الرسم بالفاكهة والخضروات

الفنان الإيطالي أرشيمبولد في متحف الفنون التاريخية بالعاصمة النمساوية

TT

بصل وفجل وطماطم وقرع، أو عنب وكمثرى وتفاح، هذه ليست مواد لاعداد وصفات طعام حلو أو مالح، يقدمها الشيف أسامة، وانما هي المواد التي تصورها الفنان الايطالي غيوسبي ارشيمبولد  Giuseppe Arcimbolda وهو يرسم لوحات تناغمت مع الطبيعة، وعكست اهتماما بالبيئة منذ عام 1590، كما دلت على طول باع ثقافته وكثرة اسفاره، اذ استخدم فاكهة وخضراوات لم تكن معروفة في اوروبا حينها.

ولد ارشيمبولد عام 1527 بمدينة ميلانو الايطالية وتوفي عام 1593. انتقل من ميلانو الى فيينا وبراغ في اوج ايام  امبراطورية الهابسبورغ، حيث قيم الامبراطور ماكسميلان الثاني فنه وكرمه مانحا اياه ارفع الاوسمة، اعجابا بلوحاته التي صورت وجه الانسان كحديقة من الخضروات والفاكهة، فرسم العين الانسانية كحبات عنب، والأنف كقطعة كمثرى، والخدود كتفاحتين أو الانف كحبة فجل، والخدود كبصل. وفي لوحات اخرى كلوحة الماء عدد من الحيوانات المائية تعكس ملامح وجه الانسان. فجاءت اللوحات باسلوب مميز خاص، ما يزال يثير الجدل ما بين معجب وناقد متعجب.

لم يقتصر عمل ارشيمبولد على رسم اللوحات فقط بل عمل معماريا، ومصمما ومستشارا فنيا، ونقاشا سجلت ابداعاته نوافذ كتدرائية ميلانو. كما اشتهر بمقدرته على تنظيم الحفلات وبرامج الدعوات الامبراطورية. الجدير بالذكر ان متحف الفنون التاريخية بالعاصمة النمساوية فيينا، ينظم عرضا خاصا يتواصل حتى شهر يونيو (حزيران) القادم، يضم عددا من لوحات ارشيمبولد، مثل لوحة الماء، والمحامي، وفلورا آلهة الربيع، ولوحات الصيف والشتاء والخريف والصيف  التي جسم فيها الفصول، كوجوه ادمية مستخدما ما يتناسب وكل فصل من خضراوات وفاكهة، بالاضافة للوحته الأروع للاله الروماني فيرتمونس.