عندما تصبح المتاحف قاعات للحفلات

بعيدا عن الفن

في تقليد جديد اصبحت المتاحف الاميركية تستضيف احتفالات اجتماعية تطلق عليها «مناسبات خارجية»
TT

واحد من اهم الفصول الغربية في تاريخ المتاحف في الولايات المتحدة هو تحول معبد دندرا ـ الذي شيد في النوبة عام 15 قبل الميلاد واعيد تركيبه في متحف المتروبوليتان للفنون في عام 1978 ـ الى واحد من اهم مواقع الحفلات في مانهاتن.

ومثلما هو الامر في عالم المتاحف في اواخر القرن العشرين، فإن فكرة المؤسسات الثقافية كقاعات للاحتفالات اثارت الدهشة.

وتطلق المتاحف عبارة «مناسبات خارجية» على السهرات غير المرتبطة بجوهر المتحف، مثل حفلات الكوكتيل والعشاء وعقد القران واعياد الميلاد وغيرها من المناسبات التي اصبحت اليوم ظاهرة في المجتمعات. ففي شهر مايو (ايار) سيقيم متحف الفنون الحديثة حفل افتتاح سوق الاثاث المعاصر الدولي. بينما سيستضيف متحف ويتني للفنون الاميركية حفل مرور 75 سنة على تأسيس مجلة «فانيتي فير» في شهر سبتمبر (ايلول). وكانت «المناسبات الخارجية» غريبة بالنسبة للمؤسسات والضيوف، الا انها اصبحت اليوم تدر دخلا اساسيا بالنسبة للمتاحف، وساهمت في تغيير تعريف المتاحف. ومعظم المتاحف تستخدم مديرين متخصصين في «المناسبات الخارجية» لترتيب الحفلات مع شركات الطعام ومحلات الزهور والاضاءة وشركات الاجهزة الصوتية. كما يتم الاعلان في المطبوعات المتخصصة بترتيب الحفلات.

وتطلب المؤسسات التي تجدد مبانيها او تتوسع فيها او تقيم منشآت جديدة، من المعماريين تخصيص مساحات لمثل هذه الحفلات. وقد دخل هذا المجال ما يمكن اعتباره اكثر المؤسسات محافظة، مثل مجموعة اريك ومتحف ومكتبة مورغان.

وذكر المعماري كيفين روش ساخرا «لم نفكر في مثل هذا الامر من قبل». وقد صممت شركته قاعة معبد دندرا. وقال ان القاعة صممت حول اتجاه معبد دندرا في اتجاه الشرق، ممثلة النيل. ولم يفكر احد على الاطلاق انها ستستخدم كقاعة حفلات. صدفة بحته».

ويعمل روش الان في تجديد الجناح الاميركي في متحف المتروبوليتان، وتأسيس قاعة مناسبات «في تفكير الناس» بما في ذلك شبكة اضاءة للاعمال الفنية في الصباح والحفلات في المساء.

ان تحقيق ارباح بتقديم مساحات للحفلات بأسعار عالية هو وسيلة «لتحقيق الاهداف» التي يطالب بها المسؤولون في المتاحف. وهناك منافسة متزايدة، كما لو كانت مطاعم او فنادق، مع افتتاح مواقع جديدة سنويا.

وتقول ليزا فيلبس مديرة المتحف الجديد الذي بدأ نشاطه في ذلك المجال في احتفالات السنة الجديدة «لقد وضعنا ذلك في الاعتبار ـ اعتقد انه مجال جيد للاعمال». والتسهيلات ـ وهي من تصميم سانا وهي شركة يابانية ـ بها قاعة في القمة للمناسبات، بالاضافة الى قاعة وصالة عرض للايجار. وتقول ليزا ان المتحف يحصل على ما يتراوح بين 30 الى 40 استفسارا في اليوم. وان المناسبات التي تم التعاقد عليها تمثل 7 في المائة من دخل المتحف، وهو الرقم المتوقع زيادته.

الا ان ليزا فيلبس ستواجه منافسة متحف الفن والتصميم الجديد عندما يبدأ نشاطه في شهر سبتمبر، بقاعته الجديدة في الطابق السابع. بالاضافة الى طوابقه الثلاثة بالقرب من الطابق الارضي، المرتبطة بسلالم، وهو ما يجعل المدخل اكبر بكثير ويمكن تأجيره.

وقال براد كلويبفيل المعماري الذي صممت الشركة التي يعمل بها المتحف الجديد، في مجال تعليقه على فكرة موقع الحفلات «اعتقد انه رائع».

وكانت جينا روجاك مديرة المناسبات الخاصة في ويتني، قد بدأت عملها في المتحف في شهر اغسطس (اب) الماضي. وهي تمتلك خبرة دامت 10 سنوات من العمل في كاغنهايم، حيث عملت مع ارماني وهارلي دافدسون.

وقد نجحت جينا في اقناع مجلة «فانيتي فير» بإقامة مناسبة في المتحف، الا انها تريد اقامة عروض ازياء. واوضحت جينا ان عروض الازياء تعني الكثير من المال. واضافت «ان دور الازياء تحجز يومين بدلا من واحد».

وتوضح الين كوران مديرة المناسبات في مورغان، انه حقق دخلا بلغ مليون دولار في العام الماضي من 54 مناسبة خاصة، لا تشمل رسم العضوية الذي يصل الى 25 الف دولار او اكثر. ويتطلب متحف المتروبوليتان عضوية الشركات، التي تبلغ 60 الف دولار، وهو ما يمنح الشركة المشتركة حق اقامة مناسبة، (مائة الف دولار تعطيك الحق في مناسبتين). اما في ويتني فعضوية الشركة تعطيها الحق في استخدام قاعات الطابق الارضي. واذا ما رغبت في استخدام قاعات العرض في الطوابق العليا فعليك دفع ايجار كل قاعة تستخدمها على حدة. ويضاف الى ذلك تكلفة المناسبة ذاتها. مورغان، على سبيل المثال، تتعامل مع شركة خاصة لإعداد الوجبات، وهو ما يفعله المتروبوليتان ولكنه يسمح للشركات الخارجية بإعداد الوجبات.

ويوضح توماس برتي الذي اعد الوجبات في احتفالات لجمعية نيويورك التاريخية ومكتبة نيويورك العامة وفي اماكن اخرى ما يجب وما لا يجب في مجال المؤسسات الفكرية «لا يوجد الكثير مما يجب عمله»، واوضح بالنسبة للزبائن فإن الفوائد كبيرة. «هي وسيلة محدد لإظهار للضيوف صورتهم».

* خدمة «نيويورك تايمز»