وزراء الخارجية العرب يتمسكون بمبادرتي السلام ولبنان بدون تعديل.. ويعتمدون إعلان صنعاء

المعلم يدعو السعودية للتأثير على الأكثرية اللبنانية * الفاسي الفهري: اعتمدنا مبدأ الحوار الصريح

وليد المعلم يتحدث مع عمرو موسى خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في دمشق امس (أ.ب)
TT

أكد وزراء الخارجية العرب على الالتزام بالبنود الواردة في المبادرة العربية الخاصة بلبنان نصا وروحا والعزم على مواصلة الجهود لتنفيذ هذه المبادرة، كما اتفق الوزراء على اعادة طرح المبادرة العربية للسلام على الساحة الدولية رغم تلميحات لإمكانية اعادة النظر فيها.

وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة محمد صبيح للصحافيين في ختام جلسة العمل الاولى للوزراء العرب «تم تأكيد المبادرة العربية للسلام ولا نية لدى الوزراء لتعديل المبادرة».

واضاف انه تم كذلك «الاتفاق على اعادة طرح المبادرة على الساحة الدولية لتأكيد الحرص العربي على ايجاد حل للنزاع العربي الاسرائيلي».واوضح صبيح انه «تم الاتفاق على عقد اجتماع قريب للجنة مبادرة السلام على مستوى وزراء الخارجية».

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد رفض في عمان أمس أي تعديل او تغيير على المبادرة بعد مباحثاته مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم لمح في افتتاح الاجتماع الوزاري الى امكان اعادة النظر في المبادرة اذا لم تثبت اسرائيل نيتها للسلام.

وقال «نحن مع السلام العادل والشامل، لكن الثابت ان اسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة مازالت غير قادرة على امتلاك ارادة سياسية لصنع السلام».

وقد انتهت الجلسة الختامية لوزراء الخارجية العرب مساء امس والتي استمرت حوالي ثلاث ساعات لمناقشة بند العلاقات العربية ـ العربية بتكليف عمرو موسى بإعداد ورقة عمل في هذا الشان ترفع الى اجتماع القمة.

وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع وليد المعلم قال موسى إنه سيعود الى لبنان في وقت قريب وستكون مهمته في اطارين الاول بتكليف من القمة، والاطار الثاني التفاهم مع القادة اللبنانيين، ونفى موسى وجود اية مبادرات جديدة حول لبنان. من جانبه قال وليد المعلم إن المسؤولية الاولى في حل ازمة لبنان تقع على عاتق اللبنانيين، ثم قدرة السعودية على تشجيع أطراف الأزمة على الحوار ومن ثم التوافق على اساس صيغة لا غالب لا مغلوب، واستبعد الوزير السوري تأثير الضغوط الاميركية على القمة العربية وأعمالها مدللا على ذلك بأن جلسات عمل الوزراء كانت فريدة في نوعها وعدم استغراق الوقت في الجدل نظرا لوجود وفاق عربي حول مشاريع القرارات وجدول اعمال القمة، واضاف «إننا في انتظار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لمعرفة نوع المساعدة التي يريدها في تنفيذ مبادرته». وحول رؤية موسى لمعالجة العلاقات العربية ـ العربية اوضح ان الخلافات أمر مقدور عليه وعليه فالمعالجة تكون في سياق معالجة الانقسام والعداوة والحدة والعمل على تأمين المصالح العربية.

وأشاد الوزراء الذين اجتمعوا امس في دمشق في مشروع قرار سيرفعونه إلى القادة العرب في قمتهم يوم غد بالجهود التي بذلها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وحَثْ جميع الأطراف اللبنانية على التجاوب مع مساعيه والاستمرار في اللقاءات التي بدأت بين أقطاب الأغلبية والمعارضة بدعوة من الأمين العام لتنفيذ بنود هذه المبادرة المتكاملة، والتي دعت إلى إنجاز انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان، وإجراء المشاورات للاتفاق على أسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وبدء العمل على صياغة قانون جديد للانتخابات النيابية فور تشكيل الحكومة، وقيام الأمين العام بمعالجة نسب التمثيل في الحكومة مع الطرفين المعنيين في اجتماع الأطراف اللبنانية المشار إليها، ودعم جهود الأمين العام في مساعدة تلك الأطراف على الوصول إلى حل توافقي فيما بينها. وأوصى الوزراء أمس كافة القوى السياسية اللبنانية بالانطلاق من العناصر الرئيسية التي جاءت في البيان الوزاري للحكومة الحالية بهدف الاتفاق حول التوجهات العامة لعمل الحكومة المقبلة، وبحث إمكانية توفير الضمانات والتطمينات المتبادلة بين الفرقاء اللبنانيين للمساهمة في بناء الثقة بما في ذلك التفاهم على استمرار حكومة الوحدة الوطنية. وحذر الوزراء من مغبة تصعيد مظاهر التوتر في الشارع وتصاعد حدة الحملات الإعلامية، ودعوة كافة الأطراف إلى الالتزام بضبط النفس درءاً للفتنة ووقف حدة التوترات بما يسمح بمواصلة المساعي لتنفيذ المبادرة العربية في مناخ ايجابي.

ومن جانبه أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماع القمة العربية موجود لمن يرغب في مناقشة المسألة اللبنانية، خاصة أننا لا نحل محل أحد في لبنان، ولا توجد دولة عربية تستطيع «أن تحل محل اللبنانيين، وهم الذين يحلون مشكلتهم.

وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري «إن اجتماع وزراء الخارجية العرب اعتمد مبدأ الحوار الصريح حول القضايا المصيرية وخاصة القضية الفلسطينية، وكذلك موضوع لبنان»، وأكد أن العاهل المغربي الملك محمد السادس يدعم وحدة لبنان وسيادته وإنهاء أزمته، ووصف القرار الذي أعده وزراء الخارجية لعرضه على القادة العرب، بشأن لبنان بأنه جيد، معرباً عن تطلعه لتنفيذه في أقرب وقت ممكن.

وحول بند العلاقات العربية – العربية قال «من الضروري الاهتمام بهذا البند من اجل تنقية الأجواء العربية – العربية والحوار بكل شفافية حتى نستمع إلى تخوفات البعض أو اهتمامات وطموحات الآخر حتى نتقدم في العمل العربي المشترك وندفع بالمخاطر عن العالم العربي».

إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد أن وزراء الخارجية العرب اعتمدوا المبادرة العربية بشأن لبنان كما هي بدون إدخال أي تعديلات عليها، قائلاً «إن أي وفد لم يطرح أي تعديلات على تلك المبادرة». ونفى المقداد في رده على أسئلة الصحافيين عقب الجلسة الأولى لاجتماع وزراء الخارجية العرب أمس في دمشق، أن تكون سورية قد تسلمت أي مذكرة أو اطلعت على اقتراح بشأن عقد قمة عربية طارئة بعد قمة دمشق لبحث الملف اللبناني، وقال «إننا سنناقشها عندما نطلع عليها»، مشدداً على ضرورة الانطلاق من أجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وفي الشأن الفلسطيني أشار مقداد إلى أنه تم خلال الاجتماع النقاش حول المبادرة اليمنية بشأن المصالحة بين فتح وحماس وقد اعتمدها وزراء الخارجية العرب حيث سترفع للقادة العرب لمناقشتها. وحول التعاطي بشأن المبادرة العربية للسلام قال عبد الرحمن شلقم وزير خارجية ليبيا في تصريح صحافي عقب الجلسة الأولى لاجتماع وزراء الخارجية العرب أمس «إن الفكرة هي أنه يجب أن يفهم الإسرائيليون أن هذه المبادرة العربية يجب ألا تبقى موضوعة إلى ما لا نهاية بهذا الشكل دون تجاوب من الطرف الآخر».

وأضاف «القضية الأساسية هو كيفية تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة الأسئلة التي تطرح علينا على المستوى الإقليمي والمستوى الدولي، لافتا إلى التحديات التي في فلسطين والجدار والتدمير، وما يجرى في غزة، وإعادة اللحمة للعمل الفلسطيني. وأوضح أن البند المخصص لبحث العلاقات العربية ـ العربية، جاء بناء على اقتراح ليبي، مؤكداً أهمية هذا الاقتراح، وقال «بصراحة لا نستطيع أن نلتقي أو نعقد لقاءات مجاملة ونتحدث في العموميات، مشيراً إلى أن الخلافات العربية هي العائق أمام العمل العربي.

وحول وجود اقتراح تشكيل لجنة خاصة بموضوع الخلافات العربية، قال «إن الآلية مازالت لم توضع بعد وستطرح في القمة».

من جانبه قال رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني بالإنابة «لن يكون هناك تعاط جديد مع المبادرة العربية، لكن هناك محاولة لربط استمرار طرح هذه المبادرة ببدء إسرائيل في تنفيذ التزاماتها.

وكان وليد المعلم قد افتتح أعمال وزراء الخارجية العرب في دمشق أمس بكلمة قال فيها إن الجهد السوري وحده لا يكفي لحل الأزمة اللبنانية، ودعا المملكة العربية السعودية لـ«ممارسة تأثيرها القوي على الأكثرية في لبنان من أجل حل الأزمة اللبنانية»، داعياً إلى أن يكون الحل في لبنان بالتوافق بين اللبنانيين أنفسهم على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، فيما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، أن جدول أعمال قمة دمشق شديد الحساسية في ظل أوضاع وتطورات بالعراق ولبنان وفلسطين.ودعا الوزير السوري إلى أولوية الحفاظ على العراق أرضا وشعبا مطالباً أيضاً بـ«وضع جدول زمني لإنهاء احتلال العراق، وتعزيز القوات المسلحة والقوى الأمنية العراقية بما يمكِّنُها من أداء دورها الأمني والدفاعي».

وحول موقف سورية من صنع السلام في منطقة الشرق الأوسط جدد «المعلم» ما أعلنته بلاده من قبل قائلا نحن مع السلام العادل والشامل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام.

وفيما يتعلق بالوضع في لبنان قال الوزير السوري: «نحن نتطلع إلى حل للأزمة على أساس التوافق بين مختلف الأطراف اللبنانية، وبما يصون أمن لبنان واستقراره»، وأضاف: «لقد دعونا ولازلنا ندعو إلى حل توافقي. الجهد السوري وحده لا يكفي ولا بد وأن تقوم الأطراف العربية التي لها صداقات في لبنان، خاصة السعودية التي تملك تأثيرا قويا على الأغلبية في لبنان، لا تملكه سورية».

واستطرد المعلم مذكراً بـ«الروابط والمصالح العميقة بين البلدين (سورية ولبنان).. نحن أول المتضررين من تأزم الأوضاع في لبنان وسنكون أول المستفيدين من استقراره».

ومن جانبه أكد عمرو موسى أن قمة دمشق سوف تركز على الإصلاح في العمل العربي، وتأثير صراع الحضارات والتمهيد للقمة الاقتصادية والوضع السياسي خاصة النزاع العربي الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني. مشيراً إلى أهمية دعم المبادرة اليمنية في هذا الشأن. واكتفت أعمال الجلسة الأولى المفتوحة، لوزراء الخارجية العرب، بخطاب كل من «المعلم» و«موسى»، وبدأت جلسات العمل المغلقة للاستماع إلى ملاحظات الدول الأعضاء حول مشاريع القرارات وجدول الأعمال الذي سيرفع إلى القادة العرب بعد يوم غد السبت.

ولأول مرة في تاريخ القمم العربية يمثل مندوبو مصر والسعودية لدى الجامعة العربية في اجتماعات وزراء الخارجية التي تعد للقمة كما بدا مقعد لبنان خاليا.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان وفد اليمن اضاف قرارا جديدا لمشاريع القرارات بشأن المبادرة اليمنية حيث تم تشكيل لجنة من اربع دول هي مصر والسعودية والاردن وسورية لمتابعة تنفيذ اتفاق صناء اضافة الى مشروع قرار يتضمن توجيه الشكر الى الرئيس اليمني على عبد الله صالح على دوره في طرح المبادرة. وأفادت المصادر ان النقاش السوري والجزائري كان متشددا حيال مناقشة مبادرة السلام، حيث اصرا على وضع شرط لاستمرار المبادرة وهو تقديم اسرائيل للجانب العربي تعهدات والتزامات لاحداث تقدم في عملية السلام. فيما تدخل مندوب مصر خلال مناقشات الجلسة المغلقة في موضوع مبادرة السلام وتم الاخذ بما عرضه، وكذلك في الملف الاقتصادي ليشمل التعاون في كل المجالات بين كل الدول العربية.

وفي تونس أكد مصدر رسمي مشاركة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في القمة. وفي بغداد قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ مساء، إن رئيس الوزراء نوري المالكي لن يشارك في القمة «بسبب انشغاله بقيادة العمليات الأمنية في محافظة البصرة»، وان هوشيار زيباري وزير الخارجية سينوب عنه.

وتتوقع دمشق مشاركة ما بين 12 و14 زعيما عربيا من أصل 22 في هذه القمة.