بترايوس: المالكي لم يتبع نصائحي في شن عملية البصرة.. وغالبية الأسلحة كانت من طهران

كروكر: إيران تحاول «لبننة» العراق .. وعهد الصرف الأميركي على إعادة الإعمار انتهى

TT

اخذت الاحداث الاخيرة في البصرة، وامتداداً لها في بغداد، الحيز الاكبر من جلسة استماع قائد القوات الاميركية في العراق، الجنرال ديفيد بترايوس، والسفير الاميركي في بغداد امام الكونغرس أمس. واعتبر المسؤولان الاميركيان ان إيران لها دور كبير في تطورات البصرة، وانها تدعم «مجموعات خاصة» شبيهة بحزب الله في لبنان. وقال كروكر: «ايران تحاول لبننة العراق»، أي فرض نموذج مشابه للبنان في العراق من خلال بسط سيطرتها على العراق بواسطة جهات مسلحة عراقية.

وبينما أكد بترايوس ان رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، لم يتبع نصائحه بالقيام بالعملية، شدد على ان «الشعب العراقي بالجنوب شكر عمل القوات العراقية المسلحة وقرار رئيس الوزراء لمواجهة العناصر الاجرامية». وحرص كروكر على تذكير الكونغرس بأن «العملية لم تنته بعد وما زالت تتوسع».

ورداً على اسئلة من لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي أمس، قال الجنرال بترايوس ان الهجوم الذي شنته الحكومة العراقية في البصرة، الشهر الماضي، «لم يتم التخطيط والاعداد له بنحو كاف». واشار بترايوس الى انه تم ابلاغه عن الخطط العراقية بالهجوم قبل ثلاثة ايام فقط من شنه. واضاف امام لجنة الشؤون العسكرية «كان من الممكن التخطيط للهجوم بنحو افضل». ولكنه اوضح ان القوات المتعددة الجنسية كانت تخطط مع العراقيين عبر خطة عسكرية بعيدة الأمد في البصرة، «ولكن المالكي رأى ان الخطة بطيئة واتخذ قرار العملية».

وقال بترايوس ان التطورات في البصرة وبغداد خلال الاسابيع الاخيرة «اظهرت الدور التدميري لايران في تمويل وتدريب وتسليح وتوجيه ما يسمى الجماعات الخاصة». وأضاف ان هذه الاحداث «جددت القلق بشأن ايران لدى العديد من القادة العراقيين»، موضحاً ان «غالبية الاسلحة في البصرة (بايدي الميليشيات) كانت ايرانية المصدر». وتابع: «علينا مراقبة ايران خلال الاسابيع والاشهر القادمة». من جهته، اتهم كروكر ايران بمحاولة «لبننة» العراق، أي اتباع سياسة على غرار دورها في لبنان من خلال دعمها لحزب الله. وأضاف: «ايران تدعم مجموعات خاصة في العراق على علاقة بفيلق القدس وحزب الله العراقي»، موضحاً «نرى ظاهرة خطيرة في تعاون جيش المهدي (الذي يقوده مقتدى الصدر) مع المجموعات الخاصة». وتابع: «التيار الصدري لا يشكل تهديداً للعراق، المجموعات الخاصة هي التي تهدد العراق». وشدد كروكر على ان الجانب السياسي للعمليات العسكرية في البصرة اكثر ايجابية من الجانب الامني. وقال: «هناك دعم واسع من الفئات السياسية للمالكي وما قام به»، مشيراً الى الاجتماعات اليومية للمالكي مع قادة سياسيين في بغداد، الاسبوع الماضي، منذ عودته الى بغداد.

وبعد الاستماع الى شهادة بترايوس وكروكر حول التطورات العسكرية والسياسية في العراق، أخذ اعضاء اللجنة التي يترأسها الديمقراطي كارل ليفن يوجهون اسئلتهم الى المسؤولين حول علمية البصرة بقيادة المالكي والدول الايراني في العراق، بالاضافة الى العلاقات بين المجموعات الشيعية. وكان التركيز اقل على تنظيم «القاعدة» في العراق، ولكن بترايوس اكد ان سيطرة تنظيم «القاعدة» في العراق قلت خلال الاشهر الماضية، وانه من الضروري ابقاء القوات الاميركية في العراق لمواجهته. وكما كان متوقعاً، قال بترايوس في شهادته انه يجب وقف سحب القوات الاميركية من العراق في يوليو (تموز) المقبل، بعد سحب القوات الاضافية التي ارسلت الى العراق في يناير (كانون الثاني) 2007، وعددها 20 الفاً. وشرح انه أوصى الرئيس الاميركي بتحديد مهلة تستمر 45 يوما تبدأ في يوليو من أجل الحكم على التطورات على الساحة واجراء تقييم يحدد ما اذا كان الامن كافيا لسحب المزيد من القوات، قبل اتخاذ قرار جديد حول سحب القوات. وقال بترايوس انه لا يستطيع تقدير عدد القوات الامريكية هناك بحلول نهاية 2008.

ورداً على انتقادات اعضاء الكونغرس للقوات العراقية، قال بترايوس: «رجال الامن العراقيون يخدمون بلدهم ويموتون من اجله»، مذكراً ان «العراقيين يقدمون ضحايا بضعفين أو 3 اضعاف ضحايانا». وتابع انه من المتوقع نقل السلطة الامنية الى العراقيين في محافظتي الانبار والقادسية خلال الاشهر القليلة المقبلة.

ووجهت اسئلة كثيرة لبترايوس وكروكر حول التكلفة المالية للحرب التي تتحملها واشنطن. واعلن كروكر امس «ان عصر الصرف الاميركي على مشاريع اعادة الاعمار الكبيرة في العراق انتهى». ولفت بترايوس الى ان الحكومة العراقية اشترت في مارس (اذار) الماضي معدات بقيمة ملياري دولار من الولايات المتحدة، كما انها صرفت 8 مليارات دولار على القوات الامنية هذا العام. ومن المتوقع ان تصرف 11 ملياراً العام المقبل. وبينما كانت جلسات سبتمبر (ايلول) الماضي تركز على النجاح الامني النسبي في البلاد والتراجع السياسي، كانت جلسة أمس تركز اكثر على تقدم سياسي من حيث دعم الاحزاب السياسية العراقية للمالكي والإخفاق الامني خلال الاسابيع الاخيرة، وخاصة المواجهة مع «مجموعات خاصة» تدعمها ايران. وقال كروكر: «الوضع السياسي اكثر مرونة الآن».

وعلى صعيد آخر، كان تركيز كاميرات التصوير على عضوين في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، وهما المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية جون ماكين والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. يذكر ان المرشح الآخر للرئاسة باراك اوباما قد شارك في جلسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ مساء أمس.

وكان ماكين من بين الاقلية الذين لم يشددوا على ضرورة الانسحاب من العراق قريباً، ويرى احتمالا حقيقيا بتحقيق نجاح في العراق. وحذر من أن الهزيمة تستلزم عودة القوات الاميركية لخوض حرب أكبر.

وقال ماكين «نحن لا نحدق في هاوية الهزيمة بل يمكننا ان نتطلع قدما الى فرصة نجاح حقيقي».