تشيني يريد دولة فلسطينية بحكومة تشارك في الحرب على «الإرهاب»

تعهد بأمن إسرائيل وعباس أكد ضرورة معالجة كل قضايا الحل النهائي من دون استثناء

الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى استقباله ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي في رام الله امس ( اب)
TT

اعتبر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية، انه كان ينبغي اقامة الدولة الفلسطينية «منذ وقت طويل» متعهدا بتقديم كل الدعم للدولة التي يجب ان تشارك في الحرب على الارهاب. بينما قال عباس «ان السلام المطلوب هو الذي يعالج كل قضايا الحل النهائي بدون استثناء، خاصة قضية القدس واللاجئين».

ووصل تشيني مقر المقاطعة في رام الله، قادما من القدس بطائرة مروحية. وقال صائب عريقات المفاوض الفلسطيني البارز، ان تشيني لم يأت بجديد، وانما اعاد التذكير بموقف الرئيس الاميركي الملتزم بإقامة الدولة الفلسطينية. وعلم ان عباس طالب تشيني بضرورة وقف اسرائيل لعدوانها وحصارها واستيطانها، من اجل ان تستمر مباحثات السلام، كما دفع عباس تشيني لإبداء دعم اكبر للجهود المصرية، من اجل تثبيت تهدئة في قطاع غزة والضفة الغربية. واراد تشيني طمأنة عباس حول الدعم الأميركي لدولته المفترضة، لكنه اراد التأكيد على ضرورة محاربة عباس للقوى التي يراها تشيني ظلامية، وقال نائب بوش في مؤتمر صحافي في رام الله «ان الولايات المتحدة تتعهد بتقديم وسائل لمساعدة الفلسطينيين على وضع البنى التحتية الضرورية لإقامة ديمقراطية مستقرة آمنة ومزدهرة بقيادة حكومة تنضم الى الحرب على الارهاب، وتستجيب لتطلعات شعبها».

وفي هذا السياق حذر تشيني من ان الهجمات على اسرائيل «تضر بالتطلعات الوطنية للشعب الفلسطيني».

وقال «ثمة حقيقة مؤلمة، لكن لا يمكن تفاديها وينبغي تكرارها، وهي ان الارهاب والصواريخ لا تقتل مدنيين ابرياء فحسب، بل تقضي كذلك على آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة». وجاءت اقوال تشيني بعد قليل من ادانة عباس مجددا لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، قائلاً، «إننا نؤمن بسلام حقيقي، يضع حدا لهذا الصراع المزمن، الذي يشكل بؤرة توتر في المنطقة، إن لم يكن على المستوى العالمي». وقال ابو مازن «إنه اذا تحقق هذا السلام، فإن من أولى نتائجه إضعاف وهزيمة قوى التطرف والإرهاب، وخلق مناخ إقليمي للتعاون وحسن الجوار والديمقراطية».

وشدد الرئيس الفلسطيني على أن «الامن والسلام لا يتحققان من خلال التوسع الاستيطاني وإقامة الحواجز، والتصعيد العسكري ضد قطاع غزة، والاحتياحات المتواصلة لمدن وقرى الضفة الغربية، والاعتقالات التي نجم عنها وجود أكثر من 11 ألف أسير». وأكد عباس على ضرورة «إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل وبقية دول المنطقة».

وأضاف عباس «أن متطلبات السلام بيننا وبين جيراننا الإسرائيلين واضحة، وما تحتاجه هو إرادة وشجاعة ودعم قوي من قبل المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة الأميركية، ومساهمة فاعلة من اللجنة الرباعية الدولية، وهذه هي روح مؤتمر انابوليس، التي يجب المحافظة عليها».والتقى امس تشيني برئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، بعد لقائه عباس، قبل ان يعود الى اسرائيل، اذ من المفترض انه التقى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك. وكان تشيني، ابلغ الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، اثناء لقائهما، امس، «الوقت أمر جوهري» في مفاضات السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة مع الفلسطينيين.

لكن زيارة تشيني لاسرائيل، اعطت مزيدا من الاطمئنان للاسرائيليين، حول دعم الولايات المتحدة لاسرائيل في مواجهة دول مثل ايران. وقال نائب بوش «إن التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل، هي أيضا تهديدات على الولايات المتحدة». وجاءت أقواله هذه، خلال لقائه بيريس الذي بدوره اعتبر أن إسرائيل غير مستعدة لعقد صفقة تعيد بموجبها هضبة الجولان سورية قائلا «لا نرغب في رؤية ايران على حدودنا». وأضاف بيريس إنه ينبغي إطلاق حملة دولية بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا، ضد الصواريخ البالستية بعيدة المدى التي تنتجها إيران. معتبرا أن «هذه الصواريخ، هي إثبات على أن المشروع النووي الإيراني ليس سلميا، بل للإبادة الجماعية».

وقال تشيني، إن الولايات المتحدة ملتزمة ببذل كافة الجهود من أجل دفع عملية السلام، ونحن ملتزمون بالتعامل مع التهديدات المحدقة بإسرائيل، والتي تهدد الولايات المتحدة. ولدى لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، اول من امس، جدد تشيني، التزام الإدارة الاميركية بأمن إسرائيل. موضحا أن الولايات المتحدة لن تضغط على إسرائيل لاتخاذ خطوات قد تعرض أمنها للخطر. واعتبر أن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة الصواريخ. فيما اعتبرت حركة حماس أن تصريحات تشيني بمثابة تحريض على الفلسطينيين.

أما اولمرت، فقد رحب بضيفه وأشاد به بوصفه «صديقا ومؤيدا متحمسا لإسرائيل»، معتبرا أن زيارته مهمة لكونها تأتي في الذكرى الستين لـ«قيام» إسرائيل. وقال «هناك عدة مواضيع على جدول الأعمال، التهديد الإيراني والموضوع الفلسطيني».