توقيع عشرات اتفاقيات التعليم والبحث العلمي بين السعودية وفرنسا

د. خالد العنقري: زيادة المبتعثين للخارج ترجمة لرغبة خادم الحرمين الشريفين

TT

أثمرت الزيارة التي قام بها وفد تربوي سعودي عالي المستوى برئاسة وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري مع مجموعة واسعة من مديري الجامعات السعودية (ست جامعات) والمدرسين والمدرسات الى التوقيع على 35 عقد واتفاقية مع جامعات ومعاهد ومراكز علمية فرنسية بارزة. وينتظر أن تستكمل هذه الخطوة بخطوات لاحقة بحيث تصل الاتفاقيات والعقود الموقعة الى الخمسين وهي تتناول مجالات علمية عديدة ورائدة مثل الطب والعلوم الحيوية والعلوم الدقيقة والهندسية والعلوم الفيزيائية والكيماوية والاقتصاد واللغات والعلوم الإنسانية والسياسية وإدارة الأعمال والآثار والقانون والعلاقات الدولية. وتوصل الطرفان الى تفاهم لإبرام اتفاقيات تعاون في مجالات خاصة منها التعليم عن بعد وأخرى مع مفوضية الطاقة الذرية الفرنسية.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» قال وزير التعليم العالي إن ما تحقق مع فرنسا «يشكل ترجمة للاتفاقية التي وقعت بين البلدين أثناء زيارة الرئيس ساركوزي الى الرياض بداية العام الجاري» غير أنه وضعها خصوصا في إطار «خطة خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العالي» والتي تعتمد ـ وفق ما قاله الوزير السعودي ـ على ثلاثة أسس: سد النقص الموجود كميا ونوعيا لجهة توافر الجامعات والمعاهد بحيث يتكامل انتشارها الجغرافي وتزود بالوسائل المادية والبشرية الضرورية، وتفعيل وتطوير دور الجامعات في ميدان البحث العلمي، وأخيرا توفير التأهيل العالي للكفاءات السعودية في الداخل أو عبر إرسال بعثات الطلاب الى الخارج ومنها الى فرنسا.

وحول هذا الموضوع قال السفير السعودي في باريس الدكتور محمد آل الشيخ إن عدد الطلاب المبتعثين الى فرنسا يبلغ في الوقت الحاضر 600 طالب وأن الهدف هو أن يصل العدد الى 2000 طالب مع نهاية العام 2009 . ولقي الوفد السعودي كل تعاون من السلطات الحكومية الفرنسية ومن الجامعات والمعاهد الفرنسية. والتقى الوفد، بحضور السفير آل الشيخ، وزيرة التعليم العالي فاليري بيكريس ووزير الدولة لشؤون التعاون الدولي والفرنكوفونية ألان جوانديه. وتم الاتفاق خلال هذه الزيارة على إنشاء مجلس فرنسي ـ سعودي للإشراف على التعاون الثنائي في الميدان العلمي والبحثي. ووعد الجانب الفرنسي بالسعي لتسهيل وصول الطلاب السعوديين الى فرنسا والتحاقهم بجامعاتهم وخصوصا التسريع في منح التأشيرات التي يستغرق الحصول عليها في الوقت الحاضر ثلاثة اشهر. ويقوم الوفد اليوم وفي الأيام المقبلة بجولات في المناطق الفرنسية لتعميق التواصل مع المؤسسات الفرنسية.

وقال الوزير السعودي إن الوزارة بصدد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على الخطة الاستراتيجية لتنمية وتطوير التعليم العالي في السعودية للأعوام الـ 25 المقبلة ويفترض أن ترفع الخطة الى مجلس التعليم العالي السعودي وبعدها الى السلطات العليا لإقرارها. وتسعى السعودية، وفق وزير التعليم، الى زيادة مبتعثيها الى الخارج في إطار «برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي» وتنويع الدول التي يبتعثون اليها. ويبلغ عديد هؤلاء في الوقت الراهن 40 ألفا، وهم موزعون على بلدان أوروبا الغربية وأميركا الشمالية ولكن أيضا الصين واليابان وسنغافورة وكوريا وغيرها.

وقال السفير السعودي لـ«الشرق الأوسط» إن اهمية الاتفاقيات الموقعة تكمن في أنها «تساهم في تقوية العلاقات مع فرنسا وترسيها على أرضية خصبة وصلبة بما يساعد على إقامة التعاون المستدام». وبرأيه فإن العلاقات السياسية الممتازة القائمة بين البلدين تساعد على تسريع التعاون عن طريق وضع الأطر الرسمية لقيامه، ما يساعد المؤسسات التعليمية وغيرها على التحرك. وشدد السفير السعودي على أهمية تفاعل مؤسسات المجتمع المدني لدى الجانبين ومن بينها معاهد البحث العلمي والجامعات وخلافها. ونوه السفير السعودي بالتبادل البشري الموجود مع فرنسا حيث قام في السنوات الأربع الماضية ما لا يقل عن ألف باحث وأستاذ جامعي وطبيب وعالم بزيارة السعودية للتعرف على ما وصل اليه التعليم الجامعي والبحث العلمي والطبي في هذا البلد ما سهل التوصل الى الاتفاقيات التي وقعت. وشدد محمد آل الشيخ على «أهمية تنويع الخبرات والمعارف» وعلى فائدتها للطرف السعودي. وقالت وزيرة التعليم العالي فاليري بيكريس لـ«الشرق الأوسط» إن فرنسا عازمة على إعطاء محتوى حقيقي ومتطور للشراكة العلمية والتعليمية مع السعودية لأن فيها مصلحة للجانبين.