السوق تنجح في تقليص 83% من الخسائر الأسبوعية بعد «انتفاضة القيادات»

انفراج النسب الدنيا لـ«أنعام» عقب نزفٍ بـ74%

متداولون يتابعون حركة الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

قلصت سوق الأسهم السعودية أمس مستوى الخسائر التي لحقت بها على المدى الأسبوعي بمعدل 82.8 في المائة، بعد أن كانت تقف مع نهاية تعاملات الثلاثاء الماضي عند تراجع بنسبة 3.1 في المائة، لتغلق التعاملات الأسبوعية أمس مكتفية بتراجع قوامه نصف النقطة المئوية فقط.

واستطاعت السوق أن تسترد معظم الخسائر المحققة بعد الانتفاضة القوية التي عكستها أسهم الشركات القيادية أمس، والتي أظهرت حماساً قوياً في إبداء نظرة ايجابية على تعاملات السوق، والذي ظهر بقوة على مؤشر القطاع الصناعي الذي حقق ارتفاعا بمعدل 4 في المائة، بعد أن قامت أسهم شركة سابك باستخدام نفوذها المعتاد والأخير على المؤشر العام قبل التغيرات الجديدة السبت المقبل.

وتمكنت أسهم شركة سابك من تسجيل صعود قوامه 5.5 في المائة، والذي كان له الأثر الأكبر على تعاملات السوق من الناحيتين النفسية والمادية، بعد أن أشعرت المتعاملين بالاستقرار النفسي بعودة الحركة الايجابية على أسهم الشركات القيادية، والأثر الكبير الذي أورثته سابك للمؤشر العام ليقفز بنسبة 2.6 في المائة. مع أن أسهم شركة سابك لا تزال تحتفظ في مقدمة الشركات المؤثرة في المؤشر العام من جهة التحركات النقطية إلا أن نسبة كبيرة من هذا التأثير سيفتقد مع تطبيق الحساب الجديد للمؤشر العام باعتبار الأسهم الحرة فقط.

في المقابل، أنعشت بوادر انفراج أزمة التمسك بالنسب الدنيا لأسهم شركة أنعام القابضة، والتي تخلصت من هذه الصفة بعد 13 يومَ تداولٍ أفقدت أسهم الشركة خسارة 74.1 في المائة قياساً بسعر الافتتاح الذي كان عند مستوى 181.75 ريال (48.4 دولار)، لتغلق أمس على النسبة العليا عند مستوى 57 ريالا (15.2 دولار) بعد أن سجلت أدنى مستوياتها أمس عند 47 ريالا (12.5 دولار). أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» صالح الثقفي مستشار مالي، إلى أن سوق الأسهم السعودية تعيش موجة هبوط مستمرة منذ أسابيع، والتي رفعت درجة التشاؤم، مضيفا أن صعود المؤشر العام أمس يبدو كارتداد داخل هذه الموجة، خصوصا أن مستويات الأسعار لا تزال تحت نقاط مقاومة قوية، بالإضافة إلى أن حجم السيولة لا يوحي بالإيجابية في مستوياته. وأفاد أن السوق السعودية تتذبذب في نطاقات وقتية قصيرة وسريعة، إلا أن الثقفي لا يستبعد أن يستمر هذا الارتداد، الذي يخرج السوق من مرحلة السلبية التي تعيشها، والتشاؤمية التي تسيطر على التعاملات في الآونة الأخيرة.

وأكد المستشار المالي أنه إلى الآن لا توجد إشارات دخول سيولة استثمارية قوية، على الرغم من وصول أسعار أسهم الشركات إلى مستويات مغرية على المدى الطويل، مبينا أن الاهتمام بأسهم الشركات القيادية يتضح منه اهتمام على المدى القصير، مبررا هذه الاهتمام بالقيادات بهدف استرداد مراكز بيعت في الفترة الأخيرة. وذكر الثقفي أنه من الصعب الحكم حاليا على التأثير المرتقب من التنظيمات الجديدة التي تدخل حيز التنفيذ السبت المقبل، خصوصا أنه لم يعاصر مثل هذه التنظيمات في أسواق عالمية من قبل، وخاصة أنها تطبق في سوق ناشئة كالسوق السعودية، مؤكدا أن هذه التنظيمات جاءت لتخدم السوق بشكل عام وعلى المدى الطويل، إلا أنه يجب ترك الحكم عليها حتى يمر الوقت الكافي واللازم على تطبيقها. من ناحيته، أوضح لـ«الشرق الأوسط» خالد السالمي، محلل فني، أن المؤشر العام استطاع بتحركاته أمس أن يلفت انتباه المهتمين في الأداء الفني خصوصا بعد أن تمكن من اختراق المسار الهابط الفرعي الذي تعيشه السوق منذ فترة، والذي يوحي برغبة السوق في تجديد المسار إذا ما تمكنت من الثبات فوق هذه المستويات.