مشرف يتعهد بدعم الحكومة الباكستانية الجديدة

توقع فوز جيلاني رئيس الوزراء المرشح بأغلبية أصوات البرلمان اليوم

مجندات باكستانيات، خلال مشاركتهن في استعراض عسكري، بمناسبة اليوم الوطني الباكستاني امس (أ.ف.ب)
TT

قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف امس انه سيدعم تماما الحكومة الباكستانية الجديدة التي سيقودها بشكل مؤكد تقريباً رئيس وزراء سجنه مشرف لأكثر من أربع سنوات.

ورشح حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بي نظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة التي اغتيلت، يوسف رضا جيلاني لمنصب رئيس الوزراء أمس رغم أنه لم يتضح بعد ما اذا كان جيلاني سيكون رئيس وزراء مؤقتا على أن يتولى زوج بوتو اصف علي زرداري المنصب لاحقا بعد انضمامه الى البرلمان من خلال الفوز في انتخابات فرعية. وتعهد جيلاني بالولاء لبوتو التي اغتيلت في هجوم وقع في 27 ديسمبر (كانون الاول) وقال انه سيمضي قدما في مهمتها.

وتابع للصحافيين بعد أن ملأ أوراق ترشيحه للمنصب: الديمقراطية التي نتمتع بها في هذه البلاد بصرف النظر عن شكلها ناجمة عن استشهاد بينظير بوتو. ومن المتوقع أن يفوز جيلاني بأغلبية عندما تصوت الجمعية الوطنية (البرلمان) اليوم لانتخاب رئيس للوزراء خاصة بعد تعهد حزب اقليمي موال لمشرف دعمه.

واذا مر كل شيء بسلاسة سيؤدي جيلاني اليمين يوم الثلاثاء أمام مشرف الذي سجنه عام 2001 بتهم القيام بتعيينات غير قانونية في الحكومة قبل أن يفرج عنه عام 2006 .

ومشرف حليف الولايات المتحدة الذي وصل للسلطة بعد انقلاب عام 1999، يعاني عزلة سياسية منذ هزيمة حلفائه في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 18 فبراير (شباط) وهناك تكهنات بأنه سيرغم قريبا على ترك منصبه.

وقال مشرف في كلمة أذاعها التلفزيون أمام موكب عسكري سنوي في الاستاد في اسلام أباد احياء لذكرى اليوم الذي أقر فيه مسلمون في حركة الاستقلال الهندية قرارا عام 1940 بالعمل من أجل تأسيس باكستان: «بصرف النظر عن شكل الحكومة الجديدة فانها ستتمتع بمساندتي الكاملة». وأضاف مشرف الذي حضر المراسم لاول مرة كمدني بعد أن استقال من منصبه كقائد للجيش في نوفمبر (تشرين الثاني): «أتمنى أن تحافظ هذه الحكومات على السلام السياسي، وأن تستمر في الصراع ضد الارهاب والتطرف بنفس القوة».

ورحبت أبرز الصحف الباكستانية امس باختيار جيلاني وعبرت عن الامل في ان لا يكون «دمية» بين ايدي آصف علي زرداري زوج بينظير بوتو الزعيم الفعلي لحزب الشعب الباكستاني والذي لا يمكنه مع ذلك التطلع الى منصب رئيس الوزراء لانه لم يترشح الى الانتخابات التشريعية.

وقد يترشح زرداري في دائرة بينظير حيث تجري انتخابات جزئية في مايو (ايار)، ما يثير تكهنات باحتمال تعيينه في منصب رئيس الوزراء. واختير جيلاني على اساس انه «مرشح اجماع» وافق عليه حزب الشعب الباكستاني وبقية احزاب الائتلاف الحكومي لا سيما رابطة باكستان الاسلامية ـ نواز التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي اطاح به الجنرال مشرف في انقلاب عام 1999.

ويتوقع الخبراء ان يخوض جيلاني معركة لا هوادة فيها ضد الرئيس برويز مشرف الذي اقصى جميع انصاره السياسيين في الانتخابات لا سيما ان جيلاني قضى خمس سنوات في السجن في عهد مشرف بتهمة الفساد قبل ان يفرج عنه دون ادانة.