شيوخ عشائر البصرة: الحكومة لم تستشرنا في حملتها العسكرية

عملية «صولة الفرسان» تنذر بمواجهة أوسع قد تطيح الائتلاف الشيعي الحاكم والمالكي

TT

نفى رؤساء العشائر في محافظة البصرة، ما نقلته الحكومة العراقية عن تأييدهم لعملية «صولة الفرسان» الجارية حاليا في المدينة منذ الاثنين الماضي، بإشراف مباشر من نوري المالكي رئيس الوزراء. وقال عدد من شيوخ لـ«الشرق الأوسط» إن «معظم شيوخ عشائر المحافظة، هم الآن خارج العراق، للمشاركة في مؤتمر عشائر الجنوب، المنعقد حاليا في القاهرة، وان الحكومة لم تستطلع آراء الباقين منهم في المواجهات العسكرية الجارية حاليا، بين الأجهزة الأمنية والتيار الصدري، ولم تجر أي اتصال بهم سوى تبليغهم بالحضور في قاعة المركز الثقافي النفطي، قبل يوم من الشروع في تنفيذ العملية العسكرية للقاء رئيس الوزراء، الذي لم يحضر أصلا».

وأعرب شيوخ العشائر عن أسفهم للطريقة، التي جرت بها العملية العسكرية واستغلال مسمياتهم الاجتماعية لأغراض دعائية، وعدم قدرتهم على الخروج من مساكنهم نتيجة فرض حضر التجوال وكثافة الرصاص الطائش، بغية تشكيل وفد للوساطة بين الحكومة وقادة التيار الصدري لإيقاف نزف الدماء. ويرى شيوخ العشائر أن تقليدهم للمراجع الدينية الكبار، ومن بينهم آية الله علي السيستاني لا يعني انحيازهم للحكومة أو لهذا الطرف أو ذاك من التيارات الشيعية المتصارعة.

وأكد مراقبون في البصرة، أن تداعيات الوضع الأمني في المدينة اعقد من أن تحسمه عملية «صولة الفرسان» التي يجري تنفيذها بطريقة «الكاوبوي الأميركي». وأضاف بعضهم انه «من غير المعقول أن تشهد المحافظة عملية عسكرية بهذه السعة والشمولية، وتشارك فيها أعداد كبيرة من القطاعات العسكرية المدرعة والطائرات الحربية وفرض حضر التجوال على هذه المدينة للأيام الثلاثة الماضية من دون إشراك المحافظ، ومجلس المحافظة وهم من رموز الدولة ورأس هرم السلطة المحلية». ويتوقع سياسيون أن هذه العملية هي بداية لمواجهة مسلحة أوسع تلوح في الأفق، لا يستطيع فيها الائتلاف الشيعي الحاكم الحفاظ على تماسكه الحالي، ولا تقدر حكومة المالكي الصمود أمام تداعياته. ووصف آخرون هذه العملية باللعبة السياسية التي تهدف إلى تحقيق الرغبة الأميركية في إخراج التيار الصدري من المنافسة في انتخابات مجلس المحافظة المقررة في مطلع اكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وخشية ان يكون هو اللاعب الكبير في البصرة «رئة العراق» اذا بقي الحال على ما هو عليه». وأشاروا إلى أن ما يدعم هذا الرأي، مباركة الرئيس الأميركي جورج بوش أول من أمس للحملة.

من جانبه قال سلام المالكي وزير النقل السابق، الذي كان مرشحا عن التيار الصدري المقيم حاليا بالكويت، في اتصال هاتفي به من البصرة لـ«الشرق الأوسط» إن ما يجري في المدينة «هو مؤلم ومحزن ويدعو للأسى، لأن القتال فيها يستهدف المدنين، وقطع الماء والغذاء عن الأطفال والنساء». وأضاف كان حريا بالدولة أن تعالج الأمور بحكمة، وفق الحوار وان الاحتكام إلى السلاح هو آخر الحلول في المنطق السياسي. وقال المالكي «إذا كانت الدولة تسعى إلى تحقيق الأمن وفرض سلطة القانون في البصرة، كما تدعي فلماذا تدخل في مشاكل جانبية، ومنها الإصرار على مقاتلة التيار الصدري». ويرى المالكي «أن أسباب هذه العملية لا تقتصر على الاستعدادات للانتخابات القادمة، ومحاولة فرض الأحزاب الحاكمة على السياسة الحالية وحسب، بل لأسباب عديدة من بينها المأزق السياسي الذي تمر بها حكومة المالكي ودخولها في صراعات لا تمت بصلة إلى مصلحة البلد». وأعرب عن خشيته من توسيع الصراعات بين الكتل الشيعية في العراق.