إسرائيل تنفي قرار قطع الوقود عن غزة رغم عملية معبر ناحل عوز

في محاولة لسحب البساط من تحت أرجل حماس إعلاميا

TT

نفت الحكومة الاسرائيلية في بيان رسمي، أمس، أن تكون قد قررت إغلاق معبر الوقود الى قطاع غزة، عقب الهجوم الذي نفذته مجموعة فلسطينية اول من أمس في المكان وقتل فيها اسرائيليان.

وقالت إن اغلاق المعبر حاليا هو إجراء أمني مؤقت يتم ريثما تنهي قوات الأمن ترتيباتها لحماية العمال من عمليات مشابهة في المستقبل، وان الاغلاق سيستغرق بضعة أيام. وأكدت ان المعابر الأخرى التي يتم إدخال المواد الغذائية والتموينية والأدوية ستظل مفتوحة كالمعتاد. وصدم هذا القرار وسائل الاعلام الاسرائيلية والعديد من السياسيين في اليمين والقادة العسكريين السابقين، واعتبروه تغييرا حادا في السياسة الاسرائيلية تجاه قطاع غزة. وراح هؤلاء يهاجمون الحكومة ويتهمونها بتجاهل أمن المواطنين. وسمعت الانتقادات حتى من الحزب الحاكم (كديما)، فقال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، تساحي هنغبي، ان على الحكومة أن تتخذ قرارا شجاعا لاقتلاع ظاهرة حركة حماس من جذورها. وهذا غير ممكن، حسب رأيه، إلا بواسطة اعادة احتلال قطاع غزة وإسقاط حكم حماس. وقال هنغبي ان «حماس تبني في قطاع غزة دولة تعيش وفقا لآيديولوجيتها الارهابية، واسرائيل لا تستطيع أن تتعايش مع وجود دولة كهذه الى جانبها». ورفض ما يقال عن أن اسرائيل لا تستطيع القيام باحتلال كهذا لأنه سيجر المنطقة الى كوارث حربية شاملة. وقال: «حان الوقت لأن نضع ردود الفعل الخارجية جانبا ونهتم بما يضمن الأمن لشعبنا. فمن لا يريد أن يتفهم ظروفنا عليه أن يجرب العيش مثلنا في ظل هذه التهديدات الدائمة». وقال ان السماح باستمرار حكم حماس سيؤدي الى تهديد الأمن ليس لاسرائيل وحسب، بل أيضا لمصر وللأردن وللدول الأخرى في المنطقة.

وعبّر عن موقف مشابه الجنرال غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، الذي قال ان «حماس تبني قوة عسكرية خطيرة وينبغي القضاء عليها الآن، قبل ان يصبح ذلك متأخرا». وأضاف آيلاند ان الحكومة تريد التخلص من حماس، ولكنها تخشى من الثمن السياسي الدولي لذلك. بيد ان عليها أن تغير حساباتها، «لأن دول العالم لا تفعل شيئا للدفاع عن أمن سكان اسرائيل في محيط غزة وتتركهم عرضة لإرهاب دائم». ودعا آيلاند الى «اجتياح قطاع غزة بعملية عسكرية واسعة والبقاء هناك حتى تسقط حماس ويتشرد قادتها في السجون أو المقابر». وطالب الحكومة بأن تغلق كل المعابر الى غزة، ووقف الامدادات الغذائية والوقود عنه «فمن يريد قتل عمالنا الذين يعملون ليل نهار من أجل توفير الغذاء والدواء والوقود والكهرباء لهم، عليه أن يفتش عن مصادر أخرى ويحل مشاكله بنفسه».

ولكن مسؤول الارتباط الاسرائيلي في منطقة غزة، رد على هذه الدعاوى وقال انها لا تخدم سوى حماس وسياستها. وأضاف: «لم يكن صدفة ان اختارت حماس هذا المعبر لتنفيذ عمليتها الارهابية فيه. فهي لا تريد أن يستمر الوضع الحالي الذي تقوم فيه اسرائيل بمواصلة الامدادات وفي الوقت نفسه مواصلة العمليات العسكرية للدفاع عن أمننا. انها تريد أن تواصل اسرائيل الحصار لكي تتمكن هي من الصراخ بأننا نتسبب في الجوع وفي المعاناة. وبذلك يتجند العالم ضد اسرائيل ويمارس الضغط عليها من جهة، وتعود دول الغرب الى فك العزلة عن حماس وتقيم العلاقات معها من دون أن تغير هذه الحركة من سياستها ومن دون أن تتجاوب مع مطالب الرباعية الدولية الثلاثة ـ الاعتراف باسرائيل ونبذ الارهاب والاعتراف بالاتفاقيات الموقعة».

وقال فروست ان على اسرائيل ان لا تنفذ مخطط حماس هذا، وأن تتعامل مع غزة بأسلوب موضوعي، «فنمنع كارثة انسانية هناك ونفرق ما بين المواطنين الذين يريدون السلام مع اسرائيل، وهم الأكثرية الساحقة، وبين دعاة الارهاب، الذين يشكلون أقلية ضئيلة تفرض رأيها على السكان بالقوة والارهاب».

وكانت أوساط سياسية واعلامية عديدة قد هاجمت قيادة الجيش على استخفافها بأمن المواطنين في المعبر المذكور، وقالت ان الهجوم عليه انتهى بأعجوبة بهذا العدد القليل من الخسائر. وذكرت أوساط أمنية غير رسمية ان الجيش الاسرائيلي لم يكن موجودا في منطقة المعبر وحضر بسرعة، بعد أن تلقت اسرائيل انذارا من أحد الفلسطينيين يقول فيه ان الخلية المسلحة في طريقها الى المعبر. ولولا ذلك لكان المهاجمون الفلسطينيون قد تمكنوا من خطف جندي أو عامل اسرائيلي والعودة الى غزة قبل أن يشعر بهم أحد.