الصين تعلن عن تفكيك مجموعة إرهابية في منطقة مسلمة كانت تخطط لهجمات خلال الألعاب الأولمبية

الاتحاد الأوروبي يحث قادة أوروبا على مقاطعة جماعية للحفلة الافتتاحية للأولمبياد

ناشطون في منظمات حقوق الانسان يتظاهرون في سان فرانسيسكو أثناء مرور الشعلة الأولمبية (رويترز)
TT

أعلنت السلطات الصينية أمس انها فككت مجموعة ارهابية في منطقة سيغ يانغ المسلمة، كانت تخطط لخطف صحافيين وسياح ورياضيين اجانب خلال الألعاب الاولمبية التي ستجري في بكين.

ويأتي هذا الاعلان عقب كشف الصين عن خطتين مماثلتين الشهر الماضي وسط شكوك حول ما اذا كانت بكين تضخم الخطر الارهابي لتبرير قمع اي حركة انشقاق قبل الالعاب الاولمبية المقررة في اغسطس (آب) المقبل.

وصرح وو هيبنغ المتحدث باسم وزارة الامن العام بان «مجموعة ارهابية عنيفة خططت لخطف صحافيين وسياح ورياضيين اجانب خلال ألعاب بكين الاولمبية، وبالتالي إحداث تاثيرات عالمية تتسبب في تخريب ألعاب بكين». وقال وو ان «حركة شرق تركستان الاسلامية» كانت وراء هذه المخططات. وتصنف الامم المتحدة والولايات المتحدة المنظمة على انها ارهابية.

وقال وو في تصريحات نشرها موقع الحكومة الرئيسي على الانترنت، ان خطة الخطف التي اشترك فيها 35 شخصا احبطت في اواخر مارس (آذار) ومطلع ابريل (نيسان) في العديد من مناطق سيغ يانغ المحاذية لدول اسيا الوسطى والتي تسكنها أقليات مسلمة من الويغور، بما فيها العاصمة اورومكي. واضاف ان الشرطة فككت ايضا في يناير (كانون الثاني) الماضي مجموعة اخرى ارسلت «حركة شرق تركستان الاسلامية» قادتها «من الخارج» لشن هجمات في بكين وشنغهاي باستخدام مواد سامة ومتفجرات. وقال وو ان من بين المواقع المستهدفة «فنادق ومباني حكومية وقواعد عسكرية وغيرها من المؤسسات».

واضاف ان اوامر صدرت لاعضاء الجماعة بان «يموتوا معا» اذا ما اكتشفت الشرطة امرهم، مشيرا الى ان اعضاء الجماعة ارسلوا الى الخارج لتلقي التدريب. وقالت الشرطة انها صادرت متفجرات ومواد تدريب على «الجهاد» اثناء مداهمتها الجماعتين. ولم يكشف وو عن السبب الذي دفع الحكومة الى الانتظار حتى هذا الوقت للكشف عن المعلومات.

وتؤكد الصين انها تواجه تهديدا وشيكا من «حركة شرق تركستان الاسلامية». الا ان بعض الخبراء في شؤون منطقة سيغ يانغ وعددا من افراد جماعة الويغور المنفيين، قالوا ان الصين تبالغ كثيرا في تصوير هذا التهديد لتشديد قبضتها على المنطقة الغنية بالنفط .

ويقول العديد من الويغور انهم عانوا من الاضطهاد الواسع في ظل نحو ستة عقود من الحكم الصيني، وزاد من غضبهم تدفق الصينيين الى منطقتهم مما تسبب في تغيير اسلوب حياتهم. كما نقلت الصحافة المحلية أمس عن مسؤول بارز في الاجهزة الامنية دعوته الشرطة الصينية الى «الضرب بشدة» للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي قبل الالعاب الاولمبية.

