تفجير أنبوب رئيسي لتصدير النفط جنوب البصرة.. و44 قتيلا في الكوت

خطف متحدث باسم خطة بغداد.. واستهداف السفارة الأميركية بقذائف هاون

TT

استمرت المواجهات المسلحة بين القوات العراقية تساندها القوات الاميركية، ومسلحي «جيش المهدي» في مناطق متفرقة من بغداد والبصرة ومحافظات جنوبية أخرى.

واعلن مسؤول في شركة نفط الجنوب تفجير انبوب رئيسي لنقل النفط، مما يؤثر في عملية تصدير الخام الى الخارج من محافظة البصرة، التي تشهد مواجهات عنيفة بين جيش المهدي وقوات الأمن العراقية. وقال سمير المكصوصي مدير اعلام شركة نفط الجنوب، ان «انبوبا نفطيا بحجم 42 عقدة مخصصا لتصدير النفط الخام وينقل النفط من خط الزبير الى مستودعات الفاو، تعرض للتفجير بواسطة عبوة ناسفة صباح اليوم، ما اسفر عن اندلاع حريق كبير». واضاف حسب وكالة الصحافة الفرنسية، ان «هذا الخط هو احد خطين رئيسيين لتصدير النفط الخام، الامر الذي يؤثر على التصدير بشكل مباشر». وأكد المسؤول النفطي ان «رجال الاطفاء تمكنوا من اخماد الحريق وعملية اصلاحه ستستغرق بين 48 الى 72 ساعة (...) نحن بحاجة الى قوة امنية لضمان أمن الطريق لاعادة اصلاح الخط».

وتجدد القتال في البصرة أمس لليوم الثالث. وقال مراسل لوكالة رويترز في المدينة، إن القوات العراقية طوقت سبعة أحياء، لكن تصدت لها ميليشيا جيش المهدي من داخل هذه الاحياء. وحلقت طائرات هليكوبتر في المنطقة. وفرضت السلطات حظر تجول في بلدات شيعية اخرى في محاولة لوقف انتشار أعمال العنف. وسقطت قذائف هاون بكثافة على قاعدة للشرطة قرب النهر في البصرة، قبل ظهر أمس، واندلع اطلاق عنيف للنيران في شارع تجاري رئيسي. وأظهرت لقطات تلفزيونية صورتها رويترز رجالا ملثمين من ميليشيا جيش المهدي في البصرة يحملون بنادق آلية وقاذفات قنابل ويستعرضون مركبات استولوا عليها من القوات الحكومية اثناء القتال.

وقال قائد وسط حشد من المسلحين الذين يرتدون ملابس سوداء «نطالب نوري المالكي والجيش العراقي بأن يقفا جنبا الى جنب مع شعب العراق وألا يؤذياه. نحن في جيش المهدي اشقاؤكم.. لا تحاولوا تأجيج الوضع».

وامتدت الاشتباكات في اليومين الماضيين الى مدن الكوت والحلة والديوانية والعمارة وكربلاء في الجنوب، فضلا عن الاحياء الشيعية في بغداد. وقال مصدر من وزارة الداخلية ان 51 شخصا قتلوا واصيب أكثر من 200 في أول يومين من القتال في البصرة. ونجا قائد شرطة البصرة من انفجار قنبلة على جانب الطريق قتل ثلاثة من حراسه.

وقال اللواء عبد الحنين الامارة قائد شرطة واسط، وهي محافظة جنوبية أخرى مضطربة، ان 44 قتلوا و75 جرحوا في اشتباكات هناك. وحلقت طائرات حربية أميركية فوق الكوت عاصمة المحافظة. وقال محمد أحد سكان البلدة، تم الاتصال به هاتفيا، وكان اطلاق النار يسمع في الخلفية «لم استطع الوصول الى باب بيتي. رأيت اثنين من المسلحين من النافذة يرقدان في الشارع وقال احدهما للاخر انتبه فقد قتلوا اثنين من رجالنا».

وقال علي بستان مدير الادارة الطبية في شرق بغداد ان 30 جثة وأكثر من 200 جريح نقلوا الى مستشفيين في حي مدينة الصدر الشيعي. وأظهرت لقطات صورها تلفزيون رويترز مقاتلين يرتدون قمصانا قطنية وسراويل جينز يطلقون قذائف صاروخية ويحملون بنادق في شوارع حي الشعب في شمال بغداد. وقالت الشرطة ان اتباع الصدر اضرموا النار في مبنى تابع لحزب الدعوة، الذي ينتمي له المالكي في حي الشعب. واندلعت اشتباكات كذلك في حي الامين الجنوبي. وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر، ان نقاط التفتيش الاميركية والعراقية القريبة من حي الصدر تعرضت لاطلاق النار عليها.

وسقطت قذائف الهاون والصواريخ في مختلف ارجاء العاصمة على مدى أيام. وأسفر هجوم على موقف حافلات في بغداد عن مقتل ثلاثة واصابة 15 بجروح أمس، فيما أدى هجوم قرب السفارة الاميركية الى تصاعد عمود كثيف من الدخان الاسود. وقالت ميرمبي نانتونجو المتحدثة باسم السفارة، «لم تقع حالات اصابات خطيرة أو وفيات» نتيجة للهجمات، وتعرضت المنطقة الخضراء المحصنة وهي مجمع حكومي ودبلوماسي للعديد من الهجمات بالهاون والصواريخ على مدى الايام الثلاثة الماضية. وضربت 16 قذيفة المنطقة يوم الاربعاء الماضي، مما اسفر عن اصابة اربعة اشخاص، بينهم مدنيان اميركيان.

وفي تطور لاحق قالت الشرطة ان مسلحين خطفوا متحدثا باسم خطة بغداد الامنية من منزله. وقال مصدر بالشرطة ان المسلحين اقتحموا منزل تحسين الشيخلي في حي الامين بجنوب غرب بغداد واضرموا النيران في المنزل ونزعوا سلاح الحراس الشخصيين واصطحبوا الشيخلي بعيدا. ولم ترد تقارير عن الحاق اذى بأحد في الغارة. والشيخلي استاذ جامعي وهو احد متحدثين اثنين رئيسيين باسم الخطة الامنية التي بدأتها الحكومة قبل اكثر من عام لخفض التفجيرات والهجمات، من خلال زيادة عدد القوات الاميركية والعراقية في الشوارع.