التيار الصدري: مخطط كسر العظم سيفشل.. ومن يتوقع نهاية «جيش المهدي» جاهل

أحد قادته نفى لـ«الشرق الأوسط» رسالة منسوبة للصدر تدعو مسلحيه إلى تسليم أنفسهم وعدم استنزاف قدراتهم

TT

اكد حارث العذاري مسؤول «مكتب الشهيد الصدر» في البصرة ان الحملة على «جيش المهدي» ستفشل. وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، «ان عمليات كسر العظم لإنهاء وجود جيش المهدي ستفشل بقوة وعزيمة افراد التيار».

وحول اسباب استهداف التيار الصدري، قال العذاري ان انتخابات مجلس المحافظة في اكتوبر (تشرين الأول) المقبل، «هي السبب الرئيس وراء هذا الاستهداف لكنهم ينسون دائما القاعدة العريضة للتيار ولجيش المهدي.. والتيار فيما لو دخل الانتخابات فسيعرفون حجمه في الشارع العراقي». واكد العذاري أن هناك مساعيَّ في مدينة النجف من قبل المرجعيات لاحتواء الازمة.

كما نفى العذاري صحة رسالة منسوبة لزعيم التيار مقتدى الصدر تدعو مسلحيه إلى تسليم أنفسهم وعدم استنزاف قدراتهم. وقال ان الرسالة «كذب وافتراء ولا صحة لها وكل ما يتعلق بها». واضاف ان القيادات الصدرية في النجف نفت ايضا صحة الرسالة. وجاء في الرسالة الذي أصدره الصدر، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، «إني أوصيتكم في بيانات سابقة بالتزام الصبر واحترام أوامر الحوزة الناطقة، وطالبتكم بالوقوف في وجه هجمة المحتل وأذنابه الذين ينفذون مخططاته الرامية للنيل من أبناء هذا الخط الشريف. لقد أثبتت الأحداث الأخيرة في البصرة والكوت ومدينة الصدر أن الحكومة العراقية وبالتعاون مع القوات المحتلة ماضية في تنفيذ مخططها الخبيث والذي يتزامن مع قرب انتخابات مجالس المحافظات بهدف تشويه صورة التيار الصدري الذي يعاني أتباعه الآن من استمرار الاعتقالات وفي جميع المحافظات». وأضافت الرسالة «أن ما يحدث اليوم من انتهاك للهدنة التي أعلناها عند تجميد جيش الإمام المهدي.. أقول عندما تبنينا تجميد جيش الإمام في الظروف الراهنة، رأينا أن المصلحة تقتضي هذا التجميد. والمقاومة إذا استمرت بهذه الطريقة سوف تستنزِفْ قدرات جيش المهدي المعنوية والمادية، وهذا الأمر قد يجعل الكثير من أنصارنا ينقلبون علينا بالإضافة إلى نظرة الرأي العام الشيعي لنا». وتابع «لقد وجدنا أن حماية الخط الصدري لا تكون إلا بالتزام الصمت في الوقت الحاضر ما دام الاحتلال على أراضينا. إن ما حدث في الديوانية وكربلاء كان الضربة التي جعلتنا نفكر كثيرا إن صح التعبير في أن المواجهة سوف تعطي مبرراً للحكومة لاستغلال مخطط المحتل البغيض وبحجة فرض القانون لضرب أبناء التيار الصدري في البصرة وفي مدينة الصدر. أقولها وكلي لوعة إن صح التعبير وللأسف الشديد أن هناك من بين الخارجين عنا، والذين لم يأتمروا بأمرنا وتستروا برداء جيش الإمام المهدي، وقد أعانوا الحكومة والمحتل على أنفسهم وقرروا التمرد على أوامرنا».

من جهته، قال عقيل البهادلي، القيادي في التيار الصدري بالبصرة، ان الصدر الذي تردد أخيرا انه في ايران، يتابع سير المواجهات بين «جيش المهدي»، التابع له والقوات الحكومية عبر قادة التيار، موضحا ان اوامر الصدر بشأن تجميد أنشطة مسلحيه تستثني حالات الدفاع عن النفس. واضاف البهادلي لـ«الشرق الأوسط» ان مقتدى الصدر «يأمرنا بتجميد جيش المهدي، ولكنه في نفس الوقت يقول دافعوا عن انفسكم اذا ما تمت مواجهتكم بالسلاح، ونحن ندافع عن انفسنا، وننفذ اوامر القائد بحذافيرها»، موضحا «ان لجيش المهدي امتدادات واسعة في كل انحاء العراق، وان الذي يفكر في نهاية له، هو حتما جاهل ببواطن الأمور والاتصالات بين قادة التيار الصدري تجري بشكل مستمر مع القائد لإدارة الحياة وإدامتها في التيار وجيش الإمام، وان ادارة العمليات عسكرية كانت أم مدنية، تتم عبر المراجع العليا التي لها اتصال مباشر مع القائد مقتدى الصدر»، رافضا الكشف عن مكان وجوده.

وقال البهادلي ان رئيس الوزراء نوري المالكي «جاء بقوة من بغداد والبصرة قوامها 50 الف جندي ليبدأ القتال ضد عناصر التيار الصدري وتم قطع الخدمات عن اغلب مناطق البصرة». واعتبر «ان ما فعله المالكي لم يفعله بالشعب حتى صدام حسين».

وحول ما إذا كان الخلافُ مع حزبِ الدعوة او قوات بدر التابعة للمجلس الاعلى الاسلامي هي السبب في إشعال الازمة، اكد البهادلي «قمنا بمبادرة سلام بين حزب الدعوة وتنظيم بدر وحزب الله وغيرها من الاحزاب، وهذه المبادرة تستند إلى ثلاثة محاور هي الإخاء الشيعي ـ الشيعي والإخاء الاسلامي والإخاء الانساني، وبينما لا ننكر فيه وجود عصابات للخطف والقتل في البصرة، فإن هذا لا يبرر ما قام به المالكي في البصرة».

وكشف البهادلي عن لقاء حصل بينه وبين عناصر من الحرس الوطني بعد أن سلموا انفسهم لـ«مكتب الشهيد الصدر» في البصرة، وإن «المستسلمين» قالوا «انهم جاءوا الى البصرة بناء على اوامر بملاحقة عصابات تهريب النفط والمخدرات ولم يعرف احد منهم انهم جاءوا لقتال جيش المهدي، وانهم لو علموا بذلك قبل قدومهم لاستقالوا على الفور». واوضح البهادلي ان «العدد الاكبر من قوات الشرطة والامن في البصرة هم من عناصر التيار الصدري، لذلك هم تركوا العمل وجلسوا في بيوتهم فور علمهم بأهداف المعارك».

وخرج الآلاف من أتباع التيار الصدري في مظاهرات في بغداد والبصرة أمس مطالبين باستقالة المالكي. وفي مدينة الصدر بالعاصمة، قال أبو زهراء، مسؤول الاعلام في «مكتب الشهيد الصدر» لقاطع الرصافة، ان المتظاهرين خرجوا الى الشوارع «كنوع من الاعتصام السلمي الذي نادى به قادة التيار الصدري؛ وعلى رأسهم مقتدى الصدر»، موضحا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان «العصيان المدني لم يبدأ بعد، وأن هناك خطوة ثالثة سيكشف عنها في حينه». وطالب المتظاهرون بـ«إقالة المالكي وخروج المحتل الأميركي من العراق وايقاف الاعتقالات والمداهمات ضد التيار الصدري واطلاق سراح المعتقلين وعدم تسييس الجيش والشرطة لحساب فئة او حزب معين»، حسبما قال أبو زهراء. واضاف «ان التوجيهات التي سلِّمت من مقتدى الصدر تدعو الى ضبط النفس وحل الأزمة عن طريق الحوار».