ونقلت صحيفة خاصة بشؤون الشرطة عن زهو يونغكانغ كبير مسؤولي الشؤون الامنية في الحزب الشيوعي الحاكم في منتدى امني في جنوب الصين قوله «يجب ان نضرب بشدة اي نشاط اجرامي او غير شرعي ونعمل بجد على تطبيق النظام في المناطق التي تعمها الفوضى». واضاف ان «الاستقرار هو مهمة رئيسية، ومسؤوليتنا رقم واحد».

وذكر مسؤولون في منطقة سيغ يانغ الشهر الماضي ان الشرطة فككت في 27 يناير (كانون الثاني) جماعة ارهابية تخطط لشن هجوم على الالعاب الاولمبية في بكين كما تم احباط محاولة لاسقاط طائرة صينية في مارس (آذار).

ورفضت السلطات الصينية الكشف عن الادلة المتعلقة بالحادث مما زاد من اتهامات المجموعات اليمينية والمنفيين بان السلطات الصينية اختلقت تلك الخطط. وذكرت السلطات الصينية ان ارهابيين اثنين قتلا والقي القبض على 15 اخرين في عملية مداهمة في مدينة اورومكي في 27 يناير، الا ان سكان تلك المنطقة صرحوا لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية الاسبوع الماضي انهم لم يشهدوا اي اشتباك عنيف.

وعقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، ضغطت الصين على الولايات المتحدة التي طلبت مساعدة بكين في «الحرب على الارهاب»، من اجل ادراج «حركة شرق تركستان الاسلامية» على قائمة المنظمات الارهابية، حسب خبراء منطقة سيغ يانغ. ويقول الناقدون ان الصين اساءت استغلال تلك الخطوة لتبرير قمعها لتلك المنطقة .

الى ذلك، صعّد الاتحاد الاوروبي موقفه تجاه الصين لحثها على اجراء حوار مع قادة التيبت، ودعا البرلمان الاوروبي قادة الدول الاعضاء في الاتحاد الى اتخاذ قرار موحد لمقاطعة الحفلة الافتتاحية للالعاب الاولمبية. ووافق البرلمان الاوروبي أمس على قرار يدعو الدول الـ 27 الاعضاء في الاتحاد الى الاخذ بعين الاعتبار خيار مقاطعة الحفلة الافتتاحية للالعاب الاولمبية في حال لم تستأنف الصين حوارها مع الدلاي لاما. وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا امام البرلمان الاوروبي: «علينا متابعة الضغط على الصين، اتمنى ان تصغي السلطات الصينية الى طلبات الاتحاد الاوروبي». وأعلن عن اجتماع في 15 مايو (أيار) مع السلطات الصينية، آملا ان يحقق خروقات خلال هذا الاجتماع.

وحث البرلمان الاوروبي الصين أيضا على «عدم استغلال الالعاب الاولمبية لتبرير اعتقال المنشقين والصحافيين والناشطين في حقل حقوق الانسان، بهدف منع التظاهرات والتقارير الاعلامية التي تعتبرها السلطات الصينية محرجة» . وقال رئيس الكتلة الليبرالية في البرلمان الاوروبي غراهام واطسن: «على كل دول الاتحاد الاوروبي ان يأخذوا موقفا موحدا وارسال رسالة واضحة الى السلطات الصينية بأنهم اذا ارادوا شرعية سياسية للحفلة الافتتاحية للالعاب الاولمبية، لديهم مهلة حتى 8 أغسطس (آب) لبدء حوار بناء (مع قادة التيبت)».

وقد تعلن الكثير من الدول مقاطعة الحفلة الافتتاحية للالعاب الاولمبية احتجاجا على رفض الصين الحوار مع قادة التيبت. فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أول أمس أنه سيقاطع حفل الافتتاح، بعد ان كان قد أكد من قبل أنه لا يمكن لبلاده مقاطعة حفل الافتتاح لانها تستضيف الالعاب الاولمبية في العام 2012. كذلك سيقاطع الاحتفال حتى الان كل من المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي ستيفت هاربر والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقد ترك البيت الابيض الباب مفتوحا امام امكانية مقاطعة الرئيس جورج بوش للاحتفال.