قمة مبارك وعاهل الأردن وأبو مازن بحثت سبل دفع عملية السلام والملف اللبناني

عواد: التوافق اللبناني يحتاج إلى تصحيح أدوار أطراف خارجية *عباس: نريد التفكير بإلزام حماس تطبيق اتفاق صنعاء

لقاء القمة بين مبارك وعاهل الأردن وأبو مازن في القاهرة أمس (أ ب)
TT

أكدت مصر رفضها القاطع للحشود العسكرية الإسرائيلية على حدود كل من سورية ولبنان. وقال المتحد ث باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد «إن مصر ترفض أي تهديد باستخدام القوة من جانب إسرائيل» مشيراً إلى أن «الشرق الأوسط يحتاج إلى مضاعفة جهود السلام وليس إلى التلويح باستخدام القوة، سواء ضد سورية أو لبنان أو التهديد باجتياح غزة».

وقد عقد الرئيس المصري حسني مبارك أمس اجتماعين منفصلين أمس مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأعقبهما بعقد قمة ثلاثية ضمته مع زعيمي فلسطين والأردن، وتناولت جهود دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

ورغم أن القضية الفلسطينية ونتائج الاتصالات الجارية بشأنها إقليميا ودوليا، هيمنت على مباحثات القاهرة أمس، إلا أن الأزمة اللبنانية كانت حاضرة بقوة.وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحافي عقب القمة الثلاثية أنه أطلع الرئيس مبارك على نتائج اتصالاته مع إسرائيل وواشنطن ونتائج مباحثاته في السعودية وكذلك نتائج القمة العربية والمداولات التي جرت ولقائه في العاصمة الأردنية عمان مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندااليز رايس، وآفاق المستقبل فيما يتعلق بمفاوضات السلام مع إسرائيل.

وأضاف «إننا الآن في مسار تفاوضي نتحدث فيه عن القضايا الأساسية حيث نتعاطى مع القضايا النهائية وهى قضايا القدس والمستوطنات والحدود واللاجئين والمياه والأمن وغيرها» مشيرا الى انه سيقوم بزيارة للولايات المتحدة يوم 23 من ابريل الجاري، وإلى روسيا أيضا، وقال «هناك نشاط ينصب حول مسألة المفاوضات». وفي وقت سابق، اكد الرئيس الفلسطيني «جدية» محادثات السلام مع الاسرائيليين لكنه ابدى حذرا حول امكان التوصل الى اتفاق قبل نهاية العام 2008.

وقال عباس «هناك حديث جدي ربما يصل الى حد الالتزام بين جميع الاطراف المعنية بان علينا ان نستغل 2008 لنصل فيه الى اتفاق بيننا وبين اسرائيل حول القضايا النهائية، الا انني لا استطيع ان اقول، في نهاية العام 2008 سنصل». وأضاف عباس ان على حماس ان «تعود عن انقلابها» قائلا «الان نريد ان نعيد التفكير مرة اخرى كيف يمكن ان يلزم طرف حماس بتطبيق عودة حماس عن الانقلاب (مبادرة صنعاء)».

من جانبهما، أكد وزيرا خارجية مصر أحمد أبو الغيط، والأردن صلاح الدين البشير، اتفاق القادة العرب الثلاثة حول كافة القضايا التي تمت مناقشتها خلال القمة الثلاثية، وحول المبادرة العربية للسلام، وما إذا كانت ستظل مطروحة دون سقف زمني محدد، قال أبو الغيط «إن العرب يتمسكون بهذه المبادرة، ويدفعون بها، وإننا في سبيل تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة لا نضع سقفا زمنيا، وإنما نطالب إسرائيل بأن تلتزم بالتجاوب مع الطرح العربي، ونصمم على ذلك».

وحول عدم حضور الرئيس حسنى مبارك وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني للقمة العربية بدمشق، وعما إذا كان ذلك له تأثيرات في التعامل مع رئاسة القمة، قال أبو الغيط «إن مسؤوليات رئاسة القمة معروفة، وعندما تتحرك رئاسة القمة تجاه هذه الأطراف، فأنا أثق أن هذه الأطراف سوف تتجاوب، فرئاسة القمة تقوم بالتحرك تجاه بقية أطراف الجامعة العربية».

من جانب اخر، قال المتحدث الرئاسي المصري ردا على سؤال صحافي عما إذا كان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد حمل معه خلال زيارته للقاهرة رسالة تتعلق بمصالحة عربية «إن الكل منشغل الآن بالعلاقات العربية ـ العربية، وسبل تجاوز أي مشاكل تعتريها»، لافتا إلى أن «الحل لمعالجة الوضع الراهن للعلاقات العربية ـ العربية هو تجاوب كافة الأطراف، خاصة الأطراف التي تملك بطاقات لحل بعض القضايا العالقة منذ زمن طويل، كالوضع على الساحة اللبنانية». وأكد السفير سليمان عواد ضرورة أن يبدى الجميع حسن النية بحيث يفتح الطريق لمعالجة الصدع الذي تعانى منه العلاقات العربية ـ العربية على جبهات عديدة.

وحول ما إذا كان من المتوقع أن تشهد الفترة القريبة زيارات لشخصيات لبنانية إلى مصر، قال السفير عواد إنه لا يستبعد أن يقوم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بزيارة لمصر قريبا يستقبله خلالها الرئيس حسني مبارك، مؤكدا أن هذه الزيارات لا تنقطع. وقال السفير سليمان عواد «إننا في مصر نتابع ما يجري على الساحة اللبنانية كغيرنا من الدول العربية ونعلم من هم الأطراف الرئيسية واللاعبون الرئيسيون الذين يحركون الوضع في لبنان». وأضاف «إننا مع التوافق اللبناني، ولكن هذا التوافق يحتاج إلى تصحيح لأدوار تلعبها أطراف خارجية فنحن لم نولد بالأمس ونحن نعرف حقائق ما يجري في لبنان».

وبالنسبة للشأن الفلسطيني قال المتحدث الرئاسي المصري، إن بلاده تبذل جهودها على الساحة الفلسطينية على محورين متوازيين ومتزامنين هما: تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أما المسار الثاني فهو تهدئة وتهيئة الأجواء بين حركتي فتح وحماس.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت القمم التي عقدها الرئيس حسني مبارك خلال الساعات الماضية مع عدد من الزعماء العرب مقدمة لعقد قمة عربية أوسع نطاقا يمكن أن تشمل السعودية، اكتفى السفير سليمان عواد بالقول: «إن كل الاحتمالات مفتوحة في إطار السعي لتعزيز العمل العربي المشترك». وحول ما يطرح أحيانا في إسرائيل من دعوات لأن تتولى كل من مصر والأردن إدارة قطاع غزة والضفة الغربية على التوالي، قال السفير سليمان عواد «إن تلك كلها بالونات اختبار إسرائيلية، وسبق أن تحدثت إسرائيل عما يسمى بالخيار الأردني أو خيار غزة أولا، وغير ذلك ، وهي محاولات تستهدف التنصل من مسؤولية السلام».