دراسة: التدخين بعد الأزمة القلبية الأولى يزيد خطر الإصابة بأزمة ثانية

TT

قال باحثون يونانيون امس ان الشبان الذين يواصلون التدخين بعد اصابتهم بأزمة قلبية تزيد لديهم بواقع ثلاث مرات احتمالات الاصابة بمشكلات في القلب في المستقبل عن نظرائهم الذين يقلعون عن التدخين بعد الاصابة بنوبة قلبية.

والاشخاص الذين تبلغ اعمارهم 35 عاما او اقل والذين يواصلون التدخين اكثر عرضة بكثير للوفاة من مشكلة لها صلة بالقلب او التعرض لازمة قلبية متكررة او يحتاجون الى علاج في المستقبل لازالة شريان مسدود بالمقارنة مع الاشخاص الذين توقفوا عن التدخين.

وتوضح الدراسة ان التدخين لا يحفز فحسب الاصابة بأول ازمة قلبية ولكنه يشكل ايضا اخطارا على القلب في المرضى الاصغر سنا الذين ينجون من ازمة قلبية.

وقدم هذا التقرير في اجتماع الكلية الاميركية لطب القلب في شيكاغو. وقال الدكتور لوكيانوس راليديس من مستشفى اتيكون الجامعي العام في اليونان في بيان ان المرضى الذين يصابون بنوبة قلبية في وقت مبكر جدا من عمرهم يمكن ان يحسنوا بشكل ملموس توقعات تطور المرض على المدى الطويل بالاقلاع عن التدخين. ودرس راليديس وزملاء له حالات نحو 150 مريضا في اليونان اصيبوا بأزمة قلبية قبل سن 36 عاما وتم متابعتهم لمدة عشر سنوات. وقال راليديس في لقاء مع وسائل الاعلام ان اكثر من 50 في المائة من هؤلاء المرضى الشبان استمروا في التدخين بعد الازمة القلبية الاولى. وأصيب نحو 50 في المائة من هؤلاء المرضى بحالة ثانية في شرايين القلب.

ولم يتعرض سوى 18 في المائة فقط ممن توقفوا عن التدخين لحالة ثانية. ووجد راليديس في دراسة سابقة ان 95 في المائة من المرضى اليونانيين الذين أصيبوا بأزمة قلبية قبل سن 36 كانوا مدخنين. وقالت الدكتورة جانيت رايت وهي طبيبة قلب من تشيكو بكاليفورنيا: «اعتقد ان هذا مثال على سكب الكيروسين على حريق غابات. اذا لم يفعلوا شيئا كهذا فانهم كمن يبلون شرايينهم ويشجعون حدوث ازمة قلبية ثانية. وامراض القلب هي السبب الاول للوفاة بين النساء والرجال في الولايات المتحدة ومعظم الدول الصناعية. والتدخين هو السبب الرئيسي لامراض القلب.

ويقول الباحثون ان المدخنين الشبان قد يبدون في صحة جيدة، الا ان التدخين يضرب معوله في قلوبهم فادمان التدخين يضعف فيما يبدو قدرة القلب على الانبساط بين الانقباضات نتيجة لضعف قدرته على ضخ الدم. وبين مجموعة المدخنين أجريت الاختبارات بعد فترة توقف عن التدخين استمرت ساعتين ثم تكررت عقب التدخين مباشرة. ورأى الباحثون ان هذه التغيرات مهمة لان ضعف الانبساط البطيني هو المرحلة الاولى لخلل خطير في وظائف القلب. وكل سيجارة يدخنها المرء يمكن أن تزيد من مخاطر إصابته بالسكتة القلبية، لأن تجلط الدم داخل الأوعية الدموية يكون أكبر عند المدخنين منه عند غير المدخنين. وهذا يؤدي إلى زيادة مخاطر الجلطة والسكتة القلبية. وسبب زيادة التجلط في المدخنين هو ارتفاع الكولسترول (المسبب لتصلب الشرايين) وزيادة لزوجة الدم وزيادة مقدرة الصفائح الدموية على الالتصاق. والتدخين المتواصل يصيب القلب بأمراض كثيرة على المدى البعيد، والجديد في الأمر أن هناك مخاطر للتدخين على المدى القريب أيضا والسبب في ذلك يعود إلى أن كل سيجارة لها تأثير ضار ومباشر على عمل القلب، فهي تسبب زيادة في ضربات القلب وتسبب أيضا تقلصا في شرايين القلب.