بغداد.. حياة مشلولة

المسلحون يسيطرون على محطات كهرباء ويقطعون التيار

جنود ومغاوير الشرطة في أحد شوارع بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

لا تزال الاوضاع في العاصمة بغداد مضطربة، فدوائر الحكومة معطلة بشكل شبه تام، بعضها مغلق تماما منذ يومين، والأخرى نسبة حضور الموظفين اليها لا يكاد يصل الى الربع من عددهم الكلي، وكذلك الحال بالنسبة للمدارس والجامعات والمؤسسات الأخرى. كما بدت الحركة شبه معدومة في الاسواق.

وبدت شوارع العاصمة خاوية من المارة والسيارات الا من مركبات قوات الجيش والشرطة المنتشرة بكثافة في مناطق عدة، وبعض السيارات الحكومية، فلم تشهد التقاطعات أية زحامات مرورية او فوضى سير وهو شيء نادر الحدوث في بغداد.

الاعمال في المجمعات الصناعية هي الاخرى تأثرت كثيرا، لان اغلب العاملين في تلك المصانع وورش العمل هم من أبناء مدينة الصدر والمناطق المحاذية لها، التي تم قطع الطرق المؤدية لها تماما من قبل القوات الأميركية، التي تواجهت مع مسلحين في مناطق جميلة.

مصادر في وزارة الكهرباء اكدت لـ«الشرق الاوسط»، ان انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال الأيام القليلة الماضية يعود لسيطرة مسلحي «جيش المهدي» على محطات رئيسية لتوزيع الطاقة الكهربائية في مناطق الكمالية وجميلة ومناطق اخرى في بغداد. ويؤكد عدد من سكان العاصمة ان انتشارا مكثفا لمسلحي «جيش المهدي» في مناطقهم بات واضحا للعيان، مع غياب لقوات الجيش والشرطة داخل مناطقهم، بعد ان قام أولئك المسلحون الذين كانوا يحملون أسلحة خفيفة وقاذفات «آر بي جي» بقطع الطرق الرئيسة في تلك المناطق، كما سمعت وفي انحاء متفرقة من بغداد أصوات إطلاق النار ودوي الانفجارات. من جهة اخرى قررت قيادة عمليات بغداد (فرض القانون) منع دخول المواطنين الى منطقة الكاظمية شمال بغداد باستثناء سكانها، بهدف المحافظة على حرمة المدينة وأمن مواطنيها، من خلال اعتماد هوية الأحوال المدنية، بالأضافة الى بطاقة المعلومات (بطاقة السكن) كهوية تعريفية في نقاط التفتيش. ومنعت جميع انواع التجمعات والمظاهر المسلحة فيها، ودعت الأجاهزة الامنية للتعامل بحزم وقوة مع اي تجمع مسلح في كافة مناطق بغداد، طالبة من المواطنين التعاون التام مع القوات الأمنية للحفاظ على أمن بغداد وتفويت الفرصة على اعداء العراق الجديد.