المدان المصري بدعم «القاعدة» في النمسا في رسالة لـ«الشرق الأوسط»: اتهموني بالتخطيط لتنفيذ عمليات انتحارية.. ولكن أين المتفجرات والأسلحة؟

TT

تلقت «الشرق الأوسط» رسالة من شاب نمساوي من اصل مصري بعد إدانته بأيام قليلة في العاصمة فيينا بتهمة القيام بنشاطات تتعلق بدعم «القاعدة» «والتخطيط لتنفيذ عمليات انتحارية». وقال محمد محمود نجل الشيخ شوقي محمد رئيس تحرير مجلة «الكلمة الطيبة» والرئيس السابق للمجلس الاسلامي في النمسا، البالغ من العمر 22 عاماً، الصادر ضده حكم بالسجن لمدة أربع سنوات، وزوجته النمساوية منى سالم والبالغة من العمر20 عاماً بالسجن لمدة 22 شهرا:

«أنا الأسير محمد محمود القابع في سجون النمسا، لقد اعتقلت أنا وزوجتي منى بعد زواجنا بعشرة أيام فقط، بتهمة الإرهاب، حيث تم اعتقالنا يوم 12 ديسمبر (كانون الاول) الماضي، فبدون سابق إنذار اقتحم المنزل أكثر من 40 جنديا من القوات الخاصة (كوبرا)، حيث تم تفجير باب المنزل وإلقاء قنابل الدخان داخله وتكسير أبواب الغرف وتدمير محتويات البيت، وانهال علي الجنود بالضرب والسب بعد أن كبلوني، وتم حجز أمي المريضة في إحدى الغرف يحيط بها مجموعة من الجنود». وفيما قال اسلاميون في لندن إن ذنب المعتقل المصري أنه كان يدخل على الانترنت ليتابع المواقع الاصولية، قال السجين محمد في رسالته التي وصلت عبر مركز «المقريزي» للدراسات في لندن والذي يتابع نشاطات الاصوليين: «زوجتي كانت عند أهلها، وفعلوا نفس الشيء معها ... ثم أخذوا كلا منا إلى المعتقل.. وفي السجن حبسوني في زنزانة انفرادية وكذلك فعلوا مع زوجتي، ثم بدأت مرحلة التحقيقات والتي رافقتها حلقات التعذيب بمختلف الوسائل!!».

وتحدث محمد عن مزاعم تعرضه للتعذيب، وحرمانه من النوم في الأيام العشرة الأولى من اعتقاله، وقال: «كان الجنود يمرون على كل منا كل ساعة في الليل ويجبروننا علي الوقوف حتى لا ننام.. وفي الصباح يتم استدعاؤنا للتحقيق كل على حدة، بعد أن يكون قد بلغ منا الجهد منتهاه». وأضاف: «في احدى المرات قال لي المحققون إنهم اعتقلوا زوجتي للضغط علي حتى أعترف بما يريدون». وأضاف السجين المصري: «عندما يتم إحضارنا للقاء المحامي أو عند حضور أهلنا لزيارتنا كان يتم تفتيشنا بطريقة مهينة للغاية. حيث نجبر على الوقوف أمامهم عراة.. وعندما رفضت زوجتي هذه الإهانات، هددتها مأمورة السجن بأنها إذ لم تستجب للتفتيش فإنها ستحضر جنودا رجالا ليفتشوها عنوة». وقال محمد: «أما بالنسبة لي فقد وضعوني في زنزانة أخرى مع متهم باغتصاب الأطفال زيادة في النكاية وحتى يحطموني أكثر».

وقال السجين الذي يحمل رقم 86023 في سجن جوزيف شتات بالعاصمة فيينا: «لقد مُنعت أنا وزوجتي من المشاركة في الأعياد الإسلامية وكذلك صلاة الجمعة، وهذا حق يتمتع به كافة المساجين المسلمين بمن فيهم المساجين في نفس السجن الذي نحن فيه.. لقد عُوملنا بعنصرية وعداوة لم يسبق لها مثيل». وقال في رسالته «بعد ستة أشهر من المعاناة والتفنن في الضغوط النفسية، بدأت المحاكمة.. وطرد القاضي زوجتي من قاعة المحكمة وحرمها من الدفاع عن نفسها بسبب ارتدائها النقاب».

وحول الاتهامات التي أدين بها، قال في رسالته: «لقد اتهمني الادعاء بالتخطيط للقيام بعمليات انتحارية لتفجير مسابقة الأمم الأوروبية ومبنى الأمم المتحدة ومبنى الأوبك، فضلا عن التخطيط للقيام باغتيالات لشخصيات سياسية نمساوية وأوروبية، وغير ذلك من الأكاذيب، ولم يجب الادعاء عن سؤال المحامي وهو: كيف سيقوم شخص واحد بكل هذه الأعمال، هل يمكن أن يقوم شخص واحد بعدة عمليات انتحارية وخاصة أن مواقع الأهداف المذكورة تقع في أماكن مختلفة في فيينا؟ وأين الأدوات التي ستستخدم لتنفيذ هذه الأعمال الإرهابية؟ وأكد أن كل ما ضبطته الشرطة النمساوية لدينا هو جهازي الكمبيوتر الخاص بي وبزوجتي، ولم تعثر الشرطة لدينا على أية قطعة سلاح أو متفجرات تثبت ادعاءاتهم». وتحدث السجين محمد في رسالته عن الاتهامات التي وجهت الى زوجته، بقوله: «لقد اًُتهمت بترجمة بعض بيانات للمقاومة العراقية من اللغة الإنجليزية إلي الألمانية، وهذا صحيح، ولكن الترجمة لم تتضمن أي دعوة للإرهاب أو قتل المدنيين وإنما هي أشياء خاصة بالمقاومة داخل العراق وضد الاحتلال، ورغم أن الدفاع أوضح للمحكمة أن مقاومة الاحتلال حق مشروع كفلته الشرائع السماوية والقوانين الأرضية»