إطلاق حملة نسائية لمناهضة العنف من أقدم أحياء الرياض

الأميرة حصة بنت سلمان: الأسر الغنية لم تسلم منه

TT

طالبت الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز، عضو غير متفرغ في هيئة حقوق الإنسان الحكومية، بإيجاد نظام شرعي محلي لحماية المعنفين، ونظام آخر لمعاقبة ممارسي العنف، فيما حضت أئمة وخطباء مساجد بلادها بالتوعية بخطر أعمال العنف، ودعت لإشراك الجامعات ومؤسسات التعليم في حملات التوعية.

وجاءت مطالبة الأميرة حصة بنت سلمان، في المؤتمر الصحافي الخاص بإطلاق حملة للتوعية بمخاطر العنف الأسري، حملت شعار «لنحميهم.. لا نؤذيهم» مساء أمس الأول في مدينة الرياض، بتنظيم من جمعية النهضة النسائية الخيرية ممثلة بمركز النهضة للخدمات الإنسانية.

ولفتت الأميرة حصة إلى الاجتماع الذي دعت له هيئة حقوق الإنسان الحكومية، وشارك فيه مندوبون عن وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والجمعيات الخيرية في 17 مارس (آذار) الماضي، وأثمر عن فكرة تشكيل لجنة عليا لشؤون الأسرة تهتم بالمرأة والطفل وقضايا العنف الأسري، وغيرها من القضايا، حيث تمنت أن ترفع مذكرة بذلك لمجلس الوزراء في القريب العاجل.

وتشارك في الحملة التوعوية التي تم اختيار منطقة منفوحة في العاصمة السعودية لانطلاقتها، العديد من الجهات والقطاعات المتعاونة والمتخصصة مثل: لجنة حقوق الإنسان، وزارة الشؤون الاجتماعية، الضمان الاجتماعي، برنامج الأمان الأسري الوطني لمستشفى الحرس الوطني.

وتعتبر حملة «لنحميهم.. لا نؤذيهم»، من الحملات التثقيفية والتوعوية والإرشادية، التي تناهض كافة أشكال العنف الممارس ضد الأسرة، وانطلقت الحملة التوعوية خلال شهر ابريل (نيسان) الجاري، وتستمر لمدة أربعة أسابيع. وقد وقع الاختيار على منطقة محدودة هي (منطقة منفوحة) لتنفيذ البرنامج الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي الصحي والنفسي والفكري والاجتماعي لأفراد الأسر المستهدفة، وذلك عبر تنظيم برامج للزيارات المنزلية والمدرسية «برنامج العيادات الاجتماعية، برنامج النشاط الرياضي، برنامج المهرجانات»، وكلها تستهدف فئة الأمهات والفتيات والأطفال.

وأثبتت الإحصائيات أن إجمالي الحالات التي تعرضت للعنف الأسري التي استقبلها مركز النهضة للخدمات الاجتماعية بلغت 99 حالة تمت معالجة 53 حالة منها ومازال هناك 46 حالة تنتظر المساعدة، أما بالنسبة لحالات عنف الأطفال بلغت 16 حالة، وبلغ عدد الأطفال المتسولين ألفي حالة، وهناك 46 حالة تنتظر المساعدة.

وأكدت الأميرة حصة بنت سلمان، أن هناك إحصائيات تفيد أن معظم ضحايا العنف هم من النساء والأطفال وكبار السن والمعاقين ذهنياً أو جسدياً والخدم. وقالت إن العنف الأسري لا ينتشر بين الأسر الفقيرة وغير المتعلمة فقط، بل أيضا ينتشر في الأسر الغنية المتعلمة والمتحضرة.

وتابعت الأميرة السعودية، الناشطة في مجال مناهضة العنف، قولها «لقد وجدت أن ما يسعى إليه الناشطون والمجتهدون بل يتمناه أيضا المسؤولون بمن فيهم أمراء المناطق، هو نظام شرعي لحماية المعنف ومعاقبة ممارس العنف، ليسهل عليهم إجراءات العمل»، فيما استشهدت بمقولة من الموروث الشعبي هي «أنا زابن عليك»، وهي المقولة التي توجه إلى الأمير أو شيخ العشيرة أو الوجيه الموثوق به، للجوء إليه بغية نصرته.

وفي ختام المؤتمر الصحافي، فتح حوار بين وسائل الإعلام والجهات المدعوة والمشاركة في أعداد الحملة، والذي ذكرت من خلاله الأميرة حصة بنت سلمان بأن استمرارية الحملة إلى ما بعد الشهر تبنت رعايتها المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق لمدة عام قادم من خلال مواضيع تطرح في مطبوعات الشركة ووضع شعارات خاصة بالتوعية. وبينت أن الحملة التوعوية ضد العنف، ليست عملا خيريا مباشرا بل يختص بإحقاق الحق ونصرة المظلوم. وقد دعمت حرم الأمير الوليد بن طلال، أعمال الحملة التوعوية بمخاطر العنف، بتبرع قيمته 500 ألف ريال ممثلة في مؤسسة المملكة.