الأكثرية تدافع عن قرار مقاطعة قمة دمشق.. والمعارضة تعتبره خاطئا وغير مسؤول

السجال يتصاعد بين طرفي الأزمة اللبنانية عشية انعقادها

TT

يوجه رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مساء اليوم كلمة الى اللبنانيين والرأي العام العربي يشرح فيها وجهة نظر لبنان عشية انعقاد القمة العربية في دمشق. وهو كان استأنف امس اتصالاته التي كان بدأها اول من امس وشملت عشرين مسؤولا عربيا لشرح موقف لبنان من عدم المشاركة في القمة. واتصل امس لهذه الغاية بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور ووزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري. وأفاد وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية جان اوغاسبيان ان الحكومة في صدد «التشاور والتداول مع مختلف الدول العربية في مرحلة ما قبل القمة العربية للتوصل الى تفاهم ما ليصار الى تحديد او أخذ قرار بعقد اجتماع خاص بوزراء الخارجية العرب لدرس العلاقات اللبنانية ـ السورية التي نرى أنها يجب ان تكون أكثر جدية ومطلوبا تنقيتها وتصحيحها لأننا نعتبر ان هذه العلاقات غير سليمة وغير صحية ولها تداعيات ومضاعفات على مجمل الوضع اللبناني».

هذا، ورد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب اكرم شهيب على كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول غياب لبنان عن القمة معتبراً ان «حجة الغياب لها الوقع الاقوى. فالفرصة الذهبية اضاعتها سورية هذه المرة ككل مرة وليس لبنان». وقال: «النظام السوري خسر من خلال هذه القمة مرتين. مرة في محاولته الفاشلة للاستيلاء على الارادة اللبنانية. ومرة ثانية في محاولته اليائسة للاستيلاء على الارادة العربية، فأفقده غياب لبنان اكتمال العدد والنوع. وبغياب لبنان تضيع فرصة جديدة للوفاق العربي وفي طليعتها القضية الفلسطينية».

من جهته، قال النائب انطوان اندراوس (اللقاء الديمقراطي) ان وزير الخارجية السوري «يحاول استغباء المجتمع العربي واللبناني بأفكاره الجهنمية معتبراً ان لبنان قد اضاع فرصة ذهبية بغيابه عن القمة العربية لحل ازمته. ونسأل المعلم ومن خلفه: ألم تضيع سورية الفرصة تلو الفرصة، أكان في لبنان ام على مستوى العالم العربي؟».

وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض: «إن المبادرة العربية في ما يختص بلبنان حتى الآن لم تطبق. وكان يفترض قبل هذه القمة وجود رئيس جمهورية. وكنا نأمل ان يشكل تاريخ انعقادها محطة أساسية لانتخاب رئيس للجمهورية قبل الذهاب الى القمة».

وأصدر حزب «الكتلة الوطنية اللبنانية» بياناً جاء فيه: «بمناسبة انعقاد القمة العربية في دمشق، ترى اللجنة التنفيذية (للحزب) انه كان يمكن وضع النقاط على الحروف من قبل لبنان في وجه المسؤولين السوريين في دمشق. اما وقد قررت الحكومة عدم الذهاب الى القمة، فليطمئن الوزير (وليد) المعلم لان الذي لم يقل في دمشق سيقال في بيروت. يبدو ان وزير الخارجية السوري لا يفهم معنى ان تصل الاكثرية الى الحكم في الانتخابات فهم في مراكزهم بقوة السلاح والبطش. وربما قلقه الوحيد ان قرار الجمهورية اللبنانية لم يعد في دمشق كما كان في السابق. اما الفرصة الذهبية التي تحدث عنها الوزير المعلم التي لم يفوتها لبنان هي يوم الرابع عشر من اذار 2005 والتي ادت الى خروج القوات السورية من لبنان».

في المقابل، اعتبر رئيس كتلة نواب «حزب الله» النائب محمد رعد الحكومة مقاطعة القمة انه «حين تصدِر الحكومة اللبنانية غير الشرعية قرارا يقضي بمقاطعة لبنان القمة العربية المقبلة، يحق للبنانيين أن يسألوا عن المصلحة الوطنية العليا التي أملت اتخاذ مثل هذا القرار الذي اعتبره أصحابه مؤسفا». ورأى «ان الحكومة الفاقدة الشرعية اتخذت هذا القرار خلافاً لأي مصلحة وطنية للبنان واللبنانيين « مستغرباً ان «يبرر النواب السياديون قرار الحكومة بأنه تدبير تفرضه اللياقة، اذ لا يمكن للبنان ادارة الظهر لمن قاطع القمة من اجل لبنان».

ورأى وزير العمل المستقيل طراد حمادة (حزب الله) انه «بعد القمة العربية هناك خياران أمام لبنان: إما التدويل او اللبننة» معتبرا «إن الأمر يتعلق بالنتائج التي يمكن أن تصدر عن قمة دمشق بخصوص الملف اللبناني... وللأسف، ان ذلك سيناقش في ظل قرار غير عاقل اتخذته السلطات الحاكمة في لبنان بغيابها التام عن حضور هذه القمة، أي أن المشكلة اللبنانية ستناقش في قمة دمشق من دون أن يكون لبنان على المستوى الرسمي ممثلا».

ووصف النائب اسماعيل سكرية (حزب الله) قرار الحكومة اللبنانية بمقاطعة القمة العربية بانه «قرار خاطئ وغير مسؤول» فيما اعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب عبد المجيد صالح «إن قرار حكومة السنيورة... فيه وجه من وجوه الاملاء او خضوع لما قامت به بعض الدول الكبرى من تحريض على القمة العربية».

واعتبر رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب اسامة سعد ان القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية «هو قرار غير حكيم ويؤكد تبعية الحكومة للادارة الاميركية».