أبوظبي: افتتاح كنيسة إنجيلية جديدة.. وحظر تداول المنشورات خارجها

خامس كنيسة في العاصمة الإماراتية تفتح أبوابها لمعتنقي المسيحية

TT

بعد نحو أسبوع على افتتاح أول كنيسة في قطر، افتتحت في الإمارات أمس كنيسة رابعة ضمن مساعي الإمارات لتعزيز التقارب بين الأديان. وافتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الكنيسة الإنجيلية في ابوظبي، والذي جاء متزامنا مع الاحتفال بعيد الفصح عند الطوائف الغربية.

وهنأ الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الحضور بافتتاح الكنيسة وبعيد الفصح، متمنيا ان يكون هذا المبنى مكانا مناسبا للعبادة ومركزا مهما يتيح فرصا اكبر للالتقاء والتواصل ورعاية شؤون الطائفة في أبو ظبي.

ويتواجد في دولة الإمارات مئات الآلاف من المسيحيين الذين يحملون جنسيات دول عربية وأجنبية، فيما لا تنتشر المسيحية بين المواطنين الأصليين للدولة، أو ممن يحملون جنسيتها.

وحتى قبل سنوات قليلة، كانت كافة الأنشطة الكنسية تتم في دولة الإمارات بصورة محدودة وشبه سرية ودون الإعلان عنها، فيما كانت التصاريح الخاصة بتشييد الكنائس ترفض في معظم الأوقات.

أما خلال الأعوام السابقة فقد تمكن المسيحيون من معظم الطوائف في الإمارات من الحصول على رخص بناء كنائس ودور عبادة لهم، فيما شهدت احتفالاتهم بأعياد الميلاد اهتماما أكبر من الدولة، وحضر مسؤولون رسميون عدداً منها.

وتقول سلطات إمارة أبوظبي أنه طالما أن هذه الممارسات (بناء الكنائس) لا تتعارض مع تعاليم الإسلام، فإنه يمكن للطوائف الدينية الاستفادة من الخدمات الكنسية وحضور قداس الكنائس، ولكن يحظر تداول المنشورات الإنجيلية خارج الكنائس. ولا توجد حالياً معابد للجاليات الهندوسية أو السيخ في أبوظبي. ويبلغ عدد الكنائس حاليا في مدينة أبوظبي أربع كنائس، بالإضافة إلى مركز للجالية الإنجيلية، وكنسية القديسة ماري في مدينة العين، ثاني أكبر مدن أمارة أبوظبي.

وقال الشيخ نهيان ان هذا المبنى (الكنيسة) يؤكد ان دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان رئيس الامارات، «كانت دائما وما تزال وهي بلد امن، بلد يدين اهله بدين الإسلام الذي يدعو الى التسامح واحترام معتقدات الآخرين ولعل هذا من اهم الدعائم والمرتكزات التي تنطلق منها بلادنا والتي ادت الى توفير بيئة صالحه ومناخ طيب ينعم فيه الجميع بالتعايش والأمان والسلام».

وأضاف ان هذا المبنى الجديد ليس مجرد مبنى عادي «بل انه رمز روحاني مهم يمثل قوة الانتماء والولاء لدى اعضاء الطائفة الإنجيلية، ويجسد حرصهم على ان يكونوا اعضاء صالحين في الدولة يسهمون بعملهم وجهدهم في تقدم وتطور المجتمع»، مؤكدا ان المبنى الجديد وباعتباره مكانا للعبادة ورمزا للتسامح والتعايش انما يعبر كذلك عن دور الدين في حياة الفرد والمجتمع خاصة مكانة الكنيسة الإنجيلية في حياة رعاياها في ابوظبي بل انه في الوقت ذاته يجسد الحرص والالتزام بان يكون الدين وبصفه دائمة مصدر ثراء للفرد والمجتمع وقوة دفع للتفاهم والتعايش ونبذ الخلافات بين فئاته.

وكان القس عصام عطية برسومي راعي الكنيسة الإنجيلية في ابوظبي قد اشاد في بداية الاحتفال بالجهود التي يبذلها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في دعم وترسيخ ثقافة التسامح بين مختلف الأديان والأعراق التي تعيش على أرض الإمارات بتناغم وتآلف متحابة ومتآخية تجسد صورة التسامح في الدين الإسلامي بتعامله مع مختلف الطوائف والشعوب معربا عن بالغ تقديره للإمارات حكومة وشعبا لكونها المثل الساطع للتعايش الإنساني القائم على الود والاحترام والوئام والانسجام.