طهران: أحداث البصرة شأن داخلي.. لا نريد التدخل فيها

رئيس مجلس صيانة الدستور يدعو المسلحين والمالكي إلى الحوار

TT

في أول رد فعل رسمي إيراني على المواجهات بين جيش المهدي والقوات الأمنية العراقية في البصرة، قال محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية لـ«الشرق الأوسط»، ان أحداث البصرة «شأن عراقي داخلي لا تريد طهران التدخل فيه». وقال حسيني ان إيران «لن تتدخل في القضية.. التطورات بيد الحكومة العراقية»، غير أنه تابع في اتصال هاتفي من لندن قائلا: «قد نصدر بيانا حول الموقف الإيراني خلال يوم او يومين». وأضاف حسيني: «نعتقد ان سياسات بوش وتدخلاته هى سبب مشاكل العراق». من ناحيته، قال آية الله جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور الإيراني في خطبة صلاه الجمعة في طهران أمس، «اننا ننصح القوى الشعبية المسلحة في البصرة أن تتحاور مع الحكومة العراقية المنبثقة عن الشعب، وأن تنقل كلامها الى هذه الحكومة عن طريق المفاوضات. اضافة الى أننا ننصح الحكومة العراقية بأن تصغي الى كلام هذه القوى وتسوية القضية بالشكل الذي يعود بالنفع على الجميع». وتابع «اقول للقوات الشعبية المسلحة، التي جاءت الى البصرة ووجهت بندقية الى هذا الشخص او ذاك.. يا أخي.. اذا كان لديك ما تقوله.. تعال واجلس مع الحكومة.. الحكومة تحظى بالشعبية وكذلك انتم». وكان لافتا ان جنتي لم يذكر بالاسم الصدر ولا جيش المهدي التابع له. وحول الحكومة العراقية قال جنتي «الى نوري المالكي المبجل والعزيز والذي يدير شؤون الشعب بحكمة وقوة.. اوصيكم بالاستماع الى اصوات القوات الشعبية والتوصل الى تسوية بطريقة ما مع بعضكم البعض». من جهة اخرى، قال مصدر إيراني في اتصال هاتفي من لندن لـ«الشرق الأوسط»، ان الحكومة الإيرانية لم تكن ترغب في ان تتطور الأمور في البصرة على هذا النحو، موضحا ان طهران تدعم الحكومة العراقية بقيادة المالكي وترى انه يجب السماح للحكومة بأن تعمل بدون اعاقات، وان هذه الاشتباكات ليست في صالح الحكومة العراقية ولا العراقيين. وتابع المصدر الذي لا يستطيع الكشف عن هويته: «الموقف الإيراني هو ضرورة استقرار الوضع في العراق. هذا الاستقرار والهدوء يأتي عبر سيطرة الحكومة العراقية على الأوضاع. الاشتباكات من الداخل تضعف الحكومة العراقية، والإيرانيون لا يريدون هذا، لأن هذه التطورات تضعف المالكي، الذي يواجه بالفعل الكثير من التحديات. وبالتالي من الضروري دعم الحكومة العراقية». وأضاف المصدر الإيراني: «طهران دعت الأطراف الداخلية لدعم الحكومة العراقية لانه اذا تمكنت الحكومة العراقية من السيطرة على الاوضاع ستساعد العراقيين. الوضع داخل العراق مزر حاليا. الاف الإيرانيين موجودون الآن في كربلاء وفي النجف. لدينا أصدقاء كثيرون ذهبوا لزيارة العتبات المقدسة خلال ايام عيد النوروز. منذ يوم الخميس الى يوم الاحد هناك منع تجول في المدن العراقية. الاف الايرانيين الان عالقون في العراق». وتابع: «سياسة مقتدى الصدر تضر القضية العراقية أكثر مما تنفعها.. وإيران لا تريد ان يثير الصدر مشاكل في العراق.. تشدد الصدر او اي جماعات شيعية عراقية لا ينفع القضية العراقية ولا الحكومة العراقية، التي يجب ان تسيطر على الوضع داخل العراق. لا بد من حل هذه القضية».