا في أن تتراجع حماس عن موقفها بعد أن رفضت المبادرة اليمنية.

واضاف الأحمد: إن حماس طلبت مهلة حتى يوم السبت (اليوم)، بعد تعثر اللقاءات معها وتراجعها خمس مرات عن اتفاقات تمت الموافقة عليها من قبل وفد منظمة التحرير وأبومرزوق.

وأشار إلى أن «أبومرزوق كان يوافق ثم يتراجع بعد العودة إلى قيادته، وطلب مهلة حتى السبت بعد اتصالاته مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي الذي لم يعط الموافقة على المبادرة». وفي حديث لقناة العربية أوضح الأحمد «أن الصيغة الأولى التي قدمتها حماس تتعلق بالحوار بين من ومن حيث قالوا نريد حوارا بين حماس وفتح ونحن قلنا نريد حوارا وطنيا شاملا لتعزيز الوحدة الوطنية»، مضيفا أن «عضوي الوفد من منظمة التحرير وافقا بأن يكون الحوار بين فتح وحماس وعندما اتفقنا تراجع وفد حماس».

وتركزت الصيغ الأخرى حسب الاحمد على سطر واحد وكانوا اعضاء وفد حماس يوافقون ثم يعودون قبل التوقيع بدقيقة واحدة ليتراجعوا عما قدموه. وقال إن وفد حماس في النهاية طلب الاتصال بقيادته واجرى مكالمة هاتفية مع مشعل المقيم في دمشق وبعد ذلك قالوا إن الوقت غير مناسب لتوقيع الاتفاق.

واضاف: «إن محاولات الخديعة التي قام بها وفد حماس وقيادتها انكشفت بالكامل من خلال المناورات والتلاعب بالألفاظ ومن خلال مطالبتهم بتحويل المبادرة إلى أجندة للحوار». واتهم الأحمد في وقت سابق «حماس بالتلاعب بالألفاظ وإظهار ما لا يبطنون وعدم رغبتهم بالاتفاق وإعادة اللحمة الفلسطينية الداخلية ورفضهم للمبادرة اليمنية».

من جانبه قال سامي ابوزهري المتحدث الرسمي باسم حماس لـ«الشرق الأوسط» ان على الاحمد قبل ان يطلق الاتهامات على حماس ان يحدد اولا عدد المرات التي تراجع فيها وفد الحركة عن الاتفاق، هل هي 3 مرات كما قال اول من امس ام اربع مرات كما قال لقناة العربية ام خمس مرات كما قال امس؟

واضاف ابوزهرى «ان الاجواء التي سادت لقاءات اول من امس (استغرقت 5 ساعات) كانت ايجابية وكانت هناك صيغة مقترحة حول كيفية الحوار. واتفق على استكمال النقاش حولها يوم السبت (اليوم)». وتابع القول «فوجئنا بعد الاتفاق ببيان يصدر باسم الرئيس عباس يعلن فشل المحادثات وسحب الوفد المفاوض وتحميل حماس مسؤولية الفشل باعتبار انها رفضت المبادرة اليمنية».

واعتبر ابوزهري ان ما يشيعه وفد المنظمة وبيان الرئاسة ادعاءات غير مبررة لان حماس اعلنت غير مرة قبولها للمبادرة اليمنية واستعدادها للحوار على اساسها، مؤكدا ان الخلاف والنقاش ليس حول المبادرة بل على صيغة البدء بالحوار، وهو ما اكده وزير الخارجية اليمني ابوبكر القرني بقوله ان الطرفين قبلا بالمبادرة، لذا كما يقول ابوزهري فان «الزعم ان حماس رفضتها وتتحمل مسؤولية الفشل ادعاء مناف للحقيقة»، مضيفا ان الهدف وراء هذه التصريحات هو قطع الطريق امام أي تقدم ومحاولة التهرب من الحوار مع حماس بعد قبولها الصريح بالمبادرة.

في جميع الاحوال فان البيان الرئاسي حسب ابوزهري، لا ينطبق على حقيقة الاجواء الايجابية، كما ان تركيبة الوفد لا تعكس جدية من طرف ابومازن لبدء الحوار، فالخلاف كما قال ابوزهري ليس بين حماس والمنظمة بل بينها وبين فتح.

واعرب ابوزهرى الذي اكد تمسك حماس بالمبادرة وحرصها على انجازها، عن عدم تفاؤله ازاء نجاحها لان التصريحات الصادرة عن رام الله واعضاء الوفد لا تبشر بالخير على حد قوله. وهو عدم تفاؤله عكسه عضو وفد المنظمة صالح رأفت في تصريحات لوكالة رويترز قال فيها انه غير متفائل.

المبادرة اليمنية

* في ما يلي نص المبادرة اليمنية لاستئناف الحوار ورأب الصدع الداخلي في الساحة الفلسطينية:

 أولاً: العودة بالأوضاع في غزة إلى ما كانت عليه قبل تاريخ 13 يونيو(حزيران) 2007، والتقيد بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية، وإجراء انتخابات مبكرة رئاسية وتشريعية.

ثانياً: استئناف الحوار الوطني على قاعدة اتفاقي القاهرة 2005، ومكة 2007، على أساس أن الشعب الفلسطيني كلٌ لا يتجزأ، وأن السلطة الفلسطينية تتكون من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية، ممثلة بحكومة وحدة وطنية والالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها.

ثالثاً: التأكيد على احترام الدستور والقانون الفلسطيني والالتزام به من قبل الجميع.

رابعاً: تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية تمثل فيها كل الفصائل بحسب ثقلها في المجلس التشريعي وتكون قادرة على ممارسة مسؤولياتها كاملة.

خامساً: تشكل لجنة من خلال الجامعة العربية تتكون من الدول ذات الصلة مثل مصر والسعودية وسورية والأردن. ويعبر اليمن عن استعداده للمشاركة فيها إذا طلب منه ذلك.

سادساً: المؤسسات الفلسطينية بكل تكويناتها دون تمييز فصائلي تخضع للسلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية.