قمة دمشق تدخل بقوة على السجال بين فرقاء الأزمة اللبنانية

جوني عبده يتخوف من «حادث أمني كبير» في أبريل

TT

لم ينتظر فرقاء الازمة اللبنانية انتهاء اعمال مؤتمر القمة العربية في دمشق امس ليحكموا على نتائجها، بل انبرى عدد منهم الى تقديمها من وجهة نظره، فشلاً او نجاحاً. وهم، بذلك، اضافوها الى المواضيع الكثيرة التي تشكل سلة الازمة التي عجزت المبادرات المختلفة حتى الآن عن حملهم على الاتفاق على حلها.

من جهة اخرى، تلقى امس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالاً هاتفياً من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تم خلاله عرض مختلف الاوضاع في لبنان والمنطقة.

وقال عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب انطوان اندراوس: «ان غياب لبنان عن القمة العربية يشكل خسارة عربية لسورية. ولبنان ليس خاسراً لفرصة غير موجودة اصلاً». واضاف: «ان الدعوة الى الحوار بعد القمة هو عملية مظهرية وتجميلية، فالتعليمات اتت بتمرير القمة بهدوء. وهذا ما بدا من خلال الاطراف المحلية ومن خطاب الرئيس (بشار) الاسد الهادئ».

وقال السفير السابق جوني عبده المقيم في فرنسا، في حديث اذاعي بث في بيروت امس: «ان مفاجأة القمة كانت في عدم انتقاد الرئيس السوري بشار الاسد في خطابه الولايات المتحدة رغم ان وسائل الاعلام السورية والابواق اللبنانية تولت عملية الشتم».

واضاف: «اذا كان هدف رئاسة القمة للسنة المقبلة يتماشى مع عنوانها وهو التضامن العربي، فهذا يعني ان لبنان سينعم بالاستقرار. اما اذا كان هذا مجرد عنوان فسيعيش لبنان فترة عدم استقرار ومتابعة للاغتيالات بهدف ضرب مسار المحكمة الدولية». مشدداً على «ان سورية وايران اذا قررتا استمرار الاستقرار في لبنان فسيستمر. وان من مصلحة سورية ان تعمل على رئاسة القمة العربية في شكل هادئ. وهي قادرة على استيعاب الموضوع اللبناني». معتبراً «ان لا رئيس للبنان قريباً، الا اذا قررت سورية تغيير المسار وانجاح فترة رئاستها للقمة». وتخوف من «حادث امني كبير في ابريل (نيسان) سيكون الشرارة الاساسية التي لا يمكن احتواؤها. وهذا امر مرهون بقرار النظام السوري».

من جهته، سجل السفير اللبناني السابق في واشنطن رياض طبارة ان «ما من قمة عربية كانت بهذا الضعف مع غياب نصف الرؤساء والزعماء العرب الذين يمثلون ثلثي الشعب العربي» معتبراً «ان الانشقاق العربي محزن جداً». وقال: «ان الخلافات العربية ليست واسعة بل عميقة وستأخذ وقتاً. وعدم التجاوب بين الدول العربية سينعكس على الحالة اللبنانية». ورأى «ان لبنان ليس سبب الانقسام العربي بل على العكس هو نتيجة هذا الانقسام العربي». وشدد على انه «ليس في مصلحة الافرقاء اللبنانيين وقوع حرب اهلية او اي حادث امني». واشار الى «ان لبنان اليوم في قلب العاصفة. والصراع في المنطقة اكبر من لبنان. وان الصراعات مرتبطة ببعضها البعض، لأن الصراع اللبناني الداخلي متعلق بالصراع العربي المتعلق بدوره بالصراع الدولي في المنطقة».

وقال نائب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» د. سليم الصايغ، ان الحزب «كان يطالب بمشاركة لبنان في القمة العربية لتحقيق هدف واضح، وهو ايصال الصوت اللبناني والمطالبة بحقوق لبنان داخل القمة»، معتبراً انه «كان لغيابه ايضاً وقعه وتأثيره». وإذ رأى «ان المطلوب من سورية رفع يدها عن لبنان» قال: «ان كل الاطراف تطالب بتصحيح العلاقات معها على اسس واضحة». كما اكد ان «ليست هناك تسوية مع سورية حول الملف اللبناني، انما هناك سعي الى تسوية عربية ـ عربية يتمحور شقها اللبناني حول المبادرة العربية».

هذا، ورأى النائب علي حسن خليل، المساعد السياسي لرئيس مجلس النواب رئيس حركة «امل» نبيه بري «ان اللبنانيين هم اليوم اكثر من اي وقت مضى مسؤولون عن معالجة ازمتهم الداخلية». وقال امس: «علينا ان لا ننتظر احداً وان لا نرهن امورنا لما يخطط وما يدار، لانه، ويا للاسف، تعقيدات الموقف العربي والاقليمي المتشابك مع تعقيدات الموقف الدولي كلها امور لا تبشر بان العالم سيسخر امكاناته لحل قضيتنا او لوضعها على سكة الحل الصحيح».

وتوجه الى المراهنين على «تصعيد في الخطاب السياسي او تصعيد من نوع آخر بعد القمة العربية» قائلاً: «ان خطاب المعارضة الوطنية اللبنانية سيبقى هو هو، قبل القمة وبعدها. وسيبقى مطلبها ان يبقى لبنان موحداً وان تحكم مؤسساته السياسية على قاعدة الشراكة الفعلية بين مكوناته كافة وعلى قاعدة مشاركة الجميع في صناعة المؤسسات والسلطات وانتاجها».

وانتقد «فريق الحكومة الذي لم يلتقط لحظة انعقاد مؤتمر القمة العربية لفتح آفاق جديدة لعلاقات اكثر توازناً مع الدول العربية الشقيقة ومع سورية بالتحديد». وقال: «بدلاً من التقاط هذه اللحظة اذا بهذه الحكومة تصعِّد خطابها السياسي وتزيد من الازمة وتعقد امكانات فرص الحل».

واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن حب الله ان «فريق الاكثرية ما زال منزلقاً في افخاخ الوصاية الاميركية» وان «سياسة هذا الفريق لن تجلب سوى الخراب والشرذمة للبنانيين».