قريع وليفني في مفاوضات سرية هي الأكثر جدية منذ أوسلو

التقيا 50 مرة خلال شهرين في فنادق وشقق للتوصل إلى «اتفاق رف» تنفيذه مشروط

TT

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية، عن مفاوضات مكثفة سرية، «لم يحصل مثيل لها منذ اوسلو». وتعقد باستمرار بين رئيسي الوفدين، الفلسطيني «أحمد قريع» والإسرائيلي «تسيبي ليفني» للتوصل الى حل دائم. في الوقت الذي قالت فيه ليفني ان المفاوضات جيدة وتشمل كل الملفات وبدون تواريخ نهائية، بينما قالت مصادر اسرائيلية ان ليفني واولمرت يسعيان للتوصل الى اتفاق يوضع على الرف مشروط تطبيقه بتطبيق خارطة الطريق. وكانت «الشرق الاوسط» قد نشرت في الرابع من سبتمبر (ايلول) من العام الماضي، قبيل الاعلان عن تولي قريع ادارة المفاوضات، انه يقود مفاوضات سرية مع الاسرائيليين، ويتولى عمليا ملف المفاوضات بدلا عن صائب عريقات الذي كان معروفا انذاك بانه يقود هذا الملف. ونقلت «الشرق الاوسط» انذاك عن مصادر مقربة من قريع ان الرئيس الفلسطيني اختار قريع لانه «صاحب طبخة اوسلو» مرجحة ان لا يتم الافصاح عن تلك المفاوضات السرية قبل التوصل الى اتفاق. وتنفي السلطة على الدوام انها تجري اي مفاوضات سرية مع الاسرائيليين.

حسب «يديعوت أحرونوت» فأن ليفني وقريع، يلتقيان في فنادق وشقق، بشكل سري في القدس، مرتين او 3 في الاسبوع، لعدة ساعات في كل مرة. وأنه في الشهرين الأخيرين قد تم إجراء 50 لقاء على الأقل من اجل التوصل إلى «اتفاق مبادئ» قبل نهاية العام الحالي «والنهاية لا تبدو في الأفق». وتدور المفاوضات بعيدا عن اعين الكاميرات، والعناوين الرئيسية في الصحف، بحيث يكون اللقاء التالي، في فندق آخر، أو في شقة أخرى، غير معروفة.

وقال مصدر سياسي اسرائيلي كبير «إن الحديث يدور عن المحادثات الأكثر جدية بين إسرائيل والفلسطينيين منذ اتفاقات أوسلو». ويتبين من فحص أجرته الصحيفة ان ليفني وابو علاء التقيا اكثر من 50 مرة في الشهرين الاخيرين. واستمر كل لقاء لمدة 2ـ3 ساعات. ما يعني أن مدة المحادثات وصلت إلى 120ـ150 ساعة. يضاف إليها عدد لا يحصى من المكالمات الهاتفية.

وأكدت الصحيفة أن المحادثات تجري بسرية تامة، وانه لا يجري الحديث عن معظمها الى وسائل الإعلام، كما تم تغيير الفندق الذي تجري فيه المحادثات في كل مرة للحفاظ على سريتها. وعلم أن عددا من اللقاءات قد جرت في فنادق: «هار تسيون» و«الملك داوود» و«متسودات دافيد» و«عنبال». وأحيانا كانت تجرى المحادثات في شقق خاصة في المدينة، بعضها تعود الى اشخاص ذات صلة بالمفاوضات. وقالت الصحيفة، إن تتابع المحادثات لم ينقطع، سوى مرتين، الأولى بعد العملية العسكرية على قطاع غزة، والثانية بعد سفر ليفني إلى الولايات المتحدة في أعقاب عملية القدس في «مركز هراف». وحسب المعلومات، فانهما (قريع وليفني) يلتقيان ثنائيا، وفقط في حالات قليلة تم إشراك بعض المختصين من الطرفين، كما تم إدخال خرائط في عدة مناسبات إلى غرفة الاجتماع.

ويجري مستشاري ليفني وقريع، مباحثات بشكل مواز حيث يشارك من الجانب الإسرائيلي مستشار وزيرة الخارجية طال بكر، ورئيس الطاقم ألون بار، والمدير العام لوزارة الخارجية أهارون أبراموفيتش، والنائب السياسي للمدير العام يوسي غال. وتتناول محادثات المستشارين، «توضيح المسائل التي تطرح في المحادثات بين ليفني وقريع والمختلف عليها».

وفي اطار ثالث للمباحثات، تجري ايضا لقاءات بين طواقم موسعة، حيث ينضم إلى الطاقم الإسرائيلي رئيس طاقم الموظفين في مكتب رئيس الحكومة يورام طوروبوفيتش، والمستشار السياسي لرئيس الحكومة شالوم تورجمان، ورئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الأمن عاموس غلعاد. وعلاوة على ذلك، فإن هناك إطارا رابعا يتناول المسائل الأمنية، وإطارا خامسا يتناول مسائل مدنية مثل المياه والاقتصاد وجودة البيئة. وقالت مصادر اسرائيلية، ان رايس كانت تعتزم عقد لقاء قمة آخر بين ليفني وأبو العلاء، امس. وقالت وزيرة الخارجية ليفني في محادثات مغلقة «إن المباحثات تجري بوتيرة جيدة». وحسب أقوالها فإن كل المسائل الجوهرية، بما في ذلك القدس، موجودة على الطاولة». وأضافت «نحن لا نتحدث مع مسدس في الرأس ونحن لا نعمل حسب تواريخ نهائية محددة». وقالت المصادر ان هدف اولمرت وليفني هو التوصل قبل نهاية هذه العام إلى «اتفاق مبادئ» يعرض كوثيقة على مجلس الأمن للأمم المتحدة ليصبح «اتفاق رف» (يبقى على الرف) ليكون تطبيقه مشروط بتطبيق خريطة الطريق.