مبارك يزور موسكو اليوم ويرحب باستضافتها مؤتمرا دوليا للسلام لمتابعة أنابوليس

مصادر: البلدان سيوقعان اتفاقا للتعاون النووي السلمي

TT

رحب الرئيس المصري حسني مبارك بعقد مؤتمر دولي في موسكو حول السلام في الشرق الأوسط، قائلا «إن روسيا ليست غريبة عن منطقة الشرق الأوسط وهي طرف دولي فاعل وعضو في اللجنة الرباعية الدولية»، وأشار إلى أن اجتماع «أنابوليس» في حاجة لمتابعة نشطة لضمان نجاح المفاوضات التي أسفر عن إطلاقها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأكد مشاركة مصر في هذا الاجتماع حال انعقاده.

وعشية زيارته لروسيا اليوم، أكد مبارك في حديث صحافي لوكالتي أنباء (تاس) و(نوفوستى) والإذاعة الروسية عمق العلاقات بين البلدين وتحدث عن تقييمه للوضع في المنطقة، وكذلك للقضايا الداخلية المحلية، وعن حنينه لروسيا كبلد درس فيها ثلاث مرات خلال عمله كضابط في سلاح الطيران المصري، كما تحدث عن حنين خاص لعروض مسرح البولشوي.

وأشارت مصادر في موسكو الى ان الزيارة سوف تشهد توقيع اول اتفاق بين البلدين حول التعاون في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ويتناول الاتفاق المسائل المتعلقة بتدريب الكوادر على التحكم في منشآت الطاقة النووية والانشاءات الهندسية لمحطات الطاقة النووية واستخدام الطاقة الذرية في العلاج والصحة. ومن المقرر ايضا ان يبحث الجانبان المسائل المتعلقة بالتعاون في مجال استخراج والتنقيب عن النفط والغاز ورفع مستوى التبادل التجاري والاقتصادي وتطوير التعاون في المنطقة الصناعية الحرة التي اتفق الجانبان على إقامتها في برج العرب على مقربة من الاسكندرية. وقالت المصادر ان الجانبين سوف يبحثان الى جانب مجمل العلاقات الثنائية عددا من القضايا الدولية والاقليمية ومنها التسوية السلمية في الشرق الاوسط وآفاق عقد مؤتمر موسكو والاوضاع في لبنان والعراق وايران ومسألة استقلال كوسوفو التي تود موسكو استيضاح مواقف الأطراف العربية من مسألة الاعتراف بها.   ورداً على سؤال بشأن عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط بروسيا، قال الرئيس مبارك «كان هناك حديث عن عقد سلسلة من الاجتماعات لمتابعة نتائجه (أنابوليس)، عقد أحدها بالفعل في باريس، لكنه دار حول الدعم المالي والاقتصادي للسلطة الفلسطينية. وهذا أمر طيب في حد ذاته. ولكن ماذا عن الدعم السياسي المطلوب لتذليل ما يعترض مفاوضات السلام من عقبات؟ لافتاً إلى أن البعض طرح بعض التساؤلات عن الاجتماع المقترح من الجانب الروسي. وهل سيكون «موسكو 1» أم «أنابوليس 2»؟ وقال «ليس المهم في التسمية، وإنما المهم هو متابعة التقدم المحرز في مفاوضات الوضع النهائي وتذليل ما يعترضها من صعوبات». وحول الوضع في قطاع غزة قال مبارك «إنه يمثل مشكلة إنسانية لمليون ونصف مليون من الشعب الفلسطيني يتعرضون للاعتداءات الإسرائيلية والحصار الناجم عن إغلاق المعابر، وهو في ذات الوقت يمثل أزمة سياسية تضعف القضية الفلسطينية وتكرس فصل الأراضي المحتلة ما بين الضفة الغربية والقطاع». وأضاف: «مصر تواصل جهودها واتصالاتها على مسارين متوازيين يركز الأول على توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام الحالي بين السلطة الفلسطينية وحماس ويركز الثاني على تحقيق التهدئة الضرورية بين إسرائيل وحماس بما يوقف دائرة العنف المتبادل ويهيئ الأجواء لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي وصولا لاتفاق سلام ينهي معاناة الشعب الفلسطيني ويقيم دولته المستقلة».

إلى ذلك، أعرب الرئيس مبارك عن ثقته في أن العلاقات المتميزة بين مصر وروسيا ستستمر وتزداد عمقا ورسوخا بعد تولي الرئيس المنتخب دميتري ميدفيديف السلطة، لأن هذه العلاقات تتأسس على قاعدة قوية تحقق المصالح المشتركة لكلا الجانبين المصري والروسي. وأضاف مبارك قائلا «إن علاقات التقدير والاحترام المتبادل التي تجمعه والرئيس الحالي فلاديمير بوتين سوف تستمر مع الرئيس المنتخب ميدفيديف؛ فمنطلقاتهما واحدة وعملا سويا لسنوات طويلة». وأشار الرئيس مبارك إلى أن حجم التجارة بين البلدين بلغ 1. 2 مليار دولار العام الماضي. واحتلت روسيا المرتبة الأولى من حيث السياحة الوافدة لمصر التي بلغت مليونا ونصف المليون سائح العام الماضي. ولا تزال هناك إمكانيات ضخمة للمزيد من توسيع التعاون في مجالات التجارة والاستثمارات والطاقة والسياحة وغيرها.