خبراء يبحثون في الجزائر مواجهة اتساع «القاعدة» في شمال أفريقيا والساحل

دعوات لتجفيف منابع الإرهاب بمكافحة الفقر

TT

يبحث خبراء أمنيون غربيون ومغاربيون، بالجزائر العاصمة منذ أمس، خطة لمحاربة نشاط السلفيين الجهاديين المنخرطين في تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، بشمال أفريقيا. ويأتي الاجتماع عاكسا لمخاوف دول المنطقة من اتساع نشاط المسلحين إلى دول الساحل الافريقي.

وقال رمضان لعمامرة محافظ السلم والأمن بالاتحاد الافريقي، بعد انطلاق أشغال الاجتماع الأمني، إن قدرات دول شمال إفريقيا في محاربة الارهاب بـ«حاجة إلى تأهيل، وهي أيضا بحاجة إلى أدوات تمكنها من التصدي لتغلغل التنظيمات الارهابية في أراضيها». وأوضح لعمامرة المعين حديثاً محافظا للسلم في أفريقيا، أن منفذي سياسات محاربة الإرهاب في أفريقيا بـ«حاجة إلى تكوين في عدة أنشطة مهمة مثل تفكيك القنابل، وفي تأمين المطارات والموانئ من خطر العمليات الإرهابية، وفي وضع آليات مضادة لتزوير الوثائق وجوازات السفر».

ويعقد الاجتماع الأمني، الذي يدوم ثلاثة أيام برعاية الحكومة الإسبانية ماليا. وقال السفير الاسباني بالجزائر، إن قرب بلده من شمال أفريقيا «يجعله عرضة لكل المخاطر التي تواجه الضفة الشمالية للمتوسط». ودعا «المركز الافريقي للدراسات والبحوث حول الارهاب» الذي يحتضن مقره الأشغال، إلى «مواصلة العمل الهام الذي ينجزه من حيث توفير المعلومات عن نشاط الجماعات الارهابية في هذه المنطقة المهمة من العالم»، في إشارة إلى منطقة المغرب العربي.

وقال مصدر مشارك في أشغال المؤتمر، إن الخبراء سيرفعون في نهاية الاجتماع مطالب دقيقة إلى الحكومات، تتعلق بتوفير أدوات محاربة الإرهاب مثل الأجهزة اللاسلكية لتغطية المساحات الشاسعة في الصحراء الكبرى التي تفلت من مراقبة الحكومات، والدعم بعتاد للمراقبة الجوية والرؤية الليلية وعربات رباعية الدفع، وتغطية فضائية بواسطة الاقمار الصناعية وطائرات استطلاعية، وتكوين وحدات متخصصة في مكافحة الارهاب على أيدي خبراء يختارهم المركز الافريقي للدراسات حول الارهاب.

ويعكس اللقاء الجهوي الافريقي ذو الطابع الأمني، تنامي هواجس الأجهزة الأمنية المغاربية من تزايد نشاط التيار السلفي الجهادي، الذي يمثله عناصر فرع القاعدة في شمال إفريقيا. وتفيد تقارير أمنية جزائرية بأن «قاعدة المغرب الاسلامي» التي توجد معاقلها بالجزائر، تتجه نحو توسيع عملياتها المسلحة وبشكل مكثف في البلدان المجاورة خاصة تونس وليبيا، ومالي والنيجر. وسيتم ذلك، حسب مسؤولين أمنيين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بفضل جهاديين من البلدان المذكورة دخلوا الجزائر بغرض التدريب على السلاح والمتفجرات في معاقل الارهاب، تمهيدا لفتح جبهات قتال في بلدانهم الاصلية.

وبث تنظيم «القاعدة» في يونيو (حزيران) الماضي صورا لشابين تحدثا بنبرة مغربية، ووجها تهديدا لسلطات المغرب بشن هجمات إرهابية على أهداف محددة، إذا لم تطلق سراح مساجين ينتمون إلى التيار الجهادي. وفي بداية 2006، قتلت قوات الأمن التونسية، ناشطين سلفيين بالعاصمة، قال وزير الداخلية التونسي إنهما تدربا في معاقل «القاعدة» بالجزائر وعادا إلى تونس لتنفيذ اعتداءات ضد دبلوماسيين غربيين.

وقال العقيد عبد الله سيسي رئيس وحدة التكوين والتجهيز بالمركز الافريقي للبحوث حول الإرهاب لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومات «مدعوة للتقليل من الفوارق الاجتماعية بين فئات السكان، حتى لا تزداد رقعة الفقر اتساعا فيستغلها الارهابيون للتأثير على نفوس الضعفاء. تلك برأيي أفضل طريقة لتجفيف منابع الارهاب».

وتحدث العسكري السنغالي عن «تطور لافت في الأعمال المسلحة بالمنطقة»، في إشارة ضمنية إلى العمليات الانتحارية التفجيرية التي وقعت في الجزائر والمغرب، العام الماضي ومطلع العام الجاري. ولم يستبعد سيسي تصدير هذا الأسلوب في العمل المسلح إلى بقية دول المنطقة «حتى يترك تنظيم القاعدة الانطباع بأنه واسع الانتشار، وقادر على الضرب في أي مكان بالمنطقة المغاربية وحتى المنطقة العابرة للساحل